بسم الله الرحمن الرحيم
يعدّ لقاؤكِ الأول بعريسكِ حدثاً مهماً يجب التفكير في الإعداد له ملياً؛ لأنه هو الذي سيحدد هل ستكون هناك لقاءات أخرى أم لا؟. من المعروف أيضاً أنّ كل طرف في هذا اللقاء يتعمد أن يظهر في أبهى صورة له، سواء في المظهر الخارجي، أو في الشخصية، أو ما يطلق عليها الكاريزما.
وهذا يضفي نوعاً من الصعوبة في اكتشافه.. لذا تنصحكِ مبدئياً الاستشارية الأسرية أسماء حفظي بألا تتسرعي، عزيزتي العروس، في اتخاذ قراركِ سواء بالقبول أو الرفض، ولكي تطمئني أكثر نقدم لكِ أهم عشرة أسئلة يمكنكِ من خلال توجيهها إلى عريسكِ لكشف بعض الطباع الشخصية لديه، وتسهيل مهمة اتخاذ قراركِ بشأن آدم المتقدم لكِ، وما إذا كان جديراً بكِ أم لا؟؟
1- ماذا تريد أن أعرف عنك؟
أهمية هذا السؤال تكمن في كسر حاجز الكلام بينكما قبل أي شيء؛ حتى لا يشعر بأنه مراقب أو مجبر على التحدث في أمر معين وهو لايزال عابر سبيل في حياتكِ لا يستطيع كشف أسراره إليكِ، أيضاً يعطيكِ مساحة لمتابعة إشارات كلامه والنظر إليه، ومعرفة مدى حبه لحياته واستمتاعه بها، وصمتكِ في هذا السؤال أهم من كلامكِ بكثير؛ فهو يترك له مساحة التحدث وإخراج ما بداخله، وحديثه سيكشف لكِ نظرته لحياته، والباقي دوركِ في معرفة هل تناسبكِ تلك النظرة أم لا.
2 - ماذا تسمع عنك ممن حولك؟
هذا السؤال يمكنكِ من تلقي بعض من وجهة نظر الآخرين فيه؛ لأنهم يستشعرونه من التعامل معه. البعض يقول لا يفهمونني، يعتبرونني مغروراً، والبعض يقول أتمتع بحب الكثيرين من كثرة مساعدتي لهم. «لاحظي تمييز الصدق من الكذب في جميع الأجوبة، أنتِ وحدكِ قادرة عليه من نظرة واحدة إليه. قلبكِ سيحدثكِ بذلك عبر تلك الحاسة السادسة التي وهبنا الله إياها جميعاً»، ومن هنا تستطيعين التقرب إلى الصورة أكثر ومعرفة بعض الجديد.
3- ما رأيك في عمل المرأة؟ ولماذا؟
من هذا السؤال تدركين طبيعته المادية؛ فمنهم من يلزم الأمر على الزوجة لتشاركه أعباء الحياة، ومنهم من يلزم عليها الجلوس في المنزل، ولماذا؟ ستوضح لك الأسباب ووجهات النظر في ذلك، ولا تتدخلي برأيكِ. اتركي له مساحة التعبير عن نفسه قدر المستطاع، وتذكري أنكما لم تصيرا شريكين بعد.
4- هل تصلي في المسجد؟
من هنا تستطيعين اكتشاف مدى إقباله على الالتزام الديني الظاهري والحقيقي، ولا نقول: هل تصلي؟ حتى لا نحصر الأمر في مجرد الصلاة، ولكن لمعرفه مدى التزامه مع الله، وهذا أمر هام في شريك الحياة، كما يجب توافر اعتبارات تطمئنكِ لاتخاذ خطوة إيجابية نحو الأمر.
5- عبر الحديث اسألي عن وجهة نظره في الإسراف المادي، واذكري وجهة نظر خاصة بكِ، مثلاً: «أنا لا أحب الإسراف إلا في الشيء المهم»، أو «أنا أفضل أن أشتري ما أريد فلهذا السبب وجد المال»، أو «أحب الاعتدال في الإسراف فلا هذا ولا ذاك»، واستمعي من بعد إلى وجهة نظره باستفاضة، وأيَّاً كانت وجهة نظره.. فجارِيه فيها؛ لكي تستخرجي ما بداخله، وتتركي له الحرية، ولكي تنكشف الحقيقة.
6- ما هواياتك أو مواهبك؟ ما آخر كتاب قرأته، ومتى؟
هذا السؤال الهدف منه معرفة ما إذا كان يهتم بالجانب الروحي، ويستطيع التعامل مع نفسه بشكل لائق أم لا يهتم بذلك؛ حيث إنه سيتعامل مع هواياتكِ ونشاطاتكِ خلاف الواجبات الزوجية بنفس النظرة..
7- اسألي عن رأيه في قضية عامة؟
«البطالة، تشرد الأطفال، حزب سياسي معين»، وخالفيه الرأي، وانظري كيف يتعامل مع من يخالفه الرأي؛ هل يتقبل ذلك، أم يبالغ في رد فعله، أم تستطيعين التعامل مع ذلك. لاحظي أنه يفضل أن يكون ذلك السؤال متأخراً قليلاً.
7- ما خططك للمستقبل؟ هل تحب السفر، ومتى آخر مرة سافرت فيها؟
هذا السؤال سيعطيكِ فكرة عن طبيعته الشخصية؛ هل هو طموح وحالم ويسعى للمزيد، أم راكد ومقيد لأحلامه ولا يسعى للتجديد.
8 – كيف حالك مع صلة الرحم، ومع والديك ما دورهما في حياتك؟
الإنسان الواصل لرحمه سيكون رقيق الحس وجميل النفس، ولن يمنعكِ من صلة رحمكِ، وهنا تكمن أهمية السؤال. أيضاً تذكري ألا تصيغي الأسئلة بشكل يفرض الإجابة، اتركيها في سياق الحوار، إذا ذكر أحداً من أهله فاسأليه هل تزورهم دوماً، متى آخر مرة رأيتهم؟ وهكذا.
9- هل ترى للرجل دوراً في تربية الأطفال أو المشاركة في المنزل، أم يقتصر دوره على المورد المادي فقط؟؟
السؤال هذا سيوضح لكِ نظرته للأسرة، ولماذا يرغب في الزواج. هل لتكوين أسرة ناجحة أم لأنها طبيعة الحال. فللأب دور لا يمكن تجاهله في المنزل خلاف المورد المادي.
10 - كيف حالك في العمل؟
هذا السؤال الهدف منه معرفة طبيعته الشخصية «حساس، شكاك، اعتمادي …»؛ فإجابته سوف تكون بروحه وطبيعته، ابتعدي تماماً عن الانتقاد أو استعراض وجهة نظركِ؛ فليس الهدف هو التوافق بينكما قدر التعرف إلى الشخصيات الحقيقية، إلا في حال وجه إليكِ سؤالاً، فله الحق نفسه في معرفة طبيعتكِ الشخصية ومدى توافقها معه.
وأخيراً تذكري النصائح الثلاث الآتية وأنتِ مقبلة على اللقاء الأول:
1/ أظهري ثقتكِ في نفسكِ ورضاكِ عن شخصيتكِ، وانظري له وأنت تتحدثين، لا عيب في ذلك.
2/ اتركيه يكون محور الجلسة، سيحب ذلك، وسيفيض بما في داخله، وكل هذا في صالحكِ.
3/ كوني على طبيعتكِ، فهو يجب أن يتقبلكِ كما أنتِ، وأي تصنع سيظهر عدم ارتياح لكِ وله.
في امان الله