أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

14 التعزية .. ألفاظها وما يتعلق بها

التعزية .. ألفاظها وما يتعلق بها

قد من الله عزو جل علىّ بأن بحث أحكام التعزية كاملة، وهذا المبحث من المباحث التي تم بحثها، وبعد أيام سأطرح أهم مسألتين في بحثي هذا، وهي مدة العزاء، ومسألة الجلوس للتعزية إن شاء الله تعالى.

من ألفاظ التعزية والمواساة

يقوم المعزي بتعزية المصاب بما يسليه، ويصبره، ويحمله على الرضا، والصبر، واحتساب المصيبة عند الله ، والثقة به سبحانه، وأنه لا يخلف الميعاد، ويكون ذلك بما تيسر من الترغيب في الأجر والثواب، والاحتساب من القرآن الكريم والسنة الصحيحة، أو بما تيسر من الكلام الذي يخفف المصيبة( )، ويبرد حرارتها على حسب نوع المصيبة وحال المصاب.

قال الإمام النووي(ت676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ وأما لفظة التعزية فلا حجر فيها، فبأي لفظ عزاه حصلت) ( ).

وقال ابن مفلح( ت 884هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ لا أعلم في التعزية شيئاً محدوداً)( ).

وقال الإمام المرداوي ( ت 885هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ ولا يتعين فيه شيء)( ).

وقال الشوكاني (ت1250هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ فكل ما يجلب للمصاب صبراً يقال له: تعزية بأي لفظ كان، ويحصل به للمعزي الأجر المذكور في الأحاديث)( ).
وقال الشيخ ابن باز(ت1420هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ لا أعلم دعاء معيناً في ذلك عن النبي ، ولكن يُشرع للمعزي أن يعزي أخاه في الله في فقيده بالكلمات المناسبة)( ).

وقال الشيخ محمد بن عثيمين(ت1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ وإن عزى بغير هذا اللفظ مثل أن يقول: أعظم الله لك الأجر، وأعانك على الصبر، وما أشبهه فلا حرج؛ لأنه لم يرد شيء معين لا بد منه)( ).

وقال الشيخ وهبة الزحيلي وليس في التعزية شيء محدد)( ).

ومن ألفاظ التعزية الواردة عن النبي ، وبعض ما أشار إليه بعض السلف ما يلي( ):
1ـ ( إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى).
لما ورد من حديث أسامة بن زيد ما قال: أرسلت ابنة النبي  إليه، إن ابنا لي قبض فأتنا فأرسل يقرئ السلام ويقول: إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال فرفع إلى رسول الله  الصبي ونفسه تتقعقع قال حسبته أنه قال كأنها شن ففاضت عيناه فقال سعد يا رسول الله ما هذا فقال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) ( ).

2ـ الدعاء للميت بقوله اللهم أغفر لفلان، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونور له فيه).
لما ورد من حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها قالت: دخل رسول الله  على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال:" إن الروح إذا قبض تبعه البصر، فضج ناس من أهله فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه) ( ).
3- الدعاء لأهل الميت بـ(اللهم أخلف فلان في أهله ثلاثاً).
لما ورد من حديث تعزية النبي  لابن جعفر بن أبي طالب  كما في حديث ابنه عبدالله عندما ساق قصة استشهاد قادة جيش مؤتة وفيه " ثم أخذ بيدي ـ أي رسول الله  ـ فأشالها فقال: اللهم اخلف جعفراً في أهله خيراً، وبارك لعبدالله في صفقة يمينه، قالها ثلاث مرات"( )

4- يناسب أن يقال لمن فقد ولده ( يا فلان أيما كان أحب أليك أن تمتَّع به عمرك؟ أو لا تأتي غداً إلى باب من أبواب الجنة إلا وقد وجدته قد سبقك إليه يفتح لك).
لما ورد من حديث قرة بن إياس المزني  قال: كان النبي  إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه، فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه، فحزن عليه، ففقده النبي  فقال:" مالي لا أرى فلاناً؟ قالوا: يا رسول الله بُنيَّه الذي رأيته هلك، فلقيه النبي  فسأله عن بُنيَّه؟ فأخبره أنه هلك فعزاه عليه ثم قال:" يا فلان أيما كان أحب أليك أن تمتَّع به عمرك؟ أو لا تأتي غدا إلى باب من أبواب الجنة إلا وقد وجدته قد سبقك إليه يفتح لك، قال: يا نبي الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي؛ أحب إلىَّ، قال : فذاك لك" ( ).

5- يقال للمرأة التي فقدت أكثر من ولد وتعزى بـ(ما من امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجاباً من النار).
لما ورد من حديث أبي سعيد الخدري  قالت النساء للنبي : غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك، فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن، وأمرهن، فكان فيما قال لهن: ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار فقالت امرأة: واثنتين فقال: واثنتين"( ).
6- أن يقول ( رحمك الله وآجرك) أو ( يرحمه الله ويأجرك)
لما يروى أن النبي  عزَّى رجلاً فقال:" رحمك الله وآجرك"( ).

7- أن يقول آجَرَكَ الله)
هذه العبارة من فقه الإمام البخاري في تراجمه حيث قال في كتاب الإجارة: (باب إذا استأجر أجيراً فبين له الأجر ولم يبين العمل لقوله تعالى:إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ إلى قوله: وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ يأجر فلانا يعطيه أجرا، ومنه في التعزية آجَرَكَ الله) ( ).

8- أن يعزي المصاب بأي لفظ يواسيه به، ويسلي به نفسه، مثل: ( أعظم الله أجرك)، أو (أحسن الله عزاءك)، أو (غفر لميتك) أو ( جبر الله مصابك) ونحوها.
فقد سبق أن التعزية تحصل بأي لفظ أدى إلى التعزية وإلى المواساة، دون تعيين أيَّاً من هذه الألفاظ، إنما هي لمن أراد أن يقول بها أو بما يقاربها.

مسألة: بماذا يجيب المعزَّى؟
ليس على المعزَّى حرج ولا تعيين، فله أن يرد بما شاء من الألفاظ، كأن يقو لجزاك الله خيراً)، أو ( أعظم الله أجركم)، أو( استجاب الله دعاءكم)، وغيرها مما يشعر أنه تقبل التعازي والمواساة.
قال ابن قدامة(ت 620هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ بلغنا عن أحمد بن الحسين، قال: سمعت أبا عبدالله( ) وهو يعزَّى في عبثر ابن عمه وهو يقول استجاب الله دعاك، ورحمنا وإياك)( ).

مسألة: بما ذا تحصل التعزية؟
تحصل التعزية بأي طريقة مشروعة، وبأي لفظ يحصل به تسلية المصاب ومواساته.
فتحصل باللقاء، وبالمقابلة.
وتحصل أيضا ـ كما في هذا الزمن ـ بالمكالمة الهاتفية.
وتحصل كذلك بالرسائل سواء كانت بريدية، أو إلكترونية.
وتحصل أيضا بالتوكيل: أي توكيل شخص يعزي عنه.





مسألة: هل من السنة في التعزية المصافحة، والمعانقة؟
المصافحة ليست سنة في التعزية ولا التقبيل أيضاً، وإنما المصافحة عند الملاقاة، فإذا لاقيت المصاب وسلمت عليه وصافحته فهذه سنة من أجل الملاقاة لا من أجل التعزية.
فعن أنس بن مالك  قال: قال رجل: يا رسول الله! الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه؛ أينحني له؟ قال:" لا" قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال:" نعم"( ).

قال الشيخ عبدالعزيز بن باز (ت1420هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ عندما سُئل عن حكم تقبيل ومعانقة المعزي قال الأفضل في التعزية وعند اللقاء المصافحة، إلا إذا كان المعزي أو الملاقي قد قدم من سفر فيشرع مع المصافحة المعانقة، لقول أنس : كان أصحاب النبي  إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا، والله ولي التوفيق)( ).

وقال الشيخ محمد بن عثيمين(ت 1421هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ ولكن الناس اتخذوها عادة، فإن كانوا يعتقدون أنها سنة فينبغي أن يعرفوا أنها ليست بسنة، وأما إذا كانت عادة بدون أن يعتقدوا أنها سنة، فلا بأس بها وعندي فيها قلق؛ وتركها بلا شك أولى)( ).
وقال أبو داود السجستاني: قلت لأحمدآخذ بيد الرجل في التعزية؟ قال: إن شئت أخذت، وإن شئت لم تأخذ، ورأيت أحمد يأخذ بيد الرجل في التعزية يسلم عليه، وذلك لبعد عهده به)( ).

مسألة: حكم اصطفاف أهل الميت عند باب المقبرة لتلقي تعازي الناس بعد دفن الميت مباشرة.
لا بأس بذلك، حتى يتمكن الناس من تعزية أهل الميت، وأهل المصاب.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ لا أعلم في هذا بأساً؛ لما فيه من التيسير على الحاضرين لتعزيتهم)( ).
وقال الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ في مثل هذه المسألة قال الأصل أن هذا لا بأس به؛ لأنهم يجتمعون جميعاً من أجل الحصول على كل منهم ليعزى، ولا أعلم في هذا بأس)( ).

منقول للافادة..
التعزية .. ألفاظها وما يتعلق بها



إظهار التوقيع
توقيع : وغارت الحوراء
#2

افتراضي رد: التعزية .. ألفاظها وما يتعلق بها

تسلم ع الطرح الرائع وكثيرا ماتلهينا الدنيا عن استغلال منافذ الخير جعل الله ما كتبت في ميزان حسناتك أسعدك الله دنيا وآخرة
#3

افتراضي رد: التعزية .. ألفاظها وما يتعلق بها

تسلم ع الطرح الرائع


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
مائة خصلة انفرد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم Mariam Wahid قصص الانبياء والرسل والصحابه
ارحنا بها يا بلال sawsan1 المنتدي الاسلامي العام
انا وحبيبى والليلة المشؤمة والدمية قصة رعب مؤلمة لكن بها عبرة بقلمى شقاوة آنثى أقلام عدلات الذهبية
بداية حركات الام وبداية احساس الام بها A7sas مرحلة الحمل والولاده
حكم استخدام ادوات الزينه وما يتعلق بها قوت القلوب 2 فتاوي وفقه المرأة المسلمة


الساعة الآن 01:52 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل