سوء الظن يعد من إحدى الآفات الاجتماعية السلبية والمنتشرة في العديد من المجتمعات الإنسانية وهو ذلك التصور الخيالي المبني على عدم وجود أدلة أو قرائن واضحة عليه أي أن سوء الظن هو تلك الأفعال أو الأقوال التي تصدر من الآخرين دونما التأكد من صحتها بما يترتب على هذا التفكير والظن السيئ بالآخرين من أثار سلبية والتي تعود في انعكاساتها على الشخص وأيضاً المحيطون به وهي تؤدي إلى زعزعة العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص بعضهم البعض أو قطع تلك الصلات والروابط الاجتماعية سواء كانت مع الأقارب أو الأصدقاء أو زملاء العمل وغيرهم من الأشخاص المحيطون بالإنسان وبالتالي يكون تأثيرها الشامل على المجتمع من تدمير وتفكك واستحالة للنهوض به ، حيث كان سوء الظن من أهم ما أبتلي به العديد من البشر على مر العصور والأزمنة إذاً فبالإمكان أن يتم تعريف سوء الظن بأنه هو مظنة الشر بالآخرين وتغليبها على ظن الخير بهم أي امتلاء النفس بالظنون السيئة بالناس وفي العادة ما يكون سوء الظن هو إحدى العادات المذمومة والتي حث الدين الإسلامي عن البعد عنها واجتنابها لما لها من أضرار وأبعاد شديدة السلبية على الأفراد وبالتالي على المجتمع ككل .
أقسام سوء الظن :-
تم تقسيم سوء الظن إلى قسمان أساسيان وكلاهما من الكبائر في الدين الإسلامي وهما :-
أولاً :- سوء الظن بالله جل علاه :- وهو ذلك النوع من الظن الذي لا يليق بالمولى سبحانه وتعالى كان يظن الإنسان في نفسه أن الله عز وجل لن يغفر له ذنوبه ولن يصفح عنه أو يتقبل توبته ، حيث يدخل سوء الظن هنا من ضمن ذلك النوع من الظنون التي هي مخالفة لكمال القدرة الإلهية وصفة الرحمة الربانية وهو من أكبر أنواع الذنوب لأنه يعد يأساً وقنوطاً وظناً لا يليق بمكانة الله جل شانه وبواسع رحمته وكرمه لعباده رغم ذنوبهم وأثامهم .
ثانياً :- سوء الظن بالمسلمين :-
وهو ذلك النوع من الظنون التي لا تقبل ومما يعاقب فاعليها عليها لكونها من أنواع الكبائر إذ يقوم الفرد بإلصاق التهم والشرور بأخيه لمجرد وجود خيالات أو أوهام داخله غير حقيقية أو مؤكدة على ذلك الظن ، حيث سيكون من نتائجه أن يحمل الشخص المسيء الظن على بغض واحتقار وكراهية من أساء الظن فيه وبالتالي تنتشر البغضاء والكراهية وعوامل التفرقة بين أفراد المجتمع الواحد .
الآثار السلبية لسوء الظن :-
يوجد العديد من تلك الأضرار والآثار السلبية الواقعة على الفرد والمجتمع جراء الظن السيئ ومنها :-
أولاً :- إحساس الإنسان بالخوف والريبة الدائمة من الآخرين وذلك راجع إلى اعتقاده السيئ فيهم ومع الوقت يتمكن ذلك الشعور الخاطئ من الإنسان ويجعله يفضل الانطوائية والانعزالية عن الأشخاص الآخرين حوله .
ثانياً :- يعد سوء الظن أحد أبرز المسببات للمشكلات العائلية ، حيث أن الظن السيئ من جانب أحد الزوجان في الأخر ينتج عنه غضب فيقع النزاع وربما يصل الأمر إلى الافتراق في بعض الأحيان نتيجة لمجموعة من الظنون السيئة التي لا صحة لها .
ثالثاً :- سوء الظن هو من أحد الأسباب المؤدية إلى مرض القلوب وامتلاءها بالمشاعر السيئة الناتجة عن تلك الظنون في حق الآخرين وبالتالي يصبح الإنسان لا يشعر بمشاعر الآلفة والحب تجاه الآخرين .
رابعاً :- سوء الظن عبر التاريخ الإنساني كان دافعاً أساسياً للعديد من الأفعال والجرائم المدمرة على المجتمعات والتي كانت نتاجاً من الظنون السيئة بالآخرين وتحت ذريعة حماية النفس من شرهم المحتمل .
كيفية التخلص من سوء الظن :-
يوجد العديد من الطرق والأساليب التي تعمل على تخليص الإنسان من تلك الآفة المدمرة وهي سوء الظن ومنها :-
أولاً :- اللجوء إلى المولى عز وجل والدعاء والتضرع له ليساعده على التخلص من تلك الأفكار والظنون السيئة التي يتخذها الشيطان فرصة ذهبية يستطيع من خلالها النفاذ إلى النفس البشرية .
ثانياً :– أن يحب الإنسان للآخرين ما يحبه لنفسه وأن يكره لهم ما يكرهه لنفسه ، حيث سيشكل ذلك المبدأ لديه حائطاً منيعاً له من الوقوع في الظن السيئ بالآخرين .
ثالثاً :- عدم اتخاذ الأحكام أو القرارات المسبقة في حق الآخرين وأن تكون بعد أن يتم التأكد بشكل قاطع وعن طريق الكثير من الأدلة الكافية على إدانة أي شخص وعدم الاعتماد والاكتفاء على السمع أو الوشاية من الآخرين .
رابعاً :- ادراك الإنسان لمخاطر سوء الظن وما قد يترتب عليها من أبعاد سلبية وأضرار سواء على الشخص نفسه أو على المجتمع الذي يعيش فيه والتفكير في العقاب الإلهي الذي سوف يناله جراء سوء ظنه بالآخرين .
خامساً :- أن يحرص الإنسان على الابتعاد عن مجالس وأحاديث الغيبة للآخرين لأنها من إحدى مسببات سوء الظن بهم نتيجة ما يسمعه الإنسان من أحاديث عنهم ومن الممكن أن يكون أغلبها غير صحيح .