ما هو هدفك في الحياة
لماذا تعيشين ؟؟كلام بحق وليس كلاماً إنشائياً،
لا تقولي: أعيش لأُرضي الله جل وعلا ، أعيش لأطيع الله جل وعلا،
لماذا تعيشين ؟بم تفكرين الآن؟ما هي أكبر أمانيك في الحياة؟ حقيقة، هل تحلمين بالجنة؟
كم مرة تفكرتِ فيها اليوم؟ وفي الله جل وعلا،كم مرة خطر ببالك؟هل ناجتينه؟ هل فضفضتِ معه؟؟
هذا هو ما أريد اليوم أن أُكلمك عنه
اليوم نريد أن نتكلم عن هذه الآفة الخطيرة ألا وهي ضياع الوقت
يقول ابن القيم هم خمس معارف :
معرفة الله
معرفة النفس
معرفة عيوب النفس
معرفة الطريق
معرفة العوائق علي الطريق
خمسة أشياء إذا علمتيهم ، ينبغي أن تُوظف لخدمة هذه الأشياء الخمس,
لأن هناك آفات لابد أن نعالجها في أوَّل الأمر كي نستطيع أن نواصل
أخطر هذه الآفات في رأيي ألا يكون لكِ
هدف في الحياة ،قضية تعيشين لها ليل نهار ،
كتب ابن القيم رسالة لأحد إخوانه،فقال له::كل آفة تدخل علي العبد فسببها شيئين :
1- ضياع الوقت
2- فساد القلب
ابحثي في كل ذنب وقعتي فيه، أي مشكلة في حياتك سيكون مدارها علي أمرين :
كل آفة تدخل علي العبد فسببها ضياع الوقت وفساد القلب
فإذا هو قد أضاع وقته ،فقد أضاع حظه من ربه ،ونَقُصِت درجتة ومنزلته عند الله تعالى
ولذلك وصى بعض الشيوخ (هكذا يقول ابن القيم) فقال:احذروا مخالطة مَن تُضيع مخالطته الوقت،
يقول فإنه متى ضاع الوقت وفسد القلب، انفرطت على العبد أمورَه كلها،- فيصبح ضائعا، وتائها، ومُشتتا طوال الوقت،
{...وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} [الكهف : 28 ]
أصبح الأمر عنده فَرُطا، أي انتهى ، ضاع وقته، وضاع حظه من الله سبحانه وتعالي ، ولم يعُد يستطيع أن يجمع شمله ويجمع همه على طلب رضا ربه.
أنتِ بالله عليكِ ،ألا تشتكين من الغفلة؟؟ أي هل تجدين قلبك في الخلوة
؟ هل تجدين قلبكِ حين تذكرين ربك وحين تصلِّين وحين تقرأين القرآن ؟
بعض مظاهر الفراغ وضياع الوقت:
1- كثير من أخوات اليوم يضيعون أعمارهم في مجالس اللغو واللهو والغيبة والنميمة وقيل وقال؟
2- انجاز الأعمال المطلوبة منك في غير أوقاتها المحددة،أن تُصلي الصلوات في غير أوَّل وقتها.
3-البعض يستغرق الوقت في أحلام اليقظة فطوال الوقت تسرحين وانتي تفكرين في أحلام وردية ليس وقتها الآن.
4-تذهبين للأسواق التجارية وتشترين منها أشياء وتضيعي الكثير من الوقت.
قيمة الوقت
1- والله جل وعلا قد امتن علينا بنعمة عظيمه ألا وهي الوقت وقال :
{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النحل : 18]
2- وكي يُدلِّل لنا الله جل وعلا لخطورة أمر الوقت،أقسم بهذا الوقت في غير ما سورة في القرآن،
الله جل وعلا يقسم بالعصر ،ويقسم بالليل، ويقسم بالنهار ،ويقسم بالفجر ،ويقسم بالضحى يقول:
{وَالْعَصْرِ} [العصر : 1 ] {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر : 2]
يقول: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل : 1]
يقول : {وَالضُّحَى} [الضحى : 1 ] {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [الضحى : 2]
يقول : {وَالْفَجْرِ} [الفجر : 1 ] {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر : 2]
3- بل يجعل الله سبحانه وتعالي هذا الوقت هو الفرصة الوحيدة ، لأن تتزودي بزاد الإيمان يقول الله جل وعلا :
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً ...} [الفرقان : 62]
{....لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} [الفرقان : 62]
4- مَن يُريد أن يشكرني ،مَن يُريد أن يتذكر ،مَن يرى تقلب الأحوال فيخاف أن يتقلب قلبه كتقلب الليل والنهار
في نفس السورة في سورة النور بعد أن قال: {... يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور : 37 ]
بعد ذلك قال تعالى : {يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ...} [النور : 44]
ليقول لكِ أن قلبك لن يسير على وتيرة واحدة، فقلبك يتقلب ،
.......
منقول