فتاة من الشمال...حب "جن الينا"
هنا حيث اﻻريج تغشانا نسائمه عندما تشرق الشمس فجرا
وتوزع الشعاع والدفئ فيتسرب الى العروق بلا استئذان قسرا.
هنا كان مصيفا يصطافه الملك وعائلته فتحول الى نزل!
فجأة التفت الى هناك بدافع يجهله فإذا بعينين زرقاوتين
ترمقانه, ترقبانه وهو يقرأ كتيبا على ضفاف ذلك البحر
المعشوق, نعم على الشاطئ الذي يعج بالناس ريثما تاتي
السفينة لتقله ومن معه الى شاطئ آخر حيث اﻻحباب
في انتظار وقد طال انتظارهم شوقا خاصة تلك الفتاة
الجميلة السمرة الذكية المرامي بميزان العقل والتي
اقصتها عنه هي الاخرى طريقة تربيته وعفته فهو
يتمنع بحياء العذاري وهو راغب.
شعرت بنفسها والتفتت الى جهة اخرى على استحياء
او قل على غير استحياء فهي ثاقبة عندما تنظر اليك
وتخالها لا تعرف تودد الانثى الولهانة فلكل له طريقته
في التعبيرعما يعتصر قلبه كما يبدوا.
كانت تقف فوق السطح العلوي المكشوف مقابل شاطئ
البحر الجميل. ظنها ترقب البحر فإذا بها تراقب من
جلسوا امامه يستمتعون باجواء الصيف لاهين عنها
وعن نارها المتاججججججججججججة حبا !
ليست المرة اﻻولى التي تبدي اهتمامها به فقد كانت تتجمد
واقفة كلما قابلته مصادفة تاركة عملها الذي تحبه وهي عملية
لكن ليس اكثر ممن الهاها عنه. هو لم يكن يفهم كليا دوافع
تصرفها الذي توشحه بكبرياء انثى.
طلبت من شقيقه معلومات عن الدين الذي يدينون به ويجعلهم
مختلفين عن غيرهم فجلب لها من المسجد البعيد كتيبات في
اﻻحكام ما كان يجب ان تحوز بها فقد اقصتها الواجبات وهي
شابة غربية تهرب من ما تعتبره قيود وهو ليس بقيد بل القيد
في الذي يسلبها اﻻطمئنان وهي الباحثة عنه عند من يجعلهم
يختلفون عن غيرهم.
حاولت معه وهي تحتفظ بمسافة انثوية نطلق عليها نحن
كرامة بل قد يكون "خجل" او قل انه نوع من التردد ليس
في محله.
دفنت حبها بين ضلوعها وتاهت تنقمص في حياتها التي
تفتقد الى اﻻطمئنان الذي ظلت تبحث عنه بفطرتها السليمة.
وكأن لسان حالها يردد قول الشاعر:
بين الضلوع كتمت سرا موجعا كاد من سقمي به الاظهار
ولسان حاله يردد بعد فوات الاوان قائلا:
لولا الحياء وخشية الاثار لبحت ب..... والذكريات الغزار.
لمحته مرة على قارعة الطريق من مسافة كانت تقلها سيارة
وبعد زمن من رحيل الفراق عن المكان الذي كان يجمعهما
فقد كان هو بدوره يتربع حينها فوق دراجة غيرنارية الا ان
النيران اشتعلت في صدرها ونسيت نفسها امام من كانوا معها
فاشرئبت عنقها حتى كادت تنقصف.
لانها لمحته كما لم تفعل من قبل فقد كان يتعارك مع رجولته
الظاهرة فﻻ يسطع اخفائها بعد ان تعمد اظهارها لعله يعجب
الحسناوات وما اكثرهن هنا حيث اﻻلوان زاهية واﻻشكال
غاوية.
فرقتهم اﻻيام مرة اخرى قبل ان يجتمعا ويهمسا في الحلال
فقد كان ما يدين به يمنعه من ان يغرق في ما دون ذلك.
فا لغرق في الحالال خير من الانغماس في الحرام ,
هكذا تعلم منذ نشاته.
بعد فراق طويل الامد بحث عنها غير ملي لعلها تهتدي
بحجة كانت مفقودة تحت جهل صباه الا انه لم يعثرعليها
واكتفى محتفظا بذكريات مبعثرة ذهبت الى سبيلها وهو كذلك.
وهذا هو حال حب بعد فوات الاوان ان لم يذبل
يكبر
.
لكن هناك اشياء تابى ان تذهب من الذاكرة لعل ذاكرتها تفعل
ايضا ذلك لتستمرالحياة تغالب النسيان الذي كاد ان يتجمد هو
بدوره في بلاد كأن الجليد الناصع البياض يعشقها شتاءا.
تتجدد المواقف وتتوقف احيانا اخرى في بعض المحطات
اﻻجبارية او قل الالزامية الضرورية وغيرها من التعابير
الواقعية التي تستفيق عندها كل ما تشبه الاحلام.
فما اجمل الاحلام ان لم تتلوث بالاثام.