¨'*·~-.¸¸,.-~*' ( واشوقــــــــاه .. واطــــرباه ~ ) ¨'*·~-.¸¸,.-~*'
غداً نلقى الأحبة محمدا وصحبه
:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ثم أما بعد :
محمد صلى الله عليه وسلم.. لولاه لهلكنا ومتنا على الكفر واستحققنا الخلود في النار..
به عرفنا طريق الله،
وبه عرفنا مكائد الشيطان،
شوقَنَا إلى الجنة،
ما من طيب إلا وأرشدنا إليه،
وما من خبيث إلا ونهانا عنه،
ومن حقه علينا أن نحبه
:
قال الحسن بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم،
فإنه قال فيه: " بالمؤمنين رؤوف رحيم "، وقال في نفسه: " إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " البقرة - 143
:
الشوق إلى النبي صلى الله عليه وسلم
يحشر المرء مع من أحب
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة ؟!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أعددت لها؟ "
قال: إني أحب الله ورسوله. قال: " أنت مع من أحببت " [حديث صحيح]
رفيقتي وريحانة وجداني : )
بهذا الحب نلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فنشرب الشربة المباركة الهنيئة التي لا ظمأ بعدها أبداً.
وعلامات المحبة متعددة، هي:
الإيمان به،
توقيره،
نصرته،
وطاعته.
ثم إن منها كذلك: الشوق والطرب عند ذكره، وتمني رؤيته،
والجلوس إليه ، ولو كان ذلك لا يحصل إلا بإنفاق كل المال،
وما عرف عن الصادقين من المؤمنين إلا مثل هذا الشعور الصادق، وهذه آثارهم:
[البخاري، الأدب، باب علامة الحب في الله دون قول أنس].
:
ولما احتضر بلال قالت امرأته: "واحزناه.- فقال: واطرباه، غداً نلقى الأحبة .. محمداً وحزبه".
[سير أعلام النبلاء1/359، الشفا2/23]
:
وكان خالد بن معدان لا يأوي إلى فراشه إلا وهو يذكر من شوقه إلى رسول الله وإلى أصحابه، ويسميهم ويقول:
" هم أصلي وفصلي، وإليهم يحن قلبي، طال شوقي إليهم، فعجل رب قبضي إليك" حتى يغلبه النوم.
[سير أعلام النبلاء 4/539، الحلية 5/210، الشفا 2/21].
:
عن أبي بن كعب قال: " كان رسول الله إذا ذهب ربع الليل قام فقال:
أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه.
- فقلت: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟. قال: ما شئت.
- قلت: الربع؟، قال: ماشئت، وإن زدت فهو خير.
- قلت النصف؟، قال: ماشئت، وإن زدت فهو خير.
- قلت: الثلثين؟، قال: ماشئت، وإن زدت فهو خير.
- قال: أجعل لك صلاتي كلها، قال: إذا تكفى همَك، ويغفر لك ذنبك"
[رواه الترمذي، صفة القيامة، وأحمد 5/136]؛
لأن من صلى على النبي صلى الله عليه بها عشراً، ومن صلى الله عليه كفاه همه وغفر ذنبه.
[انظر جلاء الأفهام لابن القيم ص46]
:
رفيقتي الحبيبـــة ^^
الجمــــاد يحن إليه:
فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حنّ إليه وصاح كما يصيح الصبي ،
فنزل إليه فاعتنقه ، فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه،
فقال صلى الله عليه وسلم: " لو لم أعتنقه لحنّ إلى يوم القيامة ".
كان الحسن البصري إذا حدّث بهذا الحديث بكى وقال:
هذه خشبة تحنُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه.
وكان الحسن البصري إذا حدث بهذا بكى وقال:
" يا عباد الله! الخشبة تحنّ إلى رسول الله شوقاً إليه بمكانه فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه "
[بتصرف، وأصله مروي في صحيح البخاري، في المناقب،
باب: علامات النبوة قبل الإسلام3/1314، انظر الشفا 1/304، صحيح الجامع2256].
:
كمال الإيمان في محبته
قال صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) حديث صحيح
هذا نص في وجوب أن يكون عليه الصلاة والسلام أحب إلى المرء من كل شيء
وهذه المحبة الواجبة من فرط فيها فهو آثم مذنب،
ومن قدم عليه محبة: الآباء، أو الأبناء، أو الإخوان، أو الأزواج، أو شيء من متاع الدنيا،
فهو آثم فاسق، مُستحق للعقوبة، فقوله: ( لا يؤمن أحدكم..) نفي للإيمان الواجب،
بمعنىأن من فعل ذلك فقد نقص إيمانه، نقصاً يستحق به الإثم والعقوبة.
:
{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين } سورة التوبة - 24
يا أحبــــة : ما في الآية من الوعيد، لمن كانت محبته لشيء، أكثر من محبته
لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، في كلمتين هما:
أولا: قوله: { فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ } التوبة - 24 . . والتربص هنا للعقوبة، ولا تكون العقوبة إلا لترك واجب.
ثانياً: قوله: { وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين } التوبة - 24
فقد وصفهم بالفسق، وذلك لا يكون إلا بفعل كبيرة فما فوقها، من كفر وأشرك، لا في صغيرة.
فمن قدم شيئاً من المحبوبات على محبة النبي صلى الله عليه وسلم فهو فاسق، متربص ببلية تنزل عليه.
وقد اقترنت محبته صلى الله عليه وسلم بمحبة الله تعالى، وذلك يفيد التعظيم، كاقتران طاعته بطاعة الله تعالى.