أغلب السيدات فى سن 35 وحتى أول الأربعينات تتمتعن بحمل صحى. لكن كلما تقدم السن كلما زاد احتمال التعرض لمشاكل معينة. إذا كان سنك أكثر من 35 سنة وحامل – أو إذا كانت صديقة لك فى هذه الظروف – فينصح بشدة بالرعاية السليمة أثناء الحمل واتباع القواعد الصحية السليمة. إن المتابعة الطبية الدقيقة للأم حتى من قبل الحمل يمكن أن تقلل من احتمال حدوث المشاكل الناتجة عن السن. أخبرى طبيبك بأى مشاكل صحية تعانين منها أو أى عادات سيئة تمارسينها (مثل التدخين). من الطبيعى أن يكون الطبيب محل ثقة، فأى أمور تطلعينه عليها سيكون أميناً عليها ولكنها ستساعده على فهم أسلوب حياتك وبالتالى سيعمل على ضمان حصولك أنت وجنينك على أفضل رعاية ممكنة.
الحمل فى السن الكبير يجعل الأم أكثر عرضة للإجهاض بنسبة 25%. أغلب حالات الإجهاض تحدث فى الثلاث شهور الأولى من الحمل (12 أسبوع) وتكون عادةً نتيجة حدوث التهابات، مشاكل فى الهرمونات، أو مشاكل أخرى تحدث للأم. السيدات فى هذه السن تكن أيضاً أكثر عرضة للإصابة بسكر الحمل أو ارتفاع فى ضغط الدم الناتج عن الحمل مما قد يؤدى إلى حدوث مضاعفات أخرى.
هناك احتمال أيضاً أن تصاب الحامل بتسمم الحمل، وهى حالة قد تمثل خطورة على الأم والجنين. من العلامات الرئيسية للإصابة بتسمم الحمل هو حدوث ارتفاع فى ضغط الدم ووجود بروتين فى البول. قد يحدث أيضاً تورم فى اليدين والقدمين، زيادة مفاجئة فى الوزن، رؤية مشوشة، صداع شديد، دوار، وألم شديد فى البطن (تحدثنا عن موضوع تسمم الحمل بتوسع فى العدد الماضى). رغم أن توليد الحامل هو العلاج الوحيد لتسمم الحمل، إلا أنه فى بعض الحالات البسيطة قد يوصى للحامل بالراحة فى السرير فى البيت أو فى المستشفى خاصةً إذا كان الجنين لا يزال يحتاج لوقت أكثر فى رحم أمه لكى يكتمل نضجه. نادراً ما يظل ضغط الأم مرتفعاً بعد خضوعها للرعاية الطبية اللازمة، لكن إذا حدث ذلك، يتم توليد الأم لتجنب حدوث أى مشاكل خطيرة لها مثل السكتات، أضرار للكبد، أو تشنجات.
هناك حالة أخرى قد تتعرض لها الحامل وهى تحرك المشيمة إلى أسفل. تحدث هذه الحالة عندما تغطى المشيمة كل أو جزء من الفتحة الداخلية لعنق الرحم (الفتحة التى يخرج منها الجنين من الرحم أثناء الولادة)، ويمكن أن تكتشف هذه الحالة أثناء عمل أشعة الموجات فوق الصوتية. فى حوالى 90% من هذه الحالات تتلاشى هذه المشكلة وحدها. فى بعض الحالات قد تؤدى هذه الحالة إلى حدوث نزيف مهبلى لا يصاحبه ألم مما قد يتطلب الإقامة بالمستشفى فى أواخر الثلاث شهور الأخيرة من الحمل. فى حالة احتمال حدوث نزيف شديد، يتم إجراء ولادة قيصرية للأم حفاظاً على حياتها وحياة الجنين.
أظهرت الأبحاث أن السيدات الأكبر سناً قد يعانين من طول مدة المرحلة الثانية من المخاض مما قد يؤثر على الجنين. كما قد يحدث المخاض فى وقت مبكر و/أو ولادة طفل قليل الوزن. هذا يزيد من احتمال اللجوء لاستخدام الجفت أو الشفاط أثناء الولادة الطبيعية أو قد يتم اللجوء إلى ولادة قيصرية.
كلما كبرت السيدة فى العمر لا يتم انقسام البويضات بنفس الكفاءة كما كانت فى السن الأصغر وقد تحدث مشاكل فى تكوين الجنين. أكثر هذه المشاكل شيوعاً هى ولادة طفل يعانى من “متلازمة دوان”. تحدث “متلازمة داون” نتيجة وجود كروموزوم زائد مما يؤدى إلى إصابة الطفل بتخلف عقلى وعيوب فى القلب وأعضاء أخرى. يزيد هذا الاحتمال مع ازدياد عمر الأم فوق 35 عاماً. هناك نوعان من التحاليل والتى يمكن إجراؤها فى وقت مبكر نسبياً من الحمل للكشف عن وجود خلل فى الكروموزومات – مثل الخلل الذى يؤدى إلى حدوث “متلازمة دوان”.
السيدات اللاتى تخضعن منذ بداية الحمل للرعاية الطبية اللازمة عادةً ما يتمتعن بحمل صحى وأطفال أصحاء. تأكدى من مواظبتك على مواعيد المتابعة عند الطبيب حتى لو كنت لا تشعرين بأى مشاكل، فهو أمر غاية فى الأهمية من أجلك ومن أجل جنينك.