الخوف أمر طبيعي لدى البشر ما دام ضمن حدوده المقبولة ولم يتزايد. فإذا تزايد حدثت اضطرابات القلق مثل أنواع الفوبيا (الخوف المرضي).
وجد العلماء من جامعة إلينوي في شيكاغو بالولايات المتحدة أنَّ اضطرابات الهلع والقلق الاجتماعي والفوبيا جميعها أمراض متشابهة، سببها الخوف من المجهول. وبالنسبة إلى هؤلاء العلماء فإنّ المجهول يشكّل تهديداً غير مؤكد، وهو ما لا يمكن التنبؤ بحدوثه وشدّته وتكراره أو مدّته.
ورداً على عدم التأكيدات هذه، يطوّر بعض الأشخاص شعوراً غامراً بالخوف واليقظة المفرطة مع سلوك انسحابي. وهذا الخوف من المجهول قد يؤدي إلى اضطرابات القلق مثل القلق المزمن أو الحادّ.
الخوف من الأشياء التي لا يمكن التنبؤ بها
في الدراسة التي أجراها الباحثون، قاموا بتتبع حالات 160 مشاركاً من الفئة العمرية بين 18_ 65 عاماً. ومن بين هؤلاء المشاركين كان 25 شخصاً يعانون من مرض اكتئابي شديد، و29 شخصاً يعانون من اضطرابات القلق العام، و41 شخصاً يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي، و24 من فوبيا محددة، وأما باقي الأشخاص وعددهم 41 فلم يُظهروا أيّ علامات لأمراض نفسية.
وخضع المشاركون إلى صدمات كهربائية صغيرة على الرسغ، بعضها متوقع، وبعضها الآخر لا يمكن التنبؤ به، وكانوا يضعون قطباً قياسياً تحت العينين. واشتملت الدراسة على قياس شدّة رمشة العين وفقاً للصدمة الكهربائية المتوقعة وتلك التي لا يمكن التنبؤ بها.
الومضات التي لا يمكن التنبؤ بها جعلت العينين ترمشان بقوة أكبر لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي أو الفوبيا المحددة مقارنة بالمشاركين الذين يعانون من اضطراب اكتئابي شديد، واضطرابات القلق العام، والذين لا يعانون من أيّ اضطرابات عقلية.
وحسبما تقول ستيفاني غوركا، بروفسورة علم النفس وعلم النفس السريري في كلية الطب في جامعة إلينوي، فإنّ "هذا القلق الاستباقي هو الذي يكمن خلف جميع الاضطرابات القلقة التي مصدرها الخوف"، وتقترح أن الأدوية التي تستهدف هذه الحالة الحساسة تحديداً قد تكون فعّالة. كما تقترح البروفسورة غوركا أنه يجب فتح جميع الخدمات أو العيادات لكي تستهدف العصب البيولوجي لهذه الأمراض، بدلاً من التركيز على تشخيص محدد.