يتكون الجهاز المراري من قنوات خارجية من الكبد تصل إلي الاثني عشر. وهذه القنوات تحمل السائل المراري “إفراز الكبد” وبه صبغة عبارة عن نتاج المواد المستهلكة من خلايا الدم الحمراء التي يتخلص منها الجسم.
ولكنه يحتوي أيضا علي مود هامة أخري مثل “حمض البراري” وهو مهم في عملية الهضم وكذلك الكولسترول.
ونظرا لأهمية بعض محتويات هذا السائل بالنسبة للهضم فإنه توجد حوصلة يختزن فيها هذا السائل بين أكلة وأخري. ويركز فيها حوالي عشرين ضعفا مع أن حجمها لا يزيد عن 20 أو 30 سنتيمترا مكعبا.
وهي في الحقيقة يمكن أن تخزن سائلا يصل حجمه إلي 600 سم وبعد تركيزه يصل إلي 20 أو 30 . وعند الأكل تنقبض هذه الحوصلة ويصل هذا الإفراز إلي القنوات ثم إلي الاثني عشر.
التهاب المرارة:
الحوصلة تصيبها أمراض كثيرة من أهمها الالتهابات. والتهابات المرارة تحدث في بعض أحوال نادرة مثل التيفويد، وقد تتركز فيها الجراثيم وبهذا يصير الإنسان حاملا لميكروب التيفويد.
ولكن الالتهابات الهامة هي الالتهابات التي تكون مصحوبة بوجود حصوات وبما أن الحوصلة المرارية لها قدرة تركيز فتركيز السائل مع وجود التهابات أو صعوبات في سير السائل مثل ضيق أو خلافه يسبب هذا الحصوات.
والحصوات قد تكون عبارة عن الصبغة مركزة أو الكولسترول أو المادتين مختلطين معا. أما الحصوات التي تتكون من الصبغة المرارية فهي دائما تكون في الحالات التي يحدث فيها تكسير للخلايا الحمراء إما أضعفها أو لبعض المسببات الخاصة بأمراض الدم التي تسبب أنيميا حادة أو بعض أمراض الكبد.
أما الحصوات فهي حصوات الكوليسترول وقد تكون وحيدة وتسمي سوليتير. أو عدة حصوات. ولكن غالبية الحصوات هي خليط من الحصوات جميعا وهي الحصوات المختلطة.
حصوات الكولسترول
حصوات الكولسترول قد تكون نتيجة لبعض الأمراض التي تسبب كثرة الكولسترول أو نتيجة لنقص الحمض المراري التي يساعد علي بقاء الكوليسترول ذائبا.
الحصوات المختلطة
أما الحصوات المختلطة فهي تكون في المعتاد كثيرة وهي دائما مصحوبة بالتهاب في المرارة مع أن أغلب الحصوات موجودة في الكيس المراري ولكن 10% منها موجودة في القنوات.
ولهذا أهمية قصوى إذ وجودها في القنوات يؤدي إلي التهاب في المرارة وخراريج في الكبد وانسداد في القناة مع حدوث الصفراء أو انسداد في الأثني عشر.
وقد يؤدي إلي التهاب حاد في البنكرياس. علما بأن الحصوات سواء في الحويصلة أم القناة قد تسبب انسدادا فيها. وهذا النوع له خطورته خاصة أن المريض يشعر فيه بمغص وقيء.
ولكن لأنه معتاد علي هذا المغص والقيء نتيجة الحصوة وحدها فهذه الحالات تهمل ولا تعالج بجدية حتى تصل إلي درجات متأخرة وهذا يجعل نتائج الجراحة غير مشجعة.
وكذلك انسداد القنوات الصفراوية يسبب مرض الصفراء ويمكن اللبس في التشخيص بينه وبين الصفراء نتيجة الفيروس.
التشخيص
والإهمال في التشخيص يسبب إهمال الحالة ويضعف فرصة الإنسان في الجراحة ولذلك فإن التشخيص في حالات الصفراء والحصوات والتهاب المرارة يجب أن يسير بسرعة وبدقة ويحسب ما يجب عمله بالنسبة للمريض.
التهاب المرارة الحاد
والتهاب المرارة قد يكون حادا أو مزمنا، الالتهاب الحاد يشبه الزائدة الدودية ولكنه يكون في الجزء العلوي من البطن. وقد يحدث فيه تكيس صديدي مما قد يستلزم جراحات عاجلة.
التهاب المرارة المزمن
أما الالتهابات المزمنة فبالإضافة للمغص قد تسبب رغبة في القيء وانتفاخ البطن. وجدير بالذكر أن كل من عنده حصوات لا يشكو بالضرورة من الأعراض.
فقد يكون هناك شيء آخر مثل تعب في البنكرياس أو مرض في الكبد وكل هذه الحالات تحتاج إلي علاجات خاصة مختلفة. وهذا يضاعف من أهمية التشخيص الدقيق المبكر.
جراحات المرارة:
جراحات المرارة هي جراحات سهلة ولكنها تتميز بالاحتياج الشديد إلي الدقة لأن هذا الجهاز كثيرا ما يكون به اختلافات. أي أنه ليس له شكل موحد في الإنسان ولكن هناك اختلافات شديدة بين إنسان وآخر مما يجعل الصفة التشريحية لهذا الجهاز غير ثابتة.
ويجب علي الجراح أثناء العملية أم يجسد لنفسه ما يبحث عنه حتى يتحاشى الأخطاء الجراحية التي قد يحدث عنها قطع في قناة يؤدي إلي ناصور أو صفراء. وكل منها يسبب أشكالا هامة للمريض وله بدون شك تأثير علي سلامة الحياة فيما بعد.
ويمكن أن تترك حصوة دون استخراج وتعود الأعراض كما كانت. والعلاج الباطني لحالات التهاب المرارة غير مستحب إذا كانت هناك حصوات ولو أنه في السنوات الأخيرة توجد محاولات إذابة حصوات الكولسترول بالأدوية.
إلا أن هذه الجهود لم تصل إلي درجة فائدة حقيقية حتى الآن.
وهناك طرق أخري لاستخراج الحصوات عن طريق المناظير ولكن أحوالا قليلة جدا هي التي تستدعي ذلك.
أما الجراحة فهي تفضل في غالبية الأحوال طالما أن صحة المريض تصلح لها.