أصبح من المعتاد أن تطلب المرأة خادمة في بيتها سواء كانت تحتاج إليها أم لا؛ لكن الغريب أن ترفض النساء ذلك وتلح في الرفض حتى لو كانت تحتاج إليها نظراً لكثرة الأعباء المنزلية .. فما الأسباب وراء ذلك!
تروي ريم حكايتها بأسىً قائلة: لم أكن أتصور أن "الخادمة" ستؤدي دوراً كبيراً مثل ما حدث في حياتي، فقد تزوجت منذ حوالي سنتين، كنت مقتنعة بزواجي هذا تماماً، فقد كان زوجي مثالياً، ويبحث عن كل ما يرضيني ليفعله، وحدث الحمل بعد الزواج بشهور قليلة.
ورغبة في إرضائي أحضر لي زوجي خادمة فلبينية، كنت في الأشهر الأولى للحمل متعبة جداً أكاد لا أقوم من الفراش، وهي تقوم بكل أعمال المنزل، ولأن هذا هو حملي الأول فقدت كثيراً من وزني وحيوتي، وهي في كل حيويتها ورونقها.
أصبحت زاهدة في كل متع الدنيا نتيجة لمتاعب الحمل، مرهقة، ولا أتزين دائماً وهي دائماً في كامل زينتها، تجوب بيتي كأنه لها! بدأت أحس نحوها بشيء غامض ودفعني إحساسي هذا إلى مراقبتها، ولاحظت منها بعض التصرفات، ومنها أنها تغير ملابسها وتتزين وتعدل من تسريحتها عند عودة زوجي، وبتكرار ملاحظتي أيقنت أنها تتزين لزوجي لكنني أبداً لم أفقد الثقة فيه لحظة واحدة.
الحمل يكبر وأنا أزداد وهناً وضعفاً، وهي تبالغ في زينتها وتزداد حيوية، وكانت المصادفة التي صعقتني، فمن عادة زوجي أن يقرأ الصحف بعد الغداء في حجرة مكتبه، ذهبت إليه لأجلس معه قليلاً لكنني فوجئت عندما رأيته مع الخادمة في وضع غير لائق.
وتنحدر من عيني "ريم" دمعة وتكمل في حزن ظاهر: لحظتها لم أنطق بكلمة، حاول أن يكفر عن خطئه، فطردها في اليوم نفسه، ولكنني خرجت إلى منزل أهلي، لم أحك لهم شيئاً مما حدث، وحتى الآن لم أعد إلى زوجي .. ولن أعود. (39)
قلت: كل من تساهل في الالتزام بالأحكام الشرعية جنى عاقبة ذلك من الوقوع في الحرام، أو الاضطراب في مسيرة الحياة، ومثل هذه الحالة ربما ينطبق عليها قول الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له ……إياك إياك أن تبتل بالماء
ومثل هذه الزوجة وقد أدركت خطأ وخطر هذا التصرف ينبغي لها أن تطوي صفحة الماضي، وتبدأ حياتها بعيداً عن الممارسات التقدمية أو الاجتماعية المخالفة للأحكام الشرعية.