إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله ألا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد .
فهذه مقالةِِ مختصرة عن عفة المرأة وأسبابها:
إن الواجب على كل مؤمنة أن تبذل الأسباب التي من خلالها تصون دينها وخلقها وعفتها وتتجنب الأسباب التي تخدش عفتها وتضر دينها وخلقها قال تعالى ( يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )
وقال جل وعلا (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
وقال تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) وغير ذلك من النصوص الكثيرة الدالة على أمر المرأة أو حثها على حفظ فرجها وصيانة عرضها وبعدها عن مواطن الفساد .
وهذا كله لا يتسنى للمرأة المؤمنة ألا إذا بذلت الأسباب الشرعية التي من خلالها تحمي نفسها وتصون عرضها فتكون في عداد المؤمنات الصالحات القانتات الحافظات للغيب بما حفظ الله . ومن هذه الأسباب :
1-اللجوء ألي الله تعالى وذلك بالاستعانة به وسؤاله الهداية والصلاح والتقى وحفظ الفرج وصيانة العرض ،فان العبد لا يستغني عن توفيق الله له طرفة عين ،وأنت أيتها الأخت المؤمنة تقرئين في كل ركعة (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام (اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ) ومن ذلك
( اللهم اِني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى )
2-الحرص على الحجاب الشرعي فاِنه الزينة الحقيقة الظاهرة بالنسبة للمؤمنة ، والعلامة الظاهرة الدالة على شرفها وعقلها وتمسكها . اِ ذ من المعلوم أن أنظار العابثين دائماً
لا تلتفت إلا إلى المرأة التي تلبس ما يلفت الأنظار ، وصفة الحجاب الشرعي معلومة ومذكورة في كتب العلم ، ويجب على المرأة المؤمنة قراءتها وتطبيقها على لباسها . ولايعني ذلك أنه يجوز للمرأة أن تلبس اللباس الفاتن أمام النساء بل حتى في مجتمع النساء لايجوز لها لبس ما يظهر عورتها أو مفاتنها كمن تلبس البنطلون أو اللباس الذي له فتحة من الخلف أو الامام او يكون الساق فيه مكشوفاً فان هذا اللباس محرمُُ على المرأة مطلقاً حتى في مجتمع النساء لأن الزينة المؤذون فيها أمام النساء هي الزينة التي أباح الله تعالى إظهارها للمرأة أمام محارمها من الرجال : كالأب والابن والأخ والعم والخال وابن الأخ وابن الأخت فان الله تعالى ذكر ذلك في سورة النور بقوله (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ)
ومع ذلك لم يفرق في الحكم بين محارم المرأة وبين النساء .مما يدل على أن الحكم واحد .
الا الزوج فانه مستثنى من ذلك بنصوص أخر .
والزينة التي تظهرها المرأة أمام محارمها هي ما تظهرها المرأة غالباً ، كالوجه والشعر واليدين وشيءً من الذراع .
وان مما يؤسف له أنه شاع في مجتمع النساء من الالبسة مايندى له الجبين كلبس القصير ولبس الثياب التي فيها فتحة من الاسفل يظهر من خلالها الساقان او الفخذ . وأعجب من ذلك أن تكون الفتحة من جهة الظهر فيُرى ظهرها واضحاً . وهذا في الحقيقة منظر قبيح ولكن اذا انتكست الفطر صار القبيح عندها حسناً ، واقبح من هذا ان تكون الفتحة من جهة البطن ، وسبب ذلك متابعة مجلات الازياء وتقليد الفاجرات والعاهرات من الممثلات والمغنيات والمذيعات اللاتي يظهرن في الفضائيات . او التأثر ببعض جليسات السوء الفاسدات المفسدات المائلات المميلات اللاتي لم يتربين على الايمان والهدى والحجاب والحشمة .
3-القرار في البيت وعدم الخروج الا لحاجة لابد منها لقوله تعالى (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى )
4-السفر مع ذي محرم وهذا ماأرشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ( لا يحل لامراة ان تسافر الا ومعها ذو محرم منها )رواه مسلم من حديث ابي هريرة
5-عدم الخلوة بالأجنبي حتى واو كان قريباً كابن العم وابن الخال وقريب الزوج ماام تكن هناك محرمية رضاع لقوله صلى الله عليه وسلم ( اياكم والدخول على النساء قالواارايت الحمو ؟ قال الحمو الموت )
والحمو هو قريب الزوج . رواه الشيخان من حديث عقبة بن عامر .ولقوله صلى الله عليه وسلم (ماخلا رجل بامرأة الاكان الشيطان ثالثهما )
ولايجوز لامراة ان تقول نحن لاتؤثر علينا الخلوة بالاجنبي فان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك في خير القرون وكان نهيه لخير الناس بعد الانبياء وهم الصحابة رضوان الله تعالى عنهم .
6-عدم الخضوع بالقول : والخضوع بالقول هو تليينه وترقيقه واظهاره بأسلوب ناعم فاتن عند مخاطبة الرجال سواءً كان ذلك مباشرةً أو عن طريق الهاتف لقوله تعالى
(فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا) وأشد ذلك واخطره المغازلات الهاتفية التي تحدث بين الشباب والشابات بسبب ضعف الدين وقلة الحياء وعدم مراقبة الله في الخلوة وقد قال صلى الله عليه وسلم ( لاعلمن اقواماً من امتي ياتون يوم القيامة بحسنات امثال جبال تهامة بيضاً يجعلها الله هباءً منثوراً ، فقال ثوبان رضي الله عنه صفهم لنا جلهم لنا الانكون منهم ونحن لا نعلم ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : اما انهم اخوانكم ومن جلدتكم وياخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم أقوام اذا خاو بمحارم الله انتهكوها ) رواه ابن ماجة عن ثوبان رضي الله عنه .
7-غض البصر عن النظر الى مايؤثر في القلب ويوقد نالر الشهوة فيه كالنظر الى اللاعبين والممثلين والمغنين والمذيعين ومتابعة الصور التي تظهر في الصحف والمجلات أو اقتناؤها . قال تعالى (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) فذكر غض البصر قبل حفظ الفرج لأنه هو الطريق الى الوقوع في اشهوة المحرمة .
8-عدم خروج المرأة متعطرة لقوله صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ) رواه احمد عن ابي موسى .
وقد ورد أمرها بالاغتسال بسبب ذلك في حديث ابي هريرة عند ابن ماجه ويكفي في ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن خروج المراة الى المسجد متعطرة وذلك بقوله ( ايما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الاخرة ) رواه مسلم من حديث ابي هريرة .
9-يحرم على المراة المومنة سماع الاغاني أومتابعة الأفلام أو قراءة قصائد وقصص الحب والغرام لما في ذلك من التاثير الذي لا يخفى على قلب المراة .
وهذه الاسباب التي ذكرناها لاتحصل لكل فتاة وانما تحصل للفتاة التي تربت على الطاعة ووطنت نفسها عليها . وذلك بتعلم العقيدة الصحيحة والمحافظة على الصلاة في وقتها وقراءة القآن وقراءة سير النساء الصالحات وعلى رأسهن امهات المؤمنين وزوجات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وغير ذللك من الاسباب الشرعية .
أسال الله تعالى أن يوفقنا لما فيه صلا امر ديننا ودنيانا وأن يصلح نساء المسلمين .
واصلي واسلم على نبينا محمد