صحيحٌ أنّ فنّ الحبّ من أصعب الفنون، ورغم أنّ الكثيرين يدّعون أنهم يُتقنونه جيّداً، إلاّ أن قلائل هم من يعرفون معناه ويطّبقون أسراره.
كثيراً ما نسمع كلمة "أحبّك" لكن معناها يختلف بين شخصٍ وآخر. ففي وقتٍ يقتصر الحبّ فيه لدى البعض على المصالح المشتركة، يعيش البعض الآخر فلسفة الحبّ الحقيقي على حدّ اعتبار بعض النظريات التي تشير الى أنّ الحبّ ليس إحساساً بمتناول أيّ كان.
رغم أن ما من وصفة سحريّة تؤدي الى اتحاد ثنائيّ الى الأزل، إلا أنّ بعض الفنون قد تساهم في تقريب قلبين وتوحيدهما الى الأبد:
• تكمن الخطوة الأولى من خلال اكتساب معنى الحبّ وليس فقط كيفية إبرازه الى العلن. ويتجلى الحبّ من خلال العطاء بلا حدود، ومنه يتمكن الشخص من السيطرة على العلاقة وإدارتها بالشكل المثالي.
• تعتبر الجهوزية التامة في استقبال الحبّ أساسية للتمكن من مهارات هذا الفنّ العميق، أي يجب أن يتوافق العقل مع القلب ما يساعد على خوض طريقٍ ناضجة في الحب. على عكس ما تتمّ ممارسته، من خلال الهرع نحو ارتباط جديد بهدف سدّ الفراغ العاطفي بعيداً عن الحكمة في اختيار الشريك.
• الصبر مفتاح العلاقة الناجحة، ومنها تتمكنين من خوض غمار الحبّ الحقيقي، ومهما فشلت في محاولاتك السابقة لا تستسلمي، وثابري بهدف بناء علاقة جديدة تقوم على إيجاد أكبر عدد ممكن من النقاط المشتركة.
• تمتعي بالثقة بالنفس لأنها الصفة الوحيدة القادرة على إزالة عامل الغيرة الذي يطرأ في بالك أحياناً، ومنها يمكنك أن تثقي بالآخر وبقدرته على إسعادك. تخطي حاجز الخوف الذي يستوطن اللاوعي لديك، وعيشي الحبّ بكافة جوانبه.
• تعلمي اكتشاف الآخر ومعرفته دوماً، فكما أنت في تغيّرٍ مستمرّ، القاعدة تنطبق عليه أيضاً. تعلّما متابعة خطوات بعضكما البعض، ولا تضلا طريق الحب. أما النقطة الأبرز فتتجلى من خلال تقبل سيئاته قبل حسناته لتتمكني من تخطي المصاعب والمحافظة على علاقة متينة.
إن تركيبة الحب مزيج من المشاعر المختلطة من الانفعال والاعجاب تتحوّل مع الوقت الى الراحة والتفاهم. والحب بمعناه الطبيعي لا يموت أبداً، فهو مسكون في داخلنا ولكن ربما يكسوه بعض الصدأ وتغلفه سحابات الصمت ومشاغل الحياة فالفتور العاطفي، من هنا تأتي أهمية اكتساب أسرار فنّ الحبّ لتحافظي على هذا الكنز الثمين الذي لا ينضب.
أما السؤال الأكثر غموضاً فيرتكز حول ما إذا كان الحبّ يدوم؟ ولا شك أن الإجابة عليه معقدة للغاية، إذ أن تعاريف عدة تختلف حسب مفهوم كل عاشقٍ ومحبّ لكن الأساس يبقى أن الإنسان مهما اختلفت عنده الظروف لا يستطيع أن يحيا بدون حبّ.
عذاب إضافي
في المقلب الآخر، ينتاب العازبين وكلّ من يعاني مشاكل عاطفية شعور بالوحدة في تلك المناسبة، والسبب يعود بالدرجة الأولى الى تخصيص هذا اليوم فقط الى العشاق، فيشكل عذاباً إضافياً يذكّرهم باختلافهم عن الآخرين وبعزلتهم. ويخلق فيهم نوعاً من التوتر لن يزول الا بعد انتهاء هذه الفترة من السنة وقد لا يزول.
نظراً لما تتسم به الهدايا من معانٍ معنوية في هذا اليوم، خصوصاً أن التعبير عن الحب بوسائل مادية ليس فكرة سيئة ويعزززززززززززز الثقة بين الحبيبن، إنما لم تعد الهدية الرمزية والتي كانت تقتصر على بعض الورود الحمراء تفي بالغرض بل تعدتها نحو هدايا قيّمة وابتكارات باهظة تبهر الحبيب...