السؤال العشرون
هل الحائض يمكن أن تحضر الدرس في الجامع؟
الإجابه:
لا بأس أن تحضر الحائض والنفساء عند باب المسجد لسماع الدروس والمواعظ ، لكن لا يجوز جلوسها في المسجد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب
السؤال الواحد والعشرون
في أميركا مسجد يتكون من ثلاثة أدوار : الدور الأعلى مصلى للنساء ، والدور الذي تحته المصلى الأصلي ، والدور الذي تحته وهو عبارة عن ( قبو ) فيه المغاسل ومكان للمجلات والصحف الإسلامية وفصول دراسية نسائية ومكان لصلاة النساء أيضا ، فهل يجوز للنساء الحُيّض دخول هذا الدور السفلي؟ كما يوجد في هذا المسجد عمود يعترض للمصلين في صفوفهم فيقسم الصف إلى شطرين فهل يقطع الصف أم لا؟
الإجابه:
إذا كان المبنى المذكور قد أعد مسجدا ويسمع أهل الدورين الأعلى والأسفل صوت الإمام صحت صلاة الجميع ، ولم يجز للحيض الجلوس في المحل المعد للصلاة في الدور الأسفل؛ لأنه تابع للمسجد ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب
أما مرورها بالمسجد لأخذ بعض الحاجات مع التحفظ من نزول شيء من الدم فلا حرج في ذلك؛ لقوله سبحانه : وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر عائشة أن تناوله المصلى من المسجد ، فقالت : إنها حائض ، فقال صلى الله عليه وسلم : إن حيضتك ليست في يدك
أما إن كان الدور الأسفل لم ينوه الواقف من المسجد ، وإنما نواه مخزنا ومحلا لما ذكر في السؤال من الحاجات ، فإنه لا يكون له حكم المسجد ، ويجوز للحائض والجنب الجلوس فيه ولا بأس بالصلاة فيه في المحل الطاهر الذي لا يتبع دورات المياه كسائر المحلات الطاهرة التي ليس فيها مانع شرعي يمنع من الصلاة فيها ، لكن من صلى فيه لا يتابع الإمام الذي فوقه إذا كان لا يراه ولا يرى بعض المأمومين؛ لأنه ليس تابعا للمسجد في الأرجح من قولي العلماء .
أما العمود الذي يقطع الصف فلا يضر الصلاة ، لكن إذا أمكن أن يكون الصف قدامه أو خلفه حتى لا يقطع الصف فهو أولى وأكمل . والله ولي التوفيق .
السؤال الثاني والعشرين
سمعت أنه يستحب تأخير وقت صلاة العشاء للرجال فهل يجوز ذلك للنساء؟
الإجابه:
الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد :
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على أنه يستحب للرجال والنساء تأخير صلاة العشاء؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لما أخرها ذات ليلة إلى نحو ثلث الليل قال إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي
فإذا تيسر تأخيرها بدون مشقة فهو أفضل ، فلو كان أهل القرية أو جماعة في السفر أخروها؛ لأنه أرفق بهم إلى ثلث الليل فلا بأس بذلك ، بل هو أفضل ، لكن لا يجوز تأخيرها إلى ما بعد نصف الليل ، فالنهاية نصف الليل ، يعني : وقت العشاء يتحدد آخره بنصف الليل- أي : الاختياري- كما في حديث عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : وقت العشاء إلى نصف الليل
أما إذا كان تأخيرها قد يشق على بعض الناس فإن المشروع تعجيلها؛ ولهذا قال جابر رضي الله عنه : كان النبي صلى الله عليه وسلم في العشاء إذا رآهم اجتمعوا عجل ، وإذا رآهم أبطئوا أخر وقال أبو برزة رضي الله عنه : كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب أن يؤخر العشاء
فالخلاصة : أن تأخيرها أفضل إذا تيسر ذلك بدون مشقة ، ولكن لا يجوز تأخيرها إلى ما بعد نصف الليل .
السؤال الثالث والعشرون
ما حكم تحويل المرأة رداءها في صلاة الاستسقاء ، وهل هي مثل الرجل في الحكم أم أنه لا يجوز لها تحويل الرداء ، علما بأنها تتكشف عند تحويل الرداء ، وجهوني جزاكم الله خيرا؟
الإجابه:
إذا كانت المرأة تتكشف عند تحويلها للرداء في صلاة الاستسقاء والرجال ينظرون إليها فإنها لا تفعل ؛ لأن قلب الرداء سنة ، والتكشف أمام الرجال فتنة ومحرم ، وأما إذا كانت لا تتكشف فالظاهر أن حكمها حكم الرجل ؛ لأن هذا هو الأصل ، وهو تساوي الرجال والنساء في الأحكام ، إلا ما دل الدليل على الاختلاف بينهما فيه.
السؤال الرابع والعشرون
أنا سيدة في الأربعين من عمري لي أطفال سبعة : ثلاثة اختاوهم الله عز وجل إليه ، وأربعة أحياء . تتلخص مشكلتي في عدة أسئلة أولها : أنني متزوجة منذ عشرين سنة من رجل لا يعرف الصلاة ، ولا الصيام ، ويشرب المحرمات من خمر وما شابهها والعياذ بالله ، وكلما حاولت الخلاص منه يقول لي : بأنه سوف يتوب ، ولكنه بالكلام فقط ، وكل من أشكي له حالي يقول : اصبري من أجل أطفالك ، وقد صبرت كل هذه السنوات من أجلهم ، والآن كبروا وأصبحوا رجالا ، ويطلبون هم مني ذلك ، ويقولون : إن البيت بيتهم ولا دخل للوالد بذلك ، وأنا أسألكم الآن هل علي ذنب في جلوسي معه أم لا؟ وكذلك جلوس أطفالي عنده ، أفيدوني أفادكم الله .
الإجابه:
لا ريب أن ترك الصلاة كفر ، ولا ريب أن ترك الصيام من أكبر المعاصي ، ولا ريب أن شرب المسكر من أعظم المعاصي والكبائر ، فهذا الرجل قد جمع بين الكفر وأنواع من الفسق ، وأعظم ذلك : ترك الصلاة ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقال عليه الصلاة والسلام : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة وهذان الحديثان صحيحان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكلاهما يدل على كفر هذا الرجل كفرا أكبر .
وقال بعض أهل العلم : إنه لا يكفر كفرا أكبر ، إلا إذا كان يجحد الوجوب ، فإنه يكفر بذلك بإجماع أهل العلم ، أما إذا كان لا يجحد وجوبها ولكن يتركها تكاسلا فإنه لا يكفر بذلك كفرا أكبر ، ولكنه يعتبر عاصيا معصية عظيمة ، وكافرا كفرا أصغر .
وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه يكفر بترك الصلاة كفرا أكبر ، ولو لم ينكر وجوبها ، وهذا هو الحق ، وهو الصواب : أنه يكفر بترك الصلاة كفرا أكبر ولو لم ينكر وجوبها . فالذي أنصحك به وأوصيك به أن تمتنعي منه ، وأن لا تمكنيه من نفسك ، حتى يتوب إلى الله ويرجع إلى الصلاة .
والأولاد أولاده للشبهة التي هي شبهة النكاح ، ولا شك أن أولاده لاحقون به ، ولكنك تبقين في البيت عند أولادك؛ لأنهم كبار ، وتمتنعين من أن يقربك بجماع وغيره ، حتى يتوب إلى الله ، وحتى يدع عمله السيئ ، ولا سيما ترك الصلاة ، فإذا تاب إلى الله وصلى فلا مانع ، وعليه : أن يتوب إلى الله أيضا من ترك الصيام ، ومن شرب الخمر ، وعلى أولاده أن يعينوه على الخير ، وينصحوه ، ويستعينوا على هذا بأقاربهم الطيبين من أعمام وبني عم طيبين يعينونهم على نصيحة والدهم؛ لعل الله يهديه بأسبابهم ، فإن من أعظم بره أن ينصح ويوجه إلى الخير؛ لعل الله أن يهديه بذلك ، ولعله يسمع كلمتي هذه ، ولعلكم تسجلونها إذا سمعتموها وتقرأونها عليه ، فالله جل وعلا نسأله له الهداية .
والحاصل : أن عليك أن تبتعدي عنه ، وأن لا يقربك حتى يتوب إلى الله من ترك الصلاة ، فإذا تاب من ترك الصلاة فهو زوجك ، وأما شرب الخمر وترك الصيام فهما معصيتان عظيمتان ، لكنهما لا يوجبان بطلان النكاح عند أهل العلم من أهل السنة والجماعة ، وعليك وعلى أولادك وعلى أقاربه وعلى الأخيار من جيرانه أن ينصحوه ، وعليه أن يتقي الله ، وأن يبادر إلى التوبة قبل أن يحل به الأجل ، والخمر شرها عظيم ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنه لعن الخمر وشاربها ، وساقيها ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وبائعها ، ومشتريها ، وآكل ثمنها ) ، والعياذ بالله ، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن وهذا يدل على ضعف الإيمان ، أو عدم الإيمان ، نسأل الله العافية ، وقال عليه الصلاة والسلام :
***- * إن عهدا على الله أن من مات وهو يشرب الخمر أن يسقيه الله من طينة
الخبال قيل يا رسول الله وما طينة الخبال؟ قال عصارة أهل النار أو قال : عرق أهل النار
وأما ترك صيام رمضان فهو أمر عظيم؛ لأن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من ترك الصيام عمدا فيجب عليه أن يتوب إلى الله ، وأن يصوم رمضان ، وأن يحافظ على الصلاة ، ومن تاب تاب الله عليه .
نسأل الله لنا وله ولجميع المسلمين التوفيق إلى التوبة النصوح ، والهداية إلى سبل الخير ، والعافية من طاعة الشيطان ، ومن طاعة قرناء السوء .
وينبغي أن يوصى باجتناب قرناء السوء وصحبة الأشرار ، فإن صحبة الأشرار تجره كثيرا إلى أسباب الفساد ، وإلى أسباب غضب الله ، فالواجب عليه أن يحذر صحبة الأشرار ، وأن يبتعد عن قرناء السوء ، وأن يتوب إلى الله من ترك الصلاة ومن ترك الصيام ، ومن شرب المسكر ، وأن يستقيم على طاعة الله ورسوله ، والله جل وعلا يقول : وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : التائب من الذنب كمن لا ذنب له نسأل الله لنا وله ولكم ولجميع المسلمين الهداية والتوفيق ، والتوبة الصادقة .
السؤال الخامس والعشرون
سائلة تقول : إن لها ابنا لا يصلي ، وقد نصحته وهددته ولم يبال ، عمره ست عشرة سنة تقول : إنها تنصحه وهو يستهزئ بها ، وفي بعض الأحيان يصلي ويعود ويقول : إن الشيطان يوسوس فوق رأسه . وتستمر منه مثل هذه العبارات وتقول : إنني مستجيرة بالله ثم بكم تنقذوني مما أنا فيه وتقودوني إلى الصواب ، وما العمل لأرملة لا حول لها ولا قوة إلا بالله ، ثم تريد العون منكم؟ وجزاكم الله عنها خير الجزاء ؟
الإجابه:
هذا الولد الذي ليس يواظب على الصلاة ، الواجب نصيحته وتوجيهه إلى الخير ، ووعظه وتحذيره من غضب الله ، قال الله جل وعلا في حق أهل النار : مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ
فترك الصلاة من أعظم الأسباب في دخول النار؛ لأن تركها كفر أكبر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقال عليه الصلاة والسلام : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة
فالصلاة لها شأن عظيم ، وهي عمود الإسلام ، وهي الفارقة بين المسلم والكافر ، فالواجب على كل مكلف من الرجال والنساء أن يؤدي الصلاة في وقتها ، وهو مأمور بها قبل أن يبلغ الحلم ، حتى يعتادها ويتمرن عليها ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع
وكذلك الفتيات ، وأما من بلغ فيجب عليه أن يصلي ، وإذا تأخر عن الصلاة وجب أن يستتاب ، فإن تاب وإلا وجب على ولي الأمر قتله؛ لأن الصلاة أمرها عظيم ، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام .
فعليك أيتها الأخت في الله أن تنصحي ولدك ، وأن تجتهدي في توجيهه للخير ، وتحذيره من مغبة عمله السيئ ، فإن أصر فتبرئي منه واطلبي منه الخروج عنكِ ، والبعد عنك حتى لا يضرك أمره ، وحتى لا تحل به العقوبة وهو عندكِ ، فيجب عليه أن ينصاع لأمرك ، وأن يتقي الله عز وجل ، وأن يطيع أمره سبحانه ، وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام في أداء الصلاة ، فإذا لم يفعل وأصر على عناده وكفره ، فإن الواجب عليك هجره ، وكراهية لقائه ، والتمعر في وجهه بالكراهة والغضب عليه ، ورفع أمره إلى ولي الأمر ، وعليكِ مع هذا أن تأمري من له شأن من أقاربك كأبيك أو أخيك الكبير أو أعمامه أو أخواله أن يوجهوه وينصحوه ، وأن يؤدبوه إذا استطاعوا؛ لعل الله أن يهديه بأسبابك ، مع الدعاء له بالصلاح والهداية في صلاتك وغيرها بأن يهديه الله ، ويلهمه الرشد ، ويعيذه من شر نفسه وشر الشيطان ومن جلساء السوء ، أصلحه الله ، وجزاكِ عنه خيرا .
السؤال السادس والعشرون
تتلخص مشكلتي في أن زوجي مدمن على شرب الخمر ، ولا يؤدي الصلاة ، ولا يصوم رمضان ، وهو عاطل عن العمل منذ سنة ، ولي منه ولدان لم يبلغا سن التمييز ، والآن أنا في بيت أهلي ، ويريد زوجي إرجاعي إلى بيته بشتى الطرق ، وأنا محتارة في الرجوع إليه من أجل أولادي أم أطلب الطلاق؛ لأنني سمعت أنه لا يجوز أن أعاشر رجلا تاركا للصلاة شاربا للخمر ، فماذا أفعل؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا .
الإجابه:
الزوج الذي لا يصلي كافر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر أخرجه الإمام أحمد ، وأهل السنن بإسناد صحيح ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة أخرجه مسلم في صحيحه ، عن جابر رضي الله عنه .
وسواء كان جاحدا لوجوبها ، أم لم يجحد وجوبها ، لكنه إذا كان جاحدا لوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين ، أما إذا تركها تهاونا وتكاسلا عنها ولم يجحد وجوبها فهو كافر في أصح قولي العلماء؛ للحديثين المذكورين وما جاء في معناهما .
ولا يجوز لكِ أيتها السائلة الرجوع إلى زوجك المذكور ، حتى يتوب إلى الله سبحانه ، ويحافظ على الصلاة ، هداه الله ومن عليه بالتوبة النصوح .
السؤال السابع والعشرون
كنت لا أصلي منذ صغري حتى بلغت السادسة عشرة من عمري ، وكان تركي للصلاة جهلا ولم أقض الصلاة الفائتة ، ولكني الآن أصلي النفل والسنن المؤكدة والغير مؤكدة ولا أدري هل عملي هذا صحيح أم لا؟ .
الإجابه:
الحمد لله الذي من عليك بالتوبة ، وأبشري بالخير ، والتوبة تمحو ما قبلها والحمد لله ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : التوبة تهدم ما كان قبلها ويقول صلى الله عليه وسلم : التائب من الذنب كمن لا ذنب له فالتوبة التي حصلت منك يمحو الله بها ما حصل من التقصير فيما مضى في ترك الصلاة ،
أما الإكثار من صلاة النافلة ففيه خير كثير يجبر الله به نقص صلاة الفرض مع الأجور العظيمة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وهذا حديث عظيم ، رواه البخاري في الصحيح .
وهو يدل على أن التقرب بالنوافل من أسباب كمال محبة الله للعبد ، ويدل على أن معاداة أولياء الله من أسباب حرب الله للعبد وغضبه عليه؛ لقول الله عز وجل : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب يعني : أعلنته بالحرب .
وأولياء الله : هم أهل الإيمان وأهل التقوى من الرجال والنساء ، وهم الذين يؤدون فرائض الله ، ويبتعدون عن محارم الله ، ويقفون عند حدود الله ، هذا هو المؤمن ، وهذا هو التقي ، وهذا هو الولي ، ليس الولي صاحب الخرافات من الصوفية وأشباههم من أصحاب البدع ، وإنما أولياء الله هم أهل الإيمان ، وهم أهل التقوى وإن كانوا زراعيين ، وإن كانوا عمالا ، وإن كانوا أطباء ، وإن كانوا مهندسين ، وإن كانوا فراشين في الدوائر ، كلهم أولياء الله إذا كانوا من أهل الإيمان والتقوى ، كما قال الله تعالى : أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ
بين سبحانه في هذه الآية : أن أولياءه : هم أهل التقوى والإيمان ، وهم أهل التوحيد ، وهم العابدون لله وحده ، الذين أدوا فرائضه من الصلاة وغيرها ، وتركوا المعاصي ، فهم أولياء الله وإن لم تحصل لهم كرامات ، فأكثر الصحابة لم يحصل لهم كرامات ، وهم أفضل عباد الله ، وهم أفضل الأولياء بعد الأنبياء ، فولي الله هو المؤمن والمؤمنة ، وقال تعالى : وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ
ويدل الحديث المذكور على أن أحب شيء إلى الله التقرب إليه بالفرائض من الصلوات والزكوات والصيام والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ثم يستحب لك أيها المسلم أن تتقرب إليه بالنوافل كسنة الظهر ، وسنة المغرب ، وسنة العشاء ، وسنة الفجر ، وصلاتك قبل العصر ، وسنة الضحى ، والتهجد في الليل ، هذه نوافل يشرع للمؤمن أن يتقرب بها إلى الله ، ويستكثر منها ، ويحافظ عليها؛ حتى تكون محبة الله له أكمل ، وحتى يوفق في سمعه وبصره ويده ورجله؛ وحتى يوفقه الله فلا يسمع إلا مت أباح الله له ، ولا ينظر إلا إلى ما أباح الله له ، ولا يمشي إلا إلى ما أباح الله له ، ولا يبطش إلا بما أباح الله له؛ ولهذا قال الله سبحانه في هذا الحديث : حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها
والمعنى : أنه يوفق في هذه الأمور ، وليس المعنى : أن الله هو سمعه ، وأن الله هو بصره ، وأن الله هو يده ورجله ، فإنه سبحانه فوق العرش ، وهو العالي على جميع خلقه ، ولكن مراده سبحانه : أنه يوفقه في سمعه ، وبصره ، ومشيه ، وبطشه؛ ولهذا جاء في الرواية الأخرى يقول سبحانه : فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي يعني : أن يوفقه في أعماله ، وأقواله ، وسمعه ، وبصره ، هذا معناه عند أهل السنة والجماعة ، ومع ذلك يجيب الله دعوته ، فإن سأله أعطاه ، وإن استعانه أعانه ، وإن استعاذه أعاذه .
والله ولي التوفيق .
السؤال الثامن والعشرون
تقول تقدم لها شاب وهو ابن عمتها لكنه لا يصلي بما تنصحونها والحالة هذه شيخ عبد العزيز؟
الإجابه:
أنصحها ألا تتزوج هذا الشاب لأن من ترك الصلاة كفر ونسأل الله العافية في أصح قولي العلماء لقول النبي المصطفي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في الصحيح عن جابر رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة .
وروى الإمام أحمد في المسند وأصحاب السنن أبو داود و الترمذي والنسائي وابن ماجة بإسناد صحيح عن بريدة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وأحاديث أخرى تدل على كفر تارك الصلاة فنصيحتي لهذه الفتاه ألا تتزوج هذا وأن تلتمس رجلا يخاف الله ويقيم الصلاة ويؤدى فرائض الإسلام هذا هو الواجب عليها وعلى غيرها وسوف يعوضها الله خيرا منه فإن الله يقول سبحانه ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويزقه من حيث لا يحتسب ويقول سبحانه ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا وفي الحديث من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
فهي إن شاء الله على خير ويرجى لها أن توفق لمن هو أصلح منه ولمن هو خير لها في دنياها وفي أخراها. اللهم آمين
السؤال التاسع والعشرون
كثير من الناس إذا ولدت عندهم المرأة أخذت بعد وضعها أربعين يوما وهي لا تصلي ولا تصوم ولو كانت هذه المرأة طاهرة ، فما الحكم؟
الإجابه:
النفاس يمنع الصلاة والصوم والوطء مثل الحيض ، والنفاس : وهو الدم الذي يخرج بسبب الولادة ، فما دامت المرأة ترى الدم في الأربعين فلا تصلي ، ولا تصوم ، ولا يحل لزوجها وطؤها ، حتى تطهر أو تكمل أربعين ، فإن استمر معها الدم حتى كملت الأربعين ، وجب أن تغتسل عند نهاية الأربعين؛ لأن النفاس لا يزيد عن أربعين يوما على الصحيح ، فتغتسل ، وتصلي ، وتصوم ، وتحل لزوجها ، وتتحفظ من الدم بالقطن ونحوه؛ حتى لا يصيب ثيابها وبدنها ، ويكون حكم هذا الدم حكم دم الاستحاضة لا يمنع من الصلاة ولا من الصوم ، ولا يمنع زوجها منها ، وعليها أن تتوضأ لكل صلاة .
أما إن رأت الطهر قبل الأربعين : فإنها تغتسل ، وتصلي ، وتصوم ، وتحل لزوجها ما دامت طاهرة ، ولو لم يمض من الأربعين إلا أيام قليله ، فإن عاد عليها الدم في الأربعين لم تصل ، ولم تصم ، ولم تحل لزوجها ، حتى تطهر أو تكمل الأربعين ، وما فعلته في أيام الطهارة من صلاة أو صوم فإنه صحيح ، ولا تلزمها إعادة الصوم .
السؤال الثلاثون
عندما تطهر الحائض قبل شروق الشمس فهل تجب عليها صلاة المغرب والعشاء ؟ وكذلك عندما تطهر قبل غروب الشمس فهل تجب عليها صلاة الظهر والعصر؟
الإجابه:
إذا طهرت الحائض أو النفساء قبل غروب الشمس وجب عليها أن تصلي الظهر والعصر في أصح قولي العلماء ، وهكذا إذا طهرت قبل طلوع الفجر وجب عليها أن تصلي المغرب والعشاء .
وقد روي ذلك عن عبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، وهو قول جمهور أهل العلم .
وهكذا لو طهرت الحائض والنفساء قبل طلوع الشمس وجب عليها أن تصلي صلاة الفجر . وبالله التوفيق .
لا تنسونامن صالح الدعاء