أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

قصة كل يوم قصة قصيرة

شرحبيل وشادي

جلسوا القرفصاء تحت شجرة برتقال في بستان قريب من المخيم، تحدثوا في السياسة، خبزهم اليومي.. التهموا طعامهم وشربوا ما تيسر من المشروبات الغازية. شادي أصغرهم وأكثرهم حباً لمشروب الميرندا. وكذلك أكثرهم شغفا بالقراءة. أنصت لهم وهم يتذكرون يوم تعرفهم على شرحبيل. حيث كان يوماً لمعرفة الفرق بين الاستعمار والقمل. إذ أن شرحبيل الذي كان رأسه يعج بالقمل يوم جاء للتسجيل في التنظيم، كتب في استمارة انتسابه أنه يريد مواجهة الغزو وتحرير البلاد من الاستعمار. لم يتمالك فادي نفسه، حيث قال له عليك أولاً أن تحرر رأسك من غزو واستعمار القمل. لأنك بهذا الرأس المستعمر سوف تجلب الاستعمار لكل الرؤوس هنا في هذا المكان. انتفض شرحبيل وبنيته توجيه لطمة قوية لفادي .. لكنه تذكر ان فادي المسئول عن التسجيل، وعن التنظيم.. تراجع وبلع كل شيء، فقد كان حلمه ان يكون فدائياً. وكان له ذلك، واستطاع ان يحرر رأسه من كافة أنواع الاستعمار، واستشهد مع رفيقه شادي بعد شهور في مواجهة ملحمية مع الاستعمار الحقيقي، جنوب الجنوب في شمال البلاد التي أحب.

++++++++++

محاولة انتحار







كانوا يشيرون عليه كلما مر بالقرب منهم أو التقاهم بالمصعد. سكن الدور الأخير من المبنى المؤلف من عشرين طابقاً. عرفه الطلبة وعرفته الطالبات من خلال سنوات جامعية عديدة جمعتهم به. كانوا يسمونه: " رجل برأس مثل القفل". لشدة عناده ورفضه التنازل عن موقفه. اعتبرهم جميعاً على خطأ يوم جادلهم بقضايا مصيرية وفكرية. درس الفلسفة وتأثر بها، ترك شعره يطول حتى كاد يلامس مؤخرته. ولحيته طاليت فوصلت إلى سرته. آخرون اعتبروه من عقلاء السكن، حتى أن طالبة تدرس الفلسفة مثله. جميلة كالبدر ، تركت الآخرين وأحبته هو. حاولت التقرب إليه بعد أن عرفته عن قرب وعلمت بأنه مل الحياة. وأنه اختار لحظة معينة لموت مرسوم. في ذلك اليوم المعهود، غادرت السكن ولم تعد أبداً. بينما قفز هو من الدور الأخير، حيث بادلها بسمة ورقصة خلال حفل عقد قران زميله قبل أيام قليلة. اختار طريقة انتحاره بعد حوار طويل مع زجاجة فودكا. قفز من السطح دون أن ينظر تحته. في أثناء تحليقه شاهد خلف الشبابيك الكثيرة بعض الفتيات، اللواتي وصفنه بالقفل، ينزعن عن أجسادهن آخر أوراق التوت. رفع رأسه عالياً وأخذ ينظر إلى أعلى، فرأى نجمة تشع نورا وعليها وجه الفتاة التي أحبته. ورأى قمرا منيراً، مكتمل الدائرة ولمح لدى تهاويه شيئاً مشعاً كان بدوره يسقط بسرعة فائقة. خيل له أنه سيسبقه إلى الأرض. بعد هنيهة اختفى الشيء المشع من مجال الرؤية، وأحس بجسده يرتطم بشيء ما. أدرك أنه لم يمت وأنه مازال على قيد الحياة. عرف فيما بعد انه وقع على متسول مر صدفة على الرصيف، حاملا بيده كوباً فارغاً إلا من بعض القطع المعدنية. كان يبحث عن شيء يضيفه إلى الكوب. مات المسكين بينما لم يحصل اليائس على ميتة أرادها وخطط لها. لكنه تعرف خلال مغامرته تلك على بعض خبايا السكن الجامعي.
متنسوش التقيم ولو عجبتكو قوله انزلة البقيه من القصه لسه قصه قصيرة حلوةة اووووى



إظهار التوقيع
توقيع : انا دلوعة اوووى
#2

افتراضي رد: كل يوم قصة قصيرة

ياتابع وحدها بنت الجيران
بيت الجيران يعج بالفتيات.. سكان الحي البائس، النائي، جلهم من فقراء البلد، تقاسموا الحمام الوحيد، الذي كان بالأصل كوخاً قديما لرجل غريب، قدم إلى الحي الفقير بعدما نبذ من حي الأغنياء البعيد. يقال أن الرجل الغريب الأفكار والأطوار مات في الكوخ. دفنوه هناك وحيداً ووضعوا فوقه مجموعة من الكتب الممنوعة، ثم هالوا التراب فوقه وفوق كتبه. مع الأيام غاب القبر وبقي الكوخ بجدرانه المصنوعة من ألواح الخشب. ثم صار حماماً للذين لا حمامات لهم. لم يكن هناك سقفٍ للحمام سوى السماء. لذا كان لا يستعمل في فصل الشتاء. بفضل الحمام اكتشف أحد فتيان الحي فحولته اثناء التلصص على بنت الجيران، وقت الاستحمام. أمعن النظر من خلال ثقب وجده في اللوح الخشبي. رآها تستحم، لكن شعرها الطويل الذي غطى جسدها منعه من مشاهدة الممنوعات.بدت كأنها فتاة أخرى، غير تلك الغزالة التي عرفها عن قرب. تخيلها سمكة في بحر، عروس المحيطات البعيدة. نسي أثناء التلصص نفسه تماما، فقد غلبته اللحظة، تفوقت على عقله، كاد أن يدخل إلى الحمام بكل جسده من الثقب الصغير.. فجأة أحس بسخونة،فنعاس ثم نام في مكانه. لم يفق بعد ذلك. وجدوه ميتاً في سريره.. لم يستطع الطبيب الذي حضر من الحي المجاور رغم بعده، تشخيص الوفاة.وحدها بنت الجيران ، التي رأت بؤبؤ عينه في ثقب اللوح الخشبي بينما كانت ترد شعرها عن جسدها البرونزي، عرفت السبب.لذا ارتدت صباح ذاك اليوم ثياب الحداد.
++++++
الحلقة المفقودة


التقيت به في مقهى مشرقي في اوسلو، لم يكن هناك أمكنة فارغة سوى على طاولتي، طلب الجلوس سمحت له.. بعد ان شبع من سندويش فلافل، سألني عن بلدي، طبعاً لم يكن يسال عن النرويج، بل عن البلد الأصلي. قلت له أنا من فلسطين.. قال بأسف، مساكين.. معذبين..

هو مثلي أجنبي في بلاد أجنبية.

بدون سؤال ، قدم نفسه: انا من بولندا.. اعمل في البناء.. نص بنص..

قلت ماذا تعني بنص نص ؟

قال يعني ابيض واسود..

قلت له: ما هو الأبيض وما هو الأسود؟

نظر الي بتعجب، وأضاف.. يعني اشتغل هنا وهناك ..

قلت له بصراحة أنا رجل لا افهم بالألغاز، اشرح لي الموضوع وبسط الأمر.

قال أنا اعمل جزء بالأبيض يعني ادفع ضرائب وجزء بالأسود يعني بدون ضرائب.

وحدثني بعد ذلك عن سر العمل بالأسود وما يمكن ان يوفره المرء من أموال.. ثم أضاف حتى نستطيع إنهاء العمل بالأسود، علينا إيجاد العلاج الشافي. وأخذ يقص على مسامعي في نهاية حديثه ، القصة التالية: عامل بناء بولندي يعمل بالأسود في بناء فيلا لرجل أمريكي في واشنطن.. العامل البولندي استأجر عامل بناء أوكراني كي يبني له فيلا في وارشو. العامل الأوكراني بدوره يبني فيلا في كييف ويقوم ببنائها عامل أوزبكي ، والأوزبكي لكي يبني فيلا له في بلاده عليه أن يحضر الأمريكي ليقوم ذلك. وبما أن هذا الطلب غير ممكن.. ستبقى هذه الحلقة من الدائرة مفقودة. لذا يصعب ربطها بالحلقات الأخرى. مما يعني أن شغل النص بنص، والعمل الأسود سوف يستمر بدون تغيير...

بعد حديثه سحبت نفساً عميقاً من اركيلتي كاد يخنقني، فأخذت اسعل بشدة، وأثناء نوبة السعال رأيت البولندي يلوح لي بيده ويمضي برفقة مقاول بناء نرويجي.
_________________


إظهار التوقيع
توقيع : انا دلوعة اوووى
#3

افتراضي رد: كل يوم قصة قصيرة

أم الأربعة وأربعين

اعتاد التبضع من متجر صغير لامرأة في العقد الرابع من عمرها، متوسطة الطول، نحيفة مثل دمية بامبي. شعرها كستنائي اللون، أملس طويل. ووجهها مدور وبدون تجاعيد. صبغت خدودها باللون الأحمر. بدلت عيناها بفلقتي جوز طلياني.وقفت وجهها للباب ومؤخرتها للرفوف القليلة التي بدت فارغة على عكس كل المتاجر. رف طويل ووحيد اصطفت فوقه زجاجات البيرة المحلية، بعضها بكحول والبعض الآخر لمن هم مثله بلا كحول. خلف صف البيرة وقفت بضع زجاجات لنوع رديء من الفودكا.وفي الصف الأخير زجاجات عصير التفاح. أما الرف المتقدم فقد عج بالخبز الساخن، الطري و الشهي. الذي اعتاد أن يشتريه كل يوم وهو عائد من الجامعة. دخل الدكان وألقى التحية على السيدة التي بدت كراقصة من خلال وقفتها الشمعدانية ويدها المثبتة حول خصرها. ردت عليه بأحسن منها مع بحة مفتعلة في الصوت بعثرت كلماتها على مسامعه. قالت خبزك جاهز، لقد وضعت لك جانباً أشهى رغيف، وزدت فوقه ثلاث خبزات صغيرة لم تأكل مثلها من قبل. جربها اليوم وقل لي غداً رأيك بها. إنها من مخبز معروف في القرية المجاورة.بدأت التعامل مع المخبز الريفي منذ صباح هذا اليوم. خبز الفلاحين فيه الخير، انه ملح البلد، فإذا فسد ملح الريف فسدت البلاد. تناول الخبز بعد أن شكرها. وضع يده في جيبه لكنه لم يجد محفظته. ارتبك قليلا ولم يعد يعرف كيف يتصرف. لاحظت أم الأربعة واربيعن (هكذا كان يلقبها) ارتباك ابن العشرين(هكذا كانت تلقبه). هل نسيت محفظتك أم ترى ضاعت منك؟؟ أو أن احدهم انتشلها وأنت تفكر بدروسك وواجباتك الجامعية في الأوتوبيس اللعين. الذي رغم ضيقه يتسع للعشرات مرة واحدة. هل جلست بالقرب من شخص ما لم يرق لك؟ هل جلست بالقرب منك فتاة ما؟ أم تراك قضيت الرحلة واقفاً بين المسافرين، كأنك في يوم الحشر؟؟؟ على كل حال لا أريد مالاً اليوم، بامكانك تسديده في أي وقت آخر. رغب بشراء زجاجة بيرة بصفات معينة تتفق والمعتقدات التي تربى عليها. لكنه تراجع عن الفكرة بسبب المحفظة.
حين باغته صوتها كان قد التف كي يخرج من الدكان.
ماذا تفعل ليلة السبت؟
رد بصوت خافت لا شيء في برنامجي.
إذا أنت مدعو لسهرة ريفية.. سوف تتعرف على الريف وناسه وعلى عاداتهم وتقاليدهم وأفراحهم.. وستتذوق خبزهم الخارج للتو من الفرن. وستروي عطشك من شرابهم. و و .. ادعوك لحضور زفاف صديقة لي، سوف تكون رفيقي في الحفل.
تلعثم ولم يدر كيف وافقها وقبل الدعوة.هذه إحدى عاداته السيئة، التي لم يتخلص منها، بقيت ملازمه له أينما ذهب.
يوما السبت والأحد تعرف على الفلاحين وأفراحهم، عاش لحظات جميلة وممتعة، ورقص مثل أي فلاح آخر، فهو بالأصل من عائلة قروية، لم يجد صعوبة بالتأقلم مع فلاحي تلك البلدة. تذكر قول جدته "الفلاحين أينما كانوا من نفس الطينة والعجينة"... تملح من ملحهم، أكل من خبزهم، شرب من شرابهم، رقص رقصاتهم، علمهم رقصاته وغنى لهم عالروزنا وعاليادي اليادي وعلى دلعونا ويا ظريف الطول. لم ينس تلك الليلة ان الطريق إلى الجنة أو النار تبدأ بخطوة.وتمكن من حل عقدته مع أم الأربعة وأربعين، قبل أن يجد المكان من حوله يل

ويدور. ++++++
المصيدة

في الطريق الى الجنة هناك ما لا نعرفه ..

حطت الطائرة في المطار، رأى اشياء لم يعرف ما هي بسبب الضباب الذي حجب الرؤية، فقط علم الدولة الذي رفرف بفعل الريح كان استثناءا... سمع عبر الميكروفون صوتا يقول بلغة البلد أشياء لم يفهم منها سوى اسم المطار. ثم عاد الصوت وكرر نفسه بلغة إنكليزية جيدة. فهم أنه في مطار العاصمة. صعد كما بقية المسافرين إلى حافلة الركاب. كانت جديدة وغريبة، إذ أنه لم ير مثلها من قبل.. وصل الصالة، وقف كما الجميع في الطابور، جهز جواز سفره. رفع يده وفي نيته حك أذنه، لم تكد اليد تلامس الأذن، حتى ظهر أمامه رجل أنيق اللباس.حياه بأدب وسأله عن اسمه. أجاب: اسمي فلان الفلاني.. قال له الرجل الأنيق: تفضل معي... سار خلف الرجل، وفي الطريق تساءل: ترى من هو هذا الرجل؟ وهل عرف بأن جواز السفر الذي احمله ليس جواز سفري، وأن الصورة التي فيه ليست صورتي، وأنني لست أوروبياً، وبأنني مجرد لاجئ مشرقي يبحث عن ملاذ آمن... دخلا من باب خلفي.. وجد نفسه أمام شخص لم يره قط. حياه، ضمه إلى صدره، سأله عن أحواله وأخباره و عن الأهل والأصحاب. ذهل مما يحدث هنا.. فهو لا يعرف الرجل السائل ، ومع هذا حضرته الحاسة السادسة فوراً، فتعامل مع ذلك بحذر.. وأجاب بأنه والأهل بخير. بعد هذه المقدمة خرج مع الرجل من المطار من دون ختم في الجواز، وبدون مرور على التفتيش، وبلا سين وجيم.توجه مع مستقبليه إلى مركز المدينة، عند مدخل الفندق كان الخدم بالانتظار. جلس الرجل ومن معه في بهو الفندق.. توجه هو برفقة الخادم إلى الغرفة.ناول الخادم دولاراً أمريكياً واحدا وأمره بالانصراف... عندما فتح الحقيبة ورأى ما بداخلها عرف أنها ليست حقيبته.. وأيقن أنه وقع في مصيدة. هبت نسمات هواء باردة عبر نافذة نصف مغلقة.. توجه إلى النافذة لكنه ارتد صوب الباب عندما تذكر ان غرفته تقع في الطابق العاشر.


إظهار التوقيع
توقيع : انا دلوعة اوووى
#4

افتراضي رد: كل يوم قصة قصيرة

تسلمي

إظهار التوقيع
توقيع : hadeel tarek


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
قصة قصيرة جدا حقيقية ، ومن جد اغرب قصة سمعتا بحياتي krimboch المنتدي الاسلامي العام
مجموعة من أفضل واجمل رسائل الحب والرومانسية لعام 2025 فقط وحصريا على موقع ومنتديات عد Nada Ndod رسائل وتوبيكات
مسابقة قسم القصص والحكايات (قصة قصيرة) حنين الروح123 مسابقات الاقسام
[قصص قصيرة] قصة قصيرة ، قصة قزم وعملاق قصيرة منة الله احمد قصص - حكايات - روايات
[قصص قصيرة] قصة قصيرة معبرة قصة تعبر عن الحب ندى ام قصص - حكايات - روايات


الساعة الآن 09:57 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل