أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي العفو عن الناس سبيل المحسنين

العفو عن الناس سبيل المحسنين


العَفُوُّ من أسماء الله الحسنى:
قال الله تعالى:
{إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء:149]،
وقال سبحانه: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لعَفُوٌّ غَفُورٌ} [الحج:60].

العفو عن الناس سبيل المحسنين


الفرق بين العفو والغفران:

يَتَمثَّلُ الفرقُ بين العفو والغفران في أمور عديدة أهمها: - أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب ونَيْلُ الثواب، ولا يستحقه إلا المؤمن، ولا يكون إلا في حق الله تعالى. أما العفو فإنه يقتضي إسقاطَ اللَّومِ والذم، ولا يقتضي نيل الثواب ويُستعملُ في العبد أيضًا. العفو قد يكون قبل العقوبة أو بعدها، أما الغفران، فإنه لا يكون معه عقوبة ألبَتَّة، ولا يُوصفُ بالعفو إلا القادرُ عليه. في العفو إسقاط للعقاب، وفي المغفرة سَتْرٌ للذنب وصون من عذاب الخزي والفضيحة (نضرة النعيم).

الفرق بين الصفح والعفو:

الصفح والعفو متقاربان في المعنى فَيُقالُ صَفَحْتُ عنه أَعْرَضْتُ عن ذنبه وعن تَثْرِيِبِهِ، إلا أن الصفح أبلغ من العفو، فقد يعفو الإنسان ولا يصفح، وصَفَحْتُ عنه أَوْلَيْتُهُ صَفْحَةً جَمِيلَةً (نضرة النعيم).


[IMG]https://**- /v/t31.0-8/22219955_1493743657369019_4225234901850884208_o.jpg?oh=dedb820937f3e9a647c44e6511d9fc58&oe=5A403A33[/IMG]


العفو عن الناس وصية رب العالمين:

حثنا الله تعالى في كتابه العزيز على العفو عن المخطئين، وذلك في مواضع عديدة، وسوف نذكر بعضها فيما يلي: قال الله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء:149] قال ابن كثير عند تفسيره لهذه الآية الكريمة: "إن تظهروا أيها الناس خيرًا، أو أخفيتموه، أو عفوتم عمن أساء إليكم؛ فإن ذلك مما يقربكم عند الله ويجزل ثوابكم لديه، فإن من صفاته تعالى أن يعفو عن عباده مع قدرته على عقابهم ولهذا قال: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا}" (تفسير ابن كثير).


وقال الله تعالى لنبيه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران:159].



وقال سبحانه: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى:40]. قال ابن جرير الطبري عند تفسيره لهذه الآية: "فمن عفا عمن أساء إليه، إساءته إليه، فغفرها له، ولم يعاقبه بها، وهو على عقوبته عليها قادر، ابتغاء وجه الله؛ فأجر عفوه ذلك على الله، والله مثيبه عليه ثوابه" (تفسير الطبري).



وقال سبحانه لنبيه: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199]. قال ابن جرير: "خذ العفو من أخلاق الناس، واترك الغلظة عليهم، وقد أُمر بذلك نبيّ الله في المشركين" (تفسير الطبري).



عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: "قَالَ النَّبِيّ: «مَا أَحَدٌ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى سَمِعَهُ مِنْ اللَّهِ؛ يَدَّعُونَ لَهُ الْوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ»" (البخاري).

العفو عن الناس سبيل المحسنين


نبينا يحثنا على العفو عن الناس:

نبينا حثنا على العفو عن المخطئين في كثير من أحاديثه الشريفة،
وسوف نذكر منها ما يلي:
* عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «إِنَّ الأَنْصَارَ كَرِشِي وَعَيْبَتِي جماعتي وخاصتي الذين أثق بهم، وَإِنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ وَيَقِلُّونَ فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ» (مسلم).
* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «تَعَافُّوا الْحُدُودَ فِيمَا بَيْنَكُمْ، فَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ؛ فَقَدْ وَجَبَ» (حديث صحيح، صحيح أبي داود للألباني).
* عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ، فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ نَعْفُو عَنْ الْخَادِمِ؟" فَصَمَتَ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلامَ، فَصَمَتَ، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ قَالَ: «اعْفُوا عَنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً» (حديث صحيح صحيح أبي داود للألباني).
* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ» (مسلم).

العفو عن الناس سبيل المحسنين

من أقوال السلف الصالح في العفو عن الناس:

* أبو الدرداء، سُئل أبو الدرداء رضي الله عنه عن أعز الناس؟
قال: "الذي يعفو إذا قدر، فاعفوا يعزكم الله"
(إحياء علوم الدين للغزالي).
* علي بن أبي طالب، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
"إذا قدرت على عدوك، فاجعل العفو عنه، شكرًا للقدرة عليه"
(المستطرف للأبشيهي).
* معاوية بن أبي سفيان، قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: "عليكم بالِحلْم والاحتمال حتى يُمْكِنُكُمُ الفُرصةُ، فإذا أمكنكم؛ فعليكم بالصفح والإفضال"
(إحياء علوم الدين للغزالي).
* الحسن البصري، قال الحسن البصر رحمه الله:
"أفضلُ أخلاق المؤمن العفو"
(الآداب الشرعية لابن مفلح الحنبلي).
* سعيد بن المسيب، قال سعيد بن المسيب رحمه الله:
"ما من شيء إلا والله يُحبُّ أن يُعفَى عنه ما لم يكن حدًّا"
(موطأ مالك، كتاب الأشربة).
* الأحنف بن قيس، قال الأحنف بن قيس رحمه الله:




"إياكم ورأي الأوغاد، قالوا وما رأى الأوغاد؟
قال الذين يرون الصفح والعفو عارًا"
(المستطرف للأبشيهي).

طريق الاسلام


العفو عن الناس سبيل المحسنين



#2

افتراضي رد: العفو عن الناس سبيل المحسنين

بارك الله فيكي


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
فضائل شعبان وبعض أحكامه نسيم آڸدکَريآت المنتدي الاسلامي العام
نظرات غير عادله نظرات اليمه هبه شلبي منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
[قصص وعبر] كلام الناس ...(قصه قصيره فيها موعظه) صفاء الحياة قصص - حكايات - روايات
اصناف الناس .. كيف نتعامل معهم ؟ سحورة الامورة حوارات اجتماعية مفتوحة
فشيله الناس وش بيقولون ! ~ I dO nOt CaRe المنتدي الادبي


الساعة الآن 10:28 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل