أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي إلى من عرفته مستقيماً

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:

إليك أنت.. نعم أنت وحدك يا من ترجو ما عند الله تعالى من الرضا والنعيم المقيم،

وتخاف ما أعد الله تعالى للعصاة والكافرين من النكال والهون والجحيم.

إليك إليك يا من قد ذاق قلبُه حلاوة الإيمان وتنعم بها يوماً ما من الدهر ويا من كان يتلذذ
بالمتاعب والمكاره ابتغاء رضا ربه وجنة عرضها السماوات والأرض.



إليك يا من كان ديدنه الذكر، وراحة باله الفكر، وجنته في الدنيا ترديد آيات الله تعالى
آناء الليل وأطراف النهار.


إليك يا من كان مرغماً للشيطان، لا يستطيع أن يُحصل منك أدنى اللمم فضلاً عما هو
أعظم من ذلك.


مالي أرى الفتور قد اعتراك، والإعراض قد ارتسم على تصرفاتك، والوهن قد دبّ إلى
عزيمتك التي طالما كانت مشرأبة إلى المعالي معرضة عن السفاسف.


مالي أرى الشهوات قد استعبدتك والنزوات قد تملكتك فصرت محجماً عن الخيرات،
مسارعاً إلى الشهوات معرضاً عن سُبُل الرحمات.


إلى من حاد عن صفّي ***- وولّى تاركاً كفِّي

ضللت الدرب يا صاحِ ***- وخنت العهد يا إلفي

إلى من قال لي يوماً ***- يمين الله لن أخنع
سأبقى ثابتاً دوماً ***- وللشيطان لن أركع

أتانا العلم أنكموا ***- تركتم عفة البصر

وصرتم تتبعون العين ***- منظر فاتن الصور

أراك اليوم قد خارت ***- قواك وزارك الخطل

وسرت وراء شيطانٍ ***- بزي الإنس يستتر

أتراك قد اكتشفت أن التزامك واستقامتك وطاعتك لربك كانت خطأً فاخترت الطريق الآخر

- طريق الغواية والمعصية والانتكاس - لتصل إلى جنة الفردوس؟!


أم تراك قد استبعدت الطريق واستبطأت النصر فسرت في ركاب الساهين اللاهين عبدة
أهوائهم الذين لا همّ لهم سوى أنفسهم غير آبهين بدين الله ولا بدعوة رسول الله إلى من عرفته مستقيماً.


أم تراك قد أعجبك طريق الضلالة والنكسة الذي سلكه المرتدون بعد وفاة الحبيب إلى من عرفته مستقيماً، وسلكه بعدهم من ختم الله على قلوبهم وكره انبعاثهم فثبطهم.


أم تراك قد نسيت الموت وسكراته، والقبر وظلماته، ويوم القيامة وروعاته، والصراط
وزلاته، وعذاب جهنم ولوعاته وحسراته. أعيذك بالله تعالى من ذلك كله.


وأعيذك بالله أيضاً من أن تكون ممن قال الله تعالى فيهم: إلى من عرفته مستقيماً وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ
آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ إلى من عرفته مستقيماً [الأعراف:175].


فالسعيد من وعظ بغيره لا من اتعظ به غيره.


استسمحك العذر - يا رعاك الله - لقسوة كلماتي معك ولكنه الحب الذي أكنّه لك في
صدري، وخوفي عليك من سوء الخاتمة - هما اللذان أحرقا قلبي وفطرا كبدي كلما رأيتك
بهذا الوضع المزري الذي يسر العدو - عدوك الأول: الشيطان وأعوانه من أعداء الله

تعالى ويحزن الحبيب والصديق.

فهل من عودة إلى الله قبل الموت، هل من أوبة أيها المبارك إلى روضة الطاعة وحياض

التوبة والإستقامة والندم حيث الراحة وتعقبها الرحمة.


إلى من عرفته مستقيماً وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ إلى من عرفته مستقيماً [آل عمران:135] فأبشر

ياعبدالله، فإن لك رباً واسع المغفرة باسطاً يدية بالرحمة بالليل والنهار.

واسأل الله تعالى الهدايه من قلبك بصدق، فهذا حبيبك المعصوم إلى من عرفته مستقيماً يسأل ربه الهداية
ويقول: { اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى }، وكان يرشد إلى ذلك، كما
أرشد سبطه الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى أن يدعو في القنوت ويقول: { اللهم

اهدني فيمن هديت }. وكان يستعيذ بالله من الضلالة بعد الهدى.


قم في ظلام الليل وانطرح بين يدي الرؤوف الرحيم واسأله المغفرة والرحمة، والعون
والتسديد.

اعترف بذنبك، وابك على خطيئتك وتقصيرك، واسأل المولى أن لا يخزيك يوم الفزع

الأكبر، وأن يبيض وجهك أذا اسودت وجوه العصاة والكافرين.


ابدأ صفحة جديدة بيضاء مع الله تعالى بالطاعة والإنابة الحقة إلى من عرفته مستقيماً وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ

يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ إلى من عرفته مستقيماً [الكهف:28] واصرف وجهك عن قرناء
السوء، ورفقة الرخاء الذين لا يأبهون بك أفي نعيم صرت أم في جحيم، بل فوق ذلك هم
يسألون الله تعالى أن يزيد قرناءهم عذاباً فوق عذابهم إلى من عرفته مستقيماً قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ




عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ إلى من عرفته مستقيماً [ص:61].


انفض عنك غبار القعود والحق بركب النجاة السائر إلى الله تعالى.

فهذه أمتك الموتورة الثكلى تنتظرك، وتنتظر جهدك وعطاءك، ففيك يابن الإسلام كوامن

الخير الدفاقة ومتابعة الرقراقة، قَعُد يا أخي الحبيب عوداً حميداً رشيداً إلى الله تعالى
لتتفجر ينابيعك الخيرة، ولتكون لبنة إصلاح في بناء الأمة السامق.


بعض الأسباب المعينة على الثبات والإستقامة بإذن الله تعالى:

1
ـ الدعاء الصادق ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ).

2
ـ البحث عن صحبة طيبة صالحة تعين على طاعة الله.

3
ـ البعد عن كل صحبة سوء ولو كانوا من الأقارب.

4
ـ الإعتناء بكتاب الله تعالى تلاوةً وحفظاً وتعليماً لمعانيه وأحكامه فهو دواء القلوب
العليلة.

5
ـ المحافظة على الفرائض وما يتبعها من النوافل.

6 ـ طلب العلم الشرعي وحضور مجالس الذكر والعلم.
7

ـ الخوف من الذنوب وتبعتها إذ هي سبب سوء الخاتمة.

8
ـ قراءة الكتب النافعة والدوريات العلمية والدعوية الطيبة بدلاً من بعض الصحف
والمجلات الهابطة.

9
ـ غض البصر: ففيه راحة القلب وحلاوة الإيمان.

10 ـ تذكر عداوة الشيطان لك في كل لحظة وأنه يريد إغواءك لتكون من حزبه الهالكين

الخاسرين نعوذ بالله منه.


وأخيراً...
فهذا كلمات قاسية، ولكنها صادقة، جاد بها قلبي قبل قلمي شفقة عليك يا أخي الحبيب... وخوفاً عليك من نار وقودها الناس والحجارة علها أن توافق قلباً منشرحاً

وسمعاً متفتحاً فتصل إلى بغيتها.

أمين الغنام
دار القاسم





#2

افتراضي رد: إلى من عرفته مستقيماً

اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد .بارك الله فيك ونفع بك .في ميزان حسناتك ان شاء الله .مشكوووورة.
#3

افتراضي رد: إلى من عرفته مستقيماً

بارك الله فيكى غاليتى
إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#4

افتراضي رد: إلى من عرفته مستقيماً

بارك الله فيكى

#5

افتراضي رد: إلى من عرفته مستقيماً

جزاكي الله خيرا حبيبتي

إظهار التوقيع
توقيع : جنا حبيبة ماما
#6

افتراضي رد: إلى من عرفته مستقيماً

جمال اوى
#7

129862 رد: إلى من عرفته مستقيماً

جزآآكي الله خيرآآ
وجعله في ميزآآن حسنآتكي
ربنآآ يسعدك يآآ غآليةة

إظهار التوقيع
توقيع : نسيم آڸدکَريآت



الساعة الآن 05:15 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل