أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي مدرسة قيام الليل

مدرسة قيام الليل، وما أدراك ما مدرسة قيام الليل! إنها مدرسة العظماء والأصفياء، التي تخرج فيها صفوة الصفوة من الأوّلين والآخرين.

ولو لم يكن في قيام الليل من الفضل إلاَّ أن الله -تعالى- ربط به تشريف محمد بالمقام المحمود، لكفاه شرفًا وفضلاً، إذ قال: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، وهي الشفاعة العظمى يوم القيامة.

وقد علم العارفون أنَّ قيام الليل مدرسة المخلصين، ومضمار السابقين، وأنّ الله -تعالى- إنما يوزّع عطاياه، ويقسم خزائن فضله في جوف الليل، فيصيب بها من تعرض لها بالقيام، ويحرم منها الغافلون والنيام، وما بلغ عبدٌ الدرجات الرفيعة، ولا نوَّر الله قلبًا بحكمة، إلاّ بحظٍّ من قيام الليل.

والسرُّ في ذلك أن العبد يمنع نفسه ملذَّات الدنيا، وراحة البدن، ليتعبّد لله تعالى، فيعوضه الله –تعالى- خيرًا مما فقد.





وذلك يشمل نعمة الدّين، وكذلك نعمة الدنيا؛ ولهذا قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "وأربعة تجلب الرزق: قيام الليل، وكثرة الاستغفار بالأسحار، وتعاهد الصدقة، والذكر أول النهار وآخره".

وقال: "ولا ريب أنَّ الصلاة نفسها فيها من حفظ صحة البدن، وإذابة أخلاطه، وفضلاته، ما هو من أنفع شيء له، سوى ما فيها من حفظ صحة الإيمان، وسعادة الدنيا والآخرة، وكذلك قيام الليل من أنفع أسباب حفظ الصحة، ومن أمنع الأمور لكثير من الأمراض المزمنة، ومن أنشط شيء للبدن والروح والقلب". اهـ.

ولهذا لا تجد أصح أجسادًا من قوَّام الليل، ولا أسعد نفوسًا، ولا أنور وجوهًا، ولا أعظم بركة في أقوالهم، وأعمالهم، وأعمارهم، وآثارهم على الناس.

وقوَّام الليل أخلص الناس في أعمالهم لله تعالى، وأبعدهم عن الرياء والتسميع والعجب، وهم أشدُّ الناس ورعًا، وأعظمهم حفظًا لألسنتهم، وأكثرهم رعاية لحقوق الله -تعالى- والعباد، وأحرصهم على العمل الصالح.

وذلك أنهم يخلون بالله -تعالى- في وقت القبول والإجابة، إذ يقول: "من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له". فيسألون، ويدعون، وقد قربت أرواحهم من الله تعالى، وصَفَت نفوسهم بذكره، فيقرِّبهم منه، ويُضفي عليهم من بركاته، ويُلقي عليهم من أنواره، فيكرمهم بالطاعات، ويخلع عليهم لباس الصالحات.

ولهذا السبب يُحبب إليهم قيام الليل، حتى إنهم ليحبُّون الليل، ويشتاقون إليه، أشد من اشتياق العشَّاق للوصال، وبعضهم لا يعدُّ النهار شيئًا، ويريده أن ينقضي بأيِّ شيء حتى يأتيه الليل، ليخلو بالله تعالى، فيجد في ذلك الوقت، كلّ سعادته، وغاية لذته، ومنتهى راحته.

ولهذا لم يكن النبيُّ يدع قيام الليل قطُّ، بعد أن أمره الله به، كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يكن يدع قيام الليل حضرًا ولا سفرًا، وكان إذا غلبه نوم أو وجع، صلّى من النهار ثنتي عشرة ركعة، فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: في هذا دليلٌ على أنَّ الوتر، لا يُقضى لفوات محله، فهو كتحية المسجد، وصلاة الكسوف، والاستسقاء، ونحوها؛ لأنَّ المقصود به أن يكون آخر صلاة الليل وترًا، كما أن المغرب آخر صلاة النهار، فإذا انقضى الليل، وصليت الصبح، لم يقع الوتر موقعه، هذا معنى كلامه".

منقول



#2

افتراضي رد: مدرسة قيام الليل

اللهم اصلح احوالنا يا رب
#3

افتراضي رد: مدرسة قيام الليل

رد: مدرسة قيام الليل
#4

افتراضي رد: مدرسة قيام الليل

رد: مدرسة قيام الليل

إظهار التوقيع
توقيع : انسانة الوجود
#5

افتراضي رد: مدرسة قيام الليل

و اياكم يا رب


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
100 سبب لقيام الليل 100 سبب لقيام الليل 100 سبب لقيام الليل لولو حبيب روحي المنتدي الاسلامي العام
قيام الليل شعار الصالحين هبه شلبي المنتدي الاسلامي العام
اكثر من 100طريقة لقيام الليل اماني الغالية المنتدي الاسلامي العام
فَضْلُ قِيامِ الليْلِ الـمـتـألـقـة المنتدي الاسلامي العام
اكثر من نصيحه تجعلك تقيم الليل مصر المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 01:07 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل