النشاط من أهم مقومات الشخص الناجح، فبنشاطه المستمر يتم أموره على أكمل وجه وأتمه، ومن هذه الحيوية يستطيع أن شخص أن يحقق أهدافه التي رسمها لحياته، لكن ما الذي يدفع الإنسان حتى يكون نشيطاً ومثابراً ومنتجاً؟
إن من أهم الدوافع للنشاط هو القدرة على التخطيط السليم، والتنظيم، والإلتزام أيضاً، فالدافع هو الحلم الذي يسعى الإنسان لتحقيقه، ولا يأتي الحلم إلا بمنظور الإنسان إلى أموره ورؤياه وتطلعاته إلى غد مشرق.
ولتحقيق هذا الحلم فإنه على الإنسان أن يخطط لهدفه وأن يعد الخطط لذلك ليستطيع تحقيق ما يريد. فهناك أشياء كثيرة يجب علينا أن نعد لها، فتحديد الهدف البعيد عن الخيال، وتربية النفس على ذلك أدعى للتحقيق، وكذلك استشارة ذوي الخبرة والعمل على ذلك، فالتخطيط يحتاج إلى دراسة الأمور من كل نواحيها وجوانبها الممكنة، وكذلك يجب تحديد الأهداف حسب الأولويات وتدرجها الأهم فالمهم.
كما ويجب علينا الإعداد لما نحتاج من الوقت والعمل وتنظيم الأمور حسب معاييرها، فالنظام يساعد على إعطاء كل شيء حقه ومقداره، فلا تعطي شيئاً على حساب الآخر . فحتى الراحة الجسدية والنفسية مطلوبة، فالانغماس الطويل يهلك البدن ويضعفه ويضعه في دائرة الروتين الممل وقتل النشاط الذي يحتاجه الشخص، ويمكن أن يكون حائلاً لتحقيق ما يريد.
ويجب علينا كذلك الإلتزام بالخطة المدروسة، حيث أنّ ذلك من أهم البنود أيضاً. فكثرة التخطيط دون الإلتزام به من دواعي اليأس من الشيء والبعد عن تحقيقه. فلنتعامل بالإلتزام والخطة المدروسة بوعي واهتمام بعيدين عن الاستهتار مما يجعل العبء من العمل قليل، وهذا يؤدي إلى إنتاج منتظم وهو من أحد أسباب تحقيق أهداف الإنسان وما يريد، مما يعود عليه بالسعادة والراحة ويملئ الإنسان بالحيوية والنشاط، فكلما حقق الإنسان أهدافه ارتفعت همته ونشاطه.
كما ولا نغفل دور وعي الإنسان بأن هذا النشاط يحتاج إلى جسم قوي صحيح البدن، ولا ينعم هذا الإنسان إلا بوعيه كيف يحافظ على جسده وعقله؛ فبممارسة الرياضة والغذاء المتوازن نحقق المطلوب، وإن لهذا البدن علينا حقاً من المشاعر الروحانية، وما يدعم ذلك إلا علاقتك بالله؛ فعليك بالعبادة والدعاء حتى تعلم أن منهج الله يدعونا إلى النشاط والعطاء، فالبعطاء يسعد الإنسان.
بإمكاننا تجديد نشاطنا كذلك عن طريق كسر الروتين وتغيير عاداتنا اليومية. فبإمكاننا في أوقات فراغنا ممارسة هواياتنا المفضلة، والتي ما لبثنا كثيراُ أن فقدناها أو لم نمارسها منذ فترة طويلة، كقراءة كتب لكاتبي المفضل، أو ممارسة هواية الرسم، أو الذهاب لناد رياضي وممارسة الألعاب الرياضية التي أحب، أو حتى بالخروج مع الأصدقاء الذين لم أرهم منذ مدة طويلة.