إن الأساس في الدعاء ليكون مستجاباً هو أن يكون صادقاً ونابعاً من القلب ، وأن تكون أيضاً نية الداعي صادقة ويكون بهدف سامٍ وليس بهدف تشويه حياة الآخرين أو الإساءة لهم أو حتى يكون هناك أدنى نية في الاعتراض على حكم الله أو خلقه ، كما أن الطهارة لها دور عند الدعاء ، فالدعاء عبادة وليس للمسلم أن يتعبد دون أن يطهر نفسه وروحه ولا ينسى أن يطهر جسده ، فأثناء الدعاء يقف المسلم بين يدي الله سبحانه وتعالى.
إن أكثر الأدعية استجابة عند الله تعالى هي أدعية الأنبياء والرسل عليهم السلام أجمعين ، لأنهم رمزٌ للعفة والطهارة ، وللنظر عبرة الله في نجاة سيدنا يونس عليه السلام من بطن الحوت ، فقد كان دعاؤه : "لا إله إلا الله سبحانك إني كنت من الظالمين".
أما دعاء سيدنا يوسف عندما رماه أخوته في البئر والذي نجاه من كيدهم ، فقد أحى الله سبحانه وتعال إلى جبريل أن ينزل على سيدنا يوسف –عليه السلام- ليعلمه دعاءً ينجيه من غياهب الجب ، فخاطبه جبريل قائلاً: ألا أعلمك كلمات إذا أنت قلتهن عجل الله خروجك من الجب ، فقال: نعم .. فقال له : قل "يا صانع كل مصنوع ويا جابر كل كسير، ويا شاهد كل نجوى ويا حاضر كل ملأ ويا مفرج كل كربة ويا صاحب كل غريب ويا مؤنس كل وحيد، ائتني بالفرج والرجاء واقذف رجاءك في قلبي حتى لا أرجو أحداً سواك".
أما دعاء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام خروجه من الطائف : "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، و قلة حيلتي، وهواني على الناس ،يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين، وربــي، إلى من تكلني .. إلى بعيد يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري, إن لم يكن بك غضب علىَّ فلا أبالي و لكن عافيتك هى أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت به الظلمات، وصلح عليها أمر الدنيا و الآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل على سخطك ولك العتبى حتى ترضى ، لك العتبى حتى ترضى ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم".