ما من شيء يعيق سيرورة الحياة الطبيعية والسوية بقدر الخوف والقلق الدائمين، لما يفضيان إليه من أضرار صحية وسلوكية على المدى القريب والبعيد على السواء.
من شان الخوف إحداث تغييرات نفسية وسلوكية لدى المرء، سواءً كان هنالك مبرر لهذه المشاعر أم لا، لكن متى عليكِ التوقف وإعادة تقييم الأمر من جديد؟ يكون هذا حين تشعرين بأن الأمور باتت تخرج عن السيطرة محدثة ما يشبه الشلل في حياتكِ.
قد تكونين مصابة بمرض القلق العام، الذي يفضي لحالة خوف مفرطة لا مبرر لها، والتي قد تزداد وتيرتها على مدار ستة أشهر تقريباً.
ولعل من أعراض المرض الظاهرة، والتي بوسعكِ الاهتداء إليها بسهولة، التوتر العصبي الشديد والتشنج العضلي غير المبرر، بالإضافة لحالة فرط النشاط وعدم المقدرة على الهدوء والسكينة. المصابات بهذا المرض يعانين أيضاَ من حالة غضب مستمرة وتسارع في ضربات القلب وشعور عام بالإعياء والوهن. وكثيراً ما ترتبط هذه الحالة أيضاً بكثرة التبوّل والإسهال وفقدان المقدرة على التركيز والانتباه والتذكّر.
يحدث في مرات أن تتفاقم الحالة جرّاء التعرض لمواقف مؤلمة أو مثيرة للخوف بشدة، ما يفضي لما يسمى "بانيك أتاكس" أو نوبات الهلع، التي تؤدي إلى ضيق في التنفس وطفح جلدي في مرات بالإضافة لزيادة مفرطة في عدد ضربات القلب وشعور بالرغبة في القيء أو المشارفة على الإغماء.
قد لا يحتاج الأمر لعلاج باستخدام العقاقير والأدوية في البداية، لكن إن تم الاحتياج إليها فهي جميعها من عائلة الأدوية المضادة للتوتر "آنتي آنكزايتي" والأدوية المهدّئة.
بالمجمل، عليكِ ملاحظة الأمر بدقة والعمل على إقناع الذات، عبر المنطق، بأن ما من شيء، مهما عظُم شانه، يستحق كل هذا. استعيني بخبيرة سلوكية ونفسية تساعدكِ على قول ما لا تقدرين على قوله، ولمعرفة مكامن الخلل منذ طفولتكِ. عليكِ أيضاً أن تنأي بنفسكِ عن الضغوطات والمواقف المؤلمة بالإضافة لتمرين النفس على التنفس البطيء والتأمل والاسترخاء.
في الأحوال كلها، لا تتجاهلي هذه الأعراض التي قد تتفاقم فتفضي لفقدان الصواب أو الانتحار، لا سيما وأنه إذا ما تم تداركها فإن نسبة الشفاء ترتفع حتى خمسين بالمائة.