الإرهاق في العمل، متلازمة يعانيها الملايين حول العالم، وهي تقوم باستنزاف القوى الجسديّة والنفسيّة للأشخاص، وعلاجها يعتمد على التشخيص الصحيح.
قد يكون من الصعب تحديد أرقام الأشخاص الذين يعانون نفسيًّا في العمل، الأمر الذي يعدُّ بمثابة القاتل الصامت في العالم، حيث إنّ فكرة الإرهاق تبقى أمرًا مفتوحًا للنقاش.
وتعرّف الهيئة العليا للصحة في فرنسا، على سبيل المثال، الإرهاق، بأنّه "متلازمة حقيقيّة، تؤدي إلى استنزاف جسديّ وعاطفيّ وعقليّ شديد، سببه الانهماك لفترة مطولة في ظروف متطلّبات العمل الملح". وإذا كان الأمر يتطلب العلاج الطبيّ المناسب، فإنّ من الصعب في واقع الأمر، إجراء التشخيص المناسب.
تحديد العلامات من أجل تشخيص أفضل
من أجل اكتشاف الإرهاق وتحسين عمليّة التشخيص، وضعت الهيئة العليا للصحة، مجموعة متنوعة من الأعراض المحتملة، والتي تشمل: الاضطرابات العاطفيّة (القلق، والحزن، والحساسية الشديدة، وانعدام الانفعال) والاضطرابات السلوكيّة أو الشخصيّة (العزلة الاجتماعيّة، والعدوانيّة، والسلوك العنيف، وانعدام التعاطف، والسلوك الإدماني)، واضطراب العوامل المحفّزة (عدم المشاركة، وانخفاض المهنيّة، وانخفاض التقييم)، والعوارض الجسديّة (اضطرابات النوم، واضطرابات في الجهاز العظمي والعضلات، وفي الجهاز الهضمي). وبعد تحديد أيّ من هذه العوارض، واستبعاد فرضيّة الإصابة بمرض جسدي فعلي، سوف يتوجّب بعد ذلك تقدير شدّة الإرهاق.
بالإضافة إلى هذه الملاحظات الأوليّة، تنصح الهيئة العليا للصحة، الأطباء، بتحليل ظروف العمل ال
محيطة كذلك (صعوبة العمل، وتنظيم العمل، والمتطلبات العاطفيّة، والاستقلاليّة الذاتيّة، وحيز المناورة، والعلاقات في العمل، وتضارب القيم، والأمان الوظيفي)، وكذلك التاريخ الشخصيّ والعائلي، بما في ذلك علامات سابقة على وجود الاكتئاب، والأحداث التي مرّت بالحياة الشخصيّة للفرد، والدعم العائلي والعلاقات في العمل.
إدارة الإرهاق
توصي الهيئة العليا للصحة كذلك، باللجوء إلى العلاج المفصّل شخصيًّا، من دون الاستخدام الممنهج لمضادّات الاكتئاب. وقد توصف أدوية مضادات الاكتئاب، إذا ارتبط الإرهاق باضطرابات أخرى مثل: القلق والتوتر والاكتئاب.
وفي حالات التوقف عن العمل، فإنّ اللجوء إلى العلاج النفسي، أو تدخّل الاخصائي النفسي، في الحالات المعقّدة أو الشديدة، يكون من الحلول الممكنة للسيطرة على الحالة، بحسب "توب سانتيه".