قصص حب كان قلبه محطما و عقله يدور فى حلقات مفرغة , لا يعرف كيف كان يقود سيارته فعينه بالكاد ترى الطريق , فتح الباب و دخل استراحته و قدمه لا تكاد تحمله , فهو لم يتخيل ابدا ان يصدر هذا من صديق فما بالك بحبه الاول و الاخير و زوجته و ام ابناءه !!! , تمالك نفسه و خلع حذاءه و القى بجسده على السرير ليذهب على الفور فى نوم عميق عله يداوى جراح قلبه المكلوم .
استيقظ و فتح عينيه متثاقلا فاذ به الظلام الدامس الذى يغلف سكون الليل , ادخل يده فى جيبه و اخرج هاتفه , حاول الضغط على اى زر ليرى كم استغرق فى نومه فهو يراوده شعور انه نام نومه اهل الكهف ! , و لكن هاتفه لم يحرك ساكنا , فتاكد انه بالتاكيد فى وقت متاخر من الليل لان بطاريه هاتفه لم تكن لتنفذ ان كان فى بدايته .
قصص حب ازاح الغطاء من عليه و تمنى للحظة لو كان الانسان باستطاعته ازاحه الاحزان عن قلبه كما يزيح هذا الغطاء عن بدنه , قام من سريره و تحسس بقدمه الارض حتى وصل الى مفتاح المصباح , ضغط عليه مرة و اثنتين و لكن لم تضيىء اللمبة , فتنهد و نظر باتجاه المصباح و اخرج الزفير من اعماقه فى ضيق , و كأنه يقول له فى عتب , لم الان ؟
3 ***- ***- ***- *
قصص حب التمس بعض الخطوات فى الظلام حتى وصل الى الاباجورة و حاول فتحتها و لكنها ايضا لم تستجب , هنا تأكد ان المشكلة ليست ان المصابيح محروقة بل الكهرباء هى المقطوعة , و رغم ايمانه ان كل شيىء قضاء و قدر و لكن ذلك لم يمنعه من التفكير لم كل المشاكل تأتى دفعه واحده !
4 ***- ***- ***- *
قصص حب ذهب الى النافذة و فتح الشباك عله يجد بعض الضوء و لكن كان الظلام حالك فتذكر انه فى نهايه الشهر العربى و القمر بالتاكيد محاق , و هنا راودته هذة الفكره العجيبة , فحتى القمر حزين و يأبى الظهور ! , و تذكر ايضا ان استراحته فى طابق منخفض فى وسط بنايات عاليه لذلك حتى ضوء النجوم لا يجد اليها سبيلا ! .
5 ***- ***- ***- *
قصص حب كان يسمع اصوات بعض السيارات و لكن لا يستطيه رؤيتها فهو فى شارع صغير لا تمر به الكثير من السيارات , فبالتاكيد الاصوات قادمة من الشارع الرئيسى البعيد , و لكنه كان متعجبا لان الاصوات كانت كثيرة بالنسبة لهذا الوقت المتاخر من الليل , فشعر و كأن الناس قررت كلها السهر فى هذا اليوم .
6 ***- ***- ***- *
قصص حب اغلق النافذة التى لم تكن تأتى الا بتيار الهواء البارد فى ذلك الليل المظلم من الشتاء , جلس على سريره و اخرج سيجارة و ولاعتة القديمة من جيبه , حاول اشعال السيجارة و لن لم تشتعل , فتذكر انه قد اشترى ثقاب لان الولاعة كانت فى ايامها الاخيرة لا تستجيب بسهولة , ولكن لم الان توقفت تماما عن العمل ؟!! , و فكر حتى الجمادات تحالفت على زيادة غضبى و احزانى !!
7 ***- ***- ***-
قصص حب اخرج الثقاب من جيبه و امسك عود الكبريت الاول و حاول اشعلاله و لكنه لم يشتعل ! القاه على الارض و اخرج الثانى و حاول معه و لكنه كان يصدر ازيزا و رائحه و لكنه لا يشتعل و هكذا الثالث و الرابع , هنا استشاط غضبا , فحتى اعواد الثقاب اصبحت مغشوشة كهذا العالم الفانى الملىء بالزيف و الغش و الخداع !
8 ***- ***- ***-
قصص حب لم يجد بدا من الاسترخاء مجددا فى سريره حتى بزوغ النهار و يستغرق فى احزانه التى يابى القدر ان يحيد تفكيره عنها , حاول النوم و لكنه بدأ يشعر بحراره فى جسده , و تعجب كيف يشعر بالحراره فى هذا الشتاء القارص , فهل هى حرارة قلبه المحترق قد تسللت الى عقله !! ام هى خيالات تصورها له نفسه التعيسة , حاول التغلب على الفكره و لكن حراره الجو اخذت فى الاشتداد , و هنا حاول النزول من سريره و لكن لهيب النار فى البساط لسعه فى قدمه فصرخ باعلى صوته حريق حريق !!
9
***- ***- ***-
قصص حب تدخل الجيران و جاءت المطافى و اطفأت الحريق و انقذوا الزوج المكلوم , و تضاعف حزنه لاحزان , حزنه من زوجته و على استراحته و على بصره المفقود فى يومه الموعود !!