قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إماطة الأذى عن الطريق صدقة ... ) [ صححه الألباني ]
و قال أيضا : (سِبَاب المسلم فسوقٌ و قتله كفر ) [ رواه البخاري ]
يقول أحد الشعراء قديماً :
إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى *** و حظك موفور و عِرضك صينُ
لسانك لا تذكر به عورة امرئ *** فكُلُّكَ عورات و للناس ألسنُ
و عينُك إن أبدت إليك معائباً *** لقومٍ فقل : يا عين للناسِ أعينُ
ما هو الأذى ؟؟ كلمة الأذى يُراد بها ما يؤذي الناس و يلحق بهم ضرراً ماديا أو معنوياً.. و قد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم في قوله ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده ) [ متفق عليه ] ما هو كف الأذى ؟ و كيف نكف الأذى ؟
كف الأذى هو اجتناب كل ما يؤذي الإنسان قولا او عملا في بدنه او شرفه او دينه .. كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( كل المسلم على المسلم حرام دمه ، و ماله ، و عرضه ) ..
مظاهر الأذى في المجتمعات من المهم أن نعرف ما هي مظاهر الأذى حتى نجتنبها..
أولاً : بالقول
و هو الأذى باللسان كالغيبة و النميمة و الشتم ، و شهادة الزور ، و السخرية و التنابز بالألقاب (قال تعالى : وَ لَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الإِيْمَــــانِ) ..
ثانيا : بالفعل
كالقتل و الضرب و الغش و أكل المال بغير حقٍّ (السرقة)
ثالثا : كالحسد و البغض ..
كفوا الأذى يا مسلمين إن للمسلم عند الله حرمة و قدرا
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم )
و قال أيضا : (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
فإن لم يحب المسلم السرقة لنفسه فعليه ان لا يحبها لاخيه..
و ان لم يحب ان يقتل فعليه ان لا يحب القتل لاخيه
يقول أيضا -صلى الله عليه و سلم- : (من دعا رجلا بالكفر او قال يا عدوَّ الله و ليس كذلك إلا حار عليه [رجع عليه الاتهام])
و يقول –صلى الله عليه و آله و سلم- : (الإيمان بضع و سبعون شعبة..فأفضلها قول لا اله الا الله ، و أدناها إماطة الأذى عن الطريق ، و الحياء شعبة من الإيمانِ ..) [رواه البخاري و مسلم]
ثمار كف الأذى من ثمار كف الأذى أن المحبة و الألفة تنتشر بين المسلمين و ينتشر التعاون بينهم.. و تطهر جوارح و نفس المسلم من المعاصي و الذنوب.. و نيل رضا الله تعالى ..
كما أن الله يمنح سيجزي المحسنين ..(وَ هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إلَّا الإِحْسَانْ)[سورة الرحمان]
و المسلم بكفه الأذى يجعل مقامه بين الناس يرتفع .. و بذلك ايضا يتفرغ لطاعة الله .. فلا يبقى منشغلاً بأذية هذا و ذاك ..