السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أيها المؤمنون: لقد كثر الطلاق اليوم لما فقدت قوامة الرجل في بعض المجتمعات إذ بان تقهقرٍ وغفلةٍ وبعدٍ عن مصدر التلقي ألا وهو الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة، وركن فئام من الناس إلى مصادر مريضة وضيعة قلبت مفاهيم العشرة الزوجية وأفسدت الحياة الزوجية، وتولّى كبر تلك المفاهيم المغلوطة المغالطة الإعلام بشتى صوره من خلال مشاهدات متكررة يُقَعد فيها وينظر فيها مفاهيم خاطئة مضادة بما جاء به الشرع الحنيف المطهر فتنقلب مبادئ العشرة الزوجية قلبًا، ولربما منظرٍ واحدٍ تشهده ألف امرأة بمرة واحدة فإذا استقر في وعيهن وطافت به الخواطر سلبهن هذا المشهد القرار والوقار فمثلنه ألف مرة بألف طريقة في ألف حادثة، فلا تعجبوا يا رعاكم الله حينئذ إذا استأسد الحمل واستنوق الجمل، والواقع أيها المسلمون، والواقع أيها المسلمون أن داخل البيت المسلم يتأثر بخارجه وتيارات الميوعة والجهالة والهوى إذا عصفت في الخارج تسللت إلى الداخل فلم ينجُ من بلاها إلا من عصمه الله ورحمه قال الله جل وعلا: ﴿وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾.
أيها المؤمنون: الحياة الزوجية حياة اجتماعية لابد لكل اجتماع من رئيس يُرجع إليه عند الاختلاف في الرأي والرغبة والرجل والرجل أحق بالرئاسة لأنه أعلم بالمصلحة بالغالب وأقدر على التنفيذ قال الله جل وعلا: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا﴾ ومنازعة المرأة للرجل قوامته بسبب ما تتلقفه من الأجواء المحيطة بها إن ذلك لمن الانحراف الصرف والبعد عن الحق -والعياذ بالله-، وإن قوامة الرجل لا تعني منحه الحق بالاستبداد والقهر إذ أن عقد الزوجية ليس عقد استرقاق بل عقد مودة ورحمة ووفاء.