كان هناك رجل قد كبر كثيرا فى السن و كان صاحب شركة كبيرة و اراد ان يتنحى عن ادارة الشركة و ان يزرع فيها دماء شابة جديدة من بعده . لم يرد ان يتركها لورثتة و اولادة فعلى العكس أراد الرجل ان يجعل من يدير الشركة من بعده احد مسئولى التنفيذ فى الشركة . و هكذا قام الرجل باستدعاء جميع المسئولين التنفيذيين فى الشركة و طرح عليهم قراره قائلا : انه سوف يتنحى عن ادارة الشركة و رئاسة مجلس الادارة و سيعين من بعده احدهم كرئيس تنفيذى للشركة من بعدة . وقف الجميع فى اندهاش يستمعون الى قرارة . فاستطرد المدير قائلا : ولكن هناك شرطا واحدا لتعيين احدكم مديرا من بعدى , سوف اعطيكم جميعا بذرة واحده و اريد منكم ان تعتنوا بها لمدة عام كامل , و العام القادم فى مثل هذا اليوم سنتقابل جميعا هنا و من سيأتينى بنبتة صحيحة سوف يكون هو المدير التنفيذى للشركة .
و بالفعل تم توزيع البذور على جميع المسئولين التنفيذيين و فى المساء ذهب الجميع الى منزله و بدأ بالاهتمام ببذرته و العمل على نموها و تكبيرها . اهتم الجميع بالبذرة خير اهتمام و بعد فترة بدأ الجميع بالحديث عن نبتته الجميلة و كيف نمت و اصبحت زهرة جميلة قوية الا شخصا واحدا يدعى احمد فرغم اهتمامة ببذرتة بمساعدة زوجته الا ان بذرتة ظلت كما هى لا تنمو ولاتكبر . كان احمد شديد الحزن لان بذرته لم تنمو و كان زملائة يوميا يتحدثون عن جمال نبتتهم .
و بعد مرور عام كامل توجه الجميع الى غرفة الاجتماعات فى انتظار المدير و كان احمد شديد الخجل فقد ذهب بوعائة فارغ و بذرته لم تنمو على الاطلاق و لكن زوجته كانت قد نصحته بعدم الغش و الكذب على المدير وان الصدق افضل من الحصول على الرئاسة التنفيذية للشركة . و جاء المدير وكان احمد واقف بعيدا يحاول ان يختبئ من نظرات زملائة الساخرة فبينما جاء الجميع بنبتات و زهرات جميلة الشكل و قوية كان هو يقف بوعائة الفارغ فى حزن و خجل . نظر المدير الى احمد مبتسما و قال ماذا حدث لبذرتك ؟ ألم تهتم بها ؟! قال احمد فى حزن : والله لقد اهتممت بها كثيرا و ساعدتنى زوجتى و كنا نسقيها و نراعيها ليل نهار و لكن دون فائدة فهى لم تنمو ابدا .
ابتسم المدير و طلب من الجميع الجلوس فيما عدا احمد ثم استطرد و هو يشير بيده الى احمد فى فخر : أقدم لكم المدير التنفيذى الجديد للشركة !
اندهش الجميع فكيف يكون احمد الذى فشل فى الاعتناء ببذرته هو المدير التنفيذى ؟! جاوب المدير على تساؤلاتهم قائلا : لقد قمت بتوزيع بذور فاسدة عليكم جميعا , بذور لا يمكنها النمو على الاطلاق . جميعا قد حاولت الغش و الكذب و قمت بتبديل البذرة بنبات جميل و لكن احمد هو الوحيد الصادق الذى لم يحاول خداعى و نجح فى الاختبار فهنيئا له جزاء صدقة .
العبرة من القصة : الصدق منجى . الصدق خير طريق لبلوغ هدفك و غايتك فأنت لا تحتاج الى الغش و الخداع لذلك لان الكذب يؤدى بك الى الهلاك و يغضب الله عز و جل .