القرفة والحمل ، مصطلحات وثيقة الصلة ، ففي الكثير من الأحيان تلجأ الأم الحامل إلى تناول القرفة لمساعدتها في التغلب على آلام المعدة وعسر الهضم وغيرها من الأعراض المرتبطة عادة بفترة الحمل .
والقرفة من التوابل التي تم الحصول عليها من اللحاء الداخلي لأشجار معينة. يتم استخدامه في كل من المواد الغذائية الحلوة والمالحة. وتعد القرفة منشط طبيعي للرحم ، و أنت لن تشهدي هذا التحفيز ما لم تتناولين جرعات عالية جدا منها لذلك فالقرفة معروفة أيضا أنها تستخدم في كثير من الأحيان للمساعدة في تخفيف آلام الإجهاض و لهذا السبب، فإن العديد من النساء تلجأ إلى القرفة بالتزامن مع استخدام أساليب الإجهاض الطبيعي الأخرى لطرد الطفل وإجهاضه والقيام بذلك من دون ألم هائل في هذه العملية.
و تأثير القرفة خلال فترة الحمل هو أمر قابل للنقاش لأنه يفتقر إلى الأدلة العلمية ، ومع ذلك وبرغم الفوائد المتعددة للقرفة بوجه عام ، إلا أنه من المعروف أنها قد تتسبب في عدم الراحة للنساء الحوامل ويجب عليهن تجنبها خلال تلك الفترة .
القرفة أثناء الحمل
من المعروف طبيا أن الأجنة النامية لا تملك أنظمة ناضجة التخلص من الفضلات ، مما يجعلها عرضة للسموم اليومية في الأطعمة والأدوية التي تستهلكها الأم. ، وقد أظهرت بعض الأبحاث أن خلاصة القرفة قد تزعج المشيمة، وتعرض الجنين للسموم وهرمونات التوتر من الأم ، كذلك فالمستويات العالية من الهرمونات المعروفة باسم السكرية يمكن أن تؤثر على نمو مخ الجنين وترتبط مع الاضطرابات السلوكية عند الأطفال ، ويمكن أن تؤثر على مستويات الذكاء لديهم . وأيضاً يعتبر الكومارين عنصر آخر من العناصر المكونة للقرفة وهو مضر إذا تم تناوله بجرعات كبيرة وارتبط في بعض الدراسات (وإن لم يكن بشكل ملموس) في إحداث تقلصات الرحم وتحفيز المخاض قبل الأوان. كذلك فعدم طهي القرفة يقلل من تأثير مكوناتها في تسريع عملية الإجهاض . وبدلا من ذلك، يٌنصح بتناول مكملات أو تناول الكثير من القرفة الخام فالمكملات الغذائية هي أفضل في معظم الحالات لأنها لا تأتي مع طعم قوي، والتي سوف تحتوي على كميات هائلة من القرفة. فأنت تريد أن تأخذ هذه الملاحق ببطء لضمان لم يكن لديك رد الفعل التحسسي أو المرضي في هذه العملية.
وتشير الكثير من الأبحاث أن القرفة لها تأثير قوي في حدوث الطمث ؛ مما يعني أنها محفز قوي لتدفق الدم داخل الرحم ومنطقة الحوض وتزيد من احتمالات مخاطر حدوث الإجهاض عند تناولها أثناء فترة الحمل بكميات كبيرة ، وكما تقول روز ماري إحدى طبيبات العلاج بالأعشاب في أحد كتبها ؛ بأن القرفة قد تكون مفيدة جداً في مساعدتك على تدفق الطمث عند تأخرها ، وإنما الأمر قد يكون شديد الخطورة عند تناولها خلال الربع الأول من الحمل .
ذلك أن مسحوق القرفة يمكنه أن يحفز انقباض الرحم الذي يدفع للولادة المبكرة أو الإجهاض، وهناك أيضا بلدان أخرى تستخدم القرفة كوسيلة جديدة من أجل تحديد النسل. هذا بالإضافة إلى أن مركب الكومارين الذي يدخل في مكونات القرفة يُعد مركباً ساماً على الكبد ، فالكيلو جرام الواحد يحتوي على حوالي 2100-4400 ملغ من الكومارين مما يعني أن مسحوق القرفة في ملعقة واحدة يحتوي على حوالي 5،8 حتي 12،1 ملغ من الكومارين. وعلاوة على ذلك، إذا ما تم تناول مسحوق القرفة بشكل مفرط أيضا فإنه يسبب الحساسية والإسهال والتهاب المعدة ويثبط الجهاز العصبي المركزي لبعض الناس.
وينصح للسيدات الحوامل تناول الحد الأدنى من مسحوق القرفة ( كجزء من الموناد العادية فقط ) إلى أقل من 1/2 ملعقة شاي يوميا و 100 غرام أسبوعياً . مع تجنب الاستيلاء عليها بشكل مستقل، لأنها يمكن أن تسبب تقلصات لا إرادية. كما هو الحال دائما، ويجب عليك التحدث مع الطبيب أو الأخصائي الطبي قبل استخدام القرفة أو أي عشب طبي آخر.