هو حالة مرضية ذهنية تتميز باعتتقاد باطل راسخ يتشبث بهالمريض بالرغم من سخافته وقيام الادلة الموضوعية على عدم صوابه.وتتسم هذاءات المريضبالمنطق،لكنه منطق لا يقوم على أساس صحيح. ويجب التفريق بين الهذاء كمرض وبينالسلوك الهذائي الذي يتسم بالعناد والتمسك الزائد بالآراء وعدم الاعتراف بالخطأوالغرور وإرجاع الفشل إلى تدخل الآخرين. كما يجب التفريق بين الهذاء وبين الفُصامالهذائي، فالمريض بالهذاء لا ينفصل عن الواقع، لكنه يفسره طبقاً لآرائه، لكن مريضالفصام الهذائي تكون اوهامه غريبة شاذة منفصلة عن الواقع. أيضاً هنك فرق بينمريض الهذاء وبين المهووس، فالاول تكون أوهامه منظمة ومؤكدة وأفكاره ثابتة ودائمةويكون قلقاً. أما المهووس فتكون اوهامه عابرة وافكاره محلّقة ويكون صاخبا متهيجاًغير مستقر. أعراضالهذاء:المريض بالهذاء يشك دائما في نوايا الآخرين ويرتاب في دوافعهم،ويعتقد دائماً أن الناس لا يقومون بتقديم خدماتهم أو مساعداتهم إلا لغاية فيانفسهم، فتنصرف عنه الناس، عندئذ تزداد شكوكه فيهم وتقوى عنده مشاعر الحقد والغضبعليهم، فهو يرى نفسه ضحية لتآمرهم عليه. وبمرور الوقت تتحول حالته إلى هذاءاضطهادي، فيعزو ما لديه من اختراعات وهمية وما أصابها من إخفاق إلى مضطهديه وكارهيالخير. وهو يضخم الأمور، ويتصرف بشكل عداوني فيلجأ إلى الإسقاط، اي بدلاً من انيعلن كرهه ما يقول إن الآخر هو الذي يكرهه.وهو لا يؤمن بالصداقة فهو دائم الشك ،ومن يتودد إليه خاسر ، لأنه سيعتبر تودده فخاً يريد الآخر أن يوقعه فيه .
أنواع الهذاء :1. هذاء الإضطهاد: كأن يعتقد المريض ان الناس من حوله يتآمرون عليهويريدون إلحاق الأذى عن عمد.
2.هذاء العظمة : كأن يعتقد المريض أنه شخصية بالغةالأهمية أو النفوذ.
3. هذاء توهم المرض : كأن يعتقد المريض أنه مصاب بمرض عضالرغم كل التحاليل والفحوصات التي تثبت له عكس ذلك. هذاء التلميح: والهمس والغمزممن حوله، إذ يتوهم أن كل ذلك موجه ضده بنية سيئة، مما يدفعه إلى إعتزالالناس.
4. الهذاء السوداوي: يعتقد المريض في هذه الحالة أن مصائب الناس والكوارثالبيئية والحروب، كلها حدثت بسببه، أي أنه يشعر بالذنب والإثم، لذا يرى أنه يستحقأي عقاب ينزل به.
وبالعودة إلى طفولة الشخص المصاب بالهذاء ، فإننا نرى أنه يتسمبالوحدة والعزلة الاجتماعية وقلة الاصدقاء وعدم القدرة على تبادل الثقة والتقلبالانفعالي وعدم الأمن والشك والعناد، والتبرم والعصبية والحزن. وكلما اقترب الطفلمن سن الشباب تزداد السمات التي كان يتسم بها في طفولت لتصل الى حدود الأنانيةوالمبالغة في تصور الأمور وتعقيدها والتذمر والعدوان كما تزداد لديه مشاعر الاضطهادأو العظمة. وفي سنوات الرشد تتضح سمات شخصيته اكثر فنرى الهذائي شخص متزمت، لايتسامح في النقد والملاحظة، ويستخف بالآخرين .
أسباب الهذاء :1. اضطراب الجو الأسري وسيادة التسلطية ونقص كفاءة عملية التنشئةالاجتماعية.
2. اضطراب نمو الشخصية قبل المرض وعدم نضجها .
3. الصراع النفسيبين رغبات الفرد في اشباع دوافعه وخوفه من الفشل في إشباعها لتعارضها مع المعاييرالاجتماعية والمثل العليا .
4. الإحباط والفشل والإخفاق في معظم مجالات التوافقالاجتماعي والانفعالي في الحياة ، والذل والشعور بالنقص وجرح الأنا .
5. المشاكلالجنسية وسوء التوافق الجنسي، والعنوسة وتأخر الزواج والحرمانالجنسي.
علاج الهذاء : من الممكن علاج المريض بالهذاء طبياً، وأكثر ما يعتمد عليه هو العلاجبالصدمات الكهربائية، والغاية تخفيف حدة قلق المريض، وحاولة العمل على تخليصه منالأوهام المسيطرة عليه، وجعله أكثر طواعية، إلا انه لا امل في شفائهتماما.