" الجزء الأول "
" إلى الشخص الذي يتخطى حاجز الخوف بهدف التفوق .. إحذر هُناك من ينتظرك من أضرار .. لا تتخلص منها ، فبعضها قد يكون مُفيدًا لأفكارك .. "
" 1 "
الليل ، والظلام يسودان في منقطةٍ ما ، وصوت خطوات خالد ، وسامح .. يتقدم خالد عند سامح ببضع خطوات .. يمشي خالد وراءه .. يحمل حقيبة بها ملابسه ، وينظر حوله في كل مكان .. لا أشخاص في هذا الشارع .. لا محلات .. لا أشجار .. المكان شبيه بالصحراء .. فقط بعض العمارات الموجودة على جانب الشارع .. على الجانب الآخر بيت واحد فقط به نوافذ ، وهناك شُرفة .. باب في منتصف البيت تمامًا وأمام هذا البيت شجرتان .
يقف سامح أمام بوابة البيت الذي سيسكن فيه خالد .. كان خالد ينظر لهذا البيت المهجور الذي أمام بيته ، وقلق منه .
• سامح .. ما هذا البيت ؟!
• هذا بيت مهجور ولم يسكن به أحد مُنذ سنين .. لا تقلق لا يوجد أحد بهذه المنطقة تمامًا
أومأ خالد رأسه بمعنى " نعم " .. يصعدا هما الإثنان على السلم .. كانت العمارة تتكون من أربع طوابق .. خالد يسكن في الطابق الثالث من العمارة .. يفتح سامح باب الشقة ، ويدخلا .. الشقة واسعة جدًا يوجد بها أريكة .. شاشة عرض كبيرة أمامها .. منضدة ..غيره .. الشقة مثلها كمثل أي شقة كبيرة ، وفخمة ... تتكون الشقة من ثلاث غرف .. يدخل خالد غرفته الذي سينام فيه بها سرير .. دولاب .. مكتب .. بها شُرفة تطل على الشارع .. يقول خالد فارحًا :
• الشقة رائعة جدًا ... ولكن هل أنت واثق من أن المنطقة خالية من السكان تمامًا ؟ .. انا قلق بشأن هذا الشارع .
• لا تخاف يا خالد .. لا يوجد أحد في هذا الشارع .. ولكن حرام أن تترك والدك وحده .
• أنا لم أتركه .. لقد إستأجرت هذه الشقة من أجل النساء فقط لا غير .. أريد أن أعيش فترة شبابي بصدق .
كان خالد سعيد بهذه الشقة ، تركه سامح بعد أن تأكد خالد من عدم وجود أي شخص في العمارة أو المنطقة .. يتصل خالد بفتاة يعرفها كي تأتي له ، ويصف لها العنوان .
خالد ، وسامح صديقان في كلية التجارة .. مثلهما كمثل شباب مِصر سيتخرجان من هذه الكلية ، ويجلسا على القهوة كباقي المصريين .. خالد ليس لديه أي أحلام في حياته .. لا أهداف .. يعشق الفتيات .. كل يوم مع فتاة .. إستأجر خالد هذه الشقة كي تكون له حياته الخاصة بعيدًا عن تصرفات أبيه ، وتحكم أبيه فيه .
ينتظر خالد الفتاة التي ستأتي له بعد مُنتصف الليل ; ليقضيا ليلة سعيدة .. يضع خالد كُل شيء يحتاجه على المنضدة " الشراب .. السجائر .. العشاء ... "
يرن جرس الباب ، ويذهب لفتحه ، وفي يده سيجارة .. تدخل الفتاة التي كان ينتظرها ، ويغلق الباب جيدًا تجلس الفتاة في الصالة على الأريكة أمام شاشة العرض ، ويشاهدا فيلم أجنبي ، ويدور بينهما الحديث ، ويضحكا ، وفجأة ! ... يرن جرس الباب ... يخاف خالد بشدة ، وينهض لفتح الباب . دقات قلب خالد تتسارع في كُل خطوة ، وأسئلة تدور في عقله ، وتذكر بأن سامح قد نسي شيئًا ما ، وجاء لأخذه ، أو ربما جاء ليرى الفتاة التي معه .. يفتح خالد الباب ، ويرى فتاة أخرى .. كانت جميلة جدًا .. رقيقة في حديثها .. شعرها الناعم القصير .
يقطع تفكيره صوتها ، وهي تقول :-
• أنا آسفه .. مُمكِن لو سمحت مُصباح كهربي لأن النور انقطع من شقتي في الأسفل ، وهُناك مُشكلة في الكهرباء .
يدخل خالد ، وترى الفتاة ، وهي واقفة على الباب الفتاة التي معه ، وهي تجلس على الأريكة ، وملابسها القصيرة ، وتشرب كوب به خمر ، وفي يديها سيجارة .. يأتي لها خالد ، ويُعطي لها المصباح الذي وجده في غرفته ، ثم يغلق الباب جيدًا .. يدخل مرة أخرى للفتاة التي معه ، ويدور بينهما الحديث ، والضحك من جديد ، ثم يدخلا الغرفة ، وقبل أن يحدث بينهما أي شيء .. يسمعا صوت صراخ لفتاة ما .
***
يخاف خالد كثيرًا ، والفتاة التي معه تُمسك به .. يقول خالد خائفًا :-
• لا بد من أنه يومًا أسود .
يدخل خالد الشُرفة ، ويقف خائفًا .. لا يرى أي شيء .. يرى البيت المهجور أمامه ، ولا يوجد أحدًا في هذا الشارع .. يدخل خالد مرة أخرى للفتاة ، ويجدها تأخذ أشياءها ، وتدخل سريعًا .. حاول خالد أن يتكلم معاها ، ولكنها رفضت بشدة ، وخافت من هذا المكان .
يدخل خالد غرفته ، وهو يدعو على سامح ، ويقول بشكل كوميدي :-
• حسبي الله ، ونعم الوكيل فيك يا سامح .
ينام خالد بصعوبة في هذه الليلة ; لأنه أول مرة ينام في مكان غير بيت أبيه ، وبسبب البيت المهجور الذي رآه ، صوت الصراخ الذي قد سمعه مُنذ قليل
***
يستيقظ خالد على صوت المُنبه في الساعة السادسة صباحًا ، ويحاول أن يضع يديه على وجهه بسبب نور الشمس الذي يأتي من الشُرفة المفتوحة ..
يذهب للحمام ، ثم يأتي لغلق الشُرفة ، ويقف في الشُرفة قليلاً ، ثم يرى شيئًا غريبًا لا يُصدق .. مُندهش تمامًا من هذا .. عقله رافض الإستجابة أو التفكير ، ويتأكد عدة مرات من أنه إستيقظ وأنه الآن في الواقع بعيدًا عن الأحلام ، وفي عقله يدور سؤال واحد فقط : " أين البيت المهجور ؟! "
" 2 "
يجري خالد مُسرعًا مُتجهًا نحو غرفته ... ويبحث عن تليفونه ، ثم يتصل بسامح
• ألو .. سامح .. احضر هُنا اللآن .. أرجوك .
• ماذا يحدث يا خالد ؟
• قُلت لك أن تأتي الآن .. هُنا مُصيبة .
يقلق سامح مِن طريقة حديثه في هذه المكالمة ، وخروج كلماته بخوفٍ شديد
يذهب سامح إلى بيت خالد .. صوت خطوات سامح .. وصعوده على سلم العمارة .. يرن سامح الجرس .
يقفز خالد من مكانه من شدة خوفه .. يتجه نحو الباب ، ويُبعد المكتب الذي جاء به من الغرفة .. وضعه وراء الباب من شدة خوفه .. يفتح خالد الباب بعد أن تاكد أنه سامح .. يدخل سامح .. يغلق خالد الباب جيدًا ، ويضع المكتب مرة أخرى وراء الباب .. يُمسك خالد بسامح من يديه ، ويدخل به إلى الغرفة ، وسامح مُندهش من الذي يفعله ، ولا يفهم شيئًا .. يجلسا على السرير ، ويقول سامح بإندهاش :-
• ما بِك يا خالد !! .. لماذا تفعل كُل هذا ؟!
• أنت لم تُلاحظ أي شيئًا غريبًا وأنت أتٍ إليِّ ؟
• لا .. لماذا !!
• البيت المهجور الذي أمام العمارة الذي قُلت ليِّ أنه لم يسكن به أحد .
• نعم .. لم يسكن به أحد مُنذ سنين .. لقد تأكدت من ذلك .
• لا .. هُناك من يسكن به .
• مَن ؟!
• العفاريت ، والجان ( قالها خالد بصوت مُنخفض ) .
يصمت سامح للحظات ، وينظر لخالد ، ثم يقول :-
• نعم !! .. عفاريت !! .. يبدو أنك عشت ليلة أمس بصدق تمامًا .
• لم أستطع أن أفعل شيئًا أمس .. سأحكي لك كُل شيء .
***
يجلسا هُما الإثنان على السرير .. سامح مُندهش ، وغير مُصدق بعد أن حكي خالد له كُل شيء حدث في الليلة الماضية .
يقول سامح بإندهاش شديد :-
• هل أنت مجنون يا خالد ! .. أنا لا أصدق هذه التخاريف .
• إن لم تصدقني فبوسعك اللآن أن تخرج للشُرفة وترى أن البيت غير موجود بالفعل .
يخرج سامح للشُرفة بالفعل ، ويقف مُندهشًا ، وغير مُصدق ، ويحاول البحث عن هذا البيت ، وينظر في الشارع في كُل إتجاه ، وأن حديث خالد صحيح بالفعل ، ومكان البيت فارغ .
يدخل سامح الغرفة ، ويقف ينظر طويلاً لخالد ، ثم يقع على الأرض فاقد الوعي .
يحاول خالد إيقاظه بالماء ، والروائح الجميلة .. يستيقظ سامح .. ينهض خائفًا ، وهو يقول :-
• سنترك هذا المكان اللآن .
• لا
• ماذا ! .. هل تتمنى أن تكون قردًا أو حمارًا .. هؤلاء عفاريت ، وليس بإنس مثلنا .. سيقضوا علينا تمامًا إذا بقينا هُنا .
• أنت السبب .. إجلس هُنا كي نُفكر ماذا سنفعل ؟
• نفكر ! .. لا .. تستطيع أن تُفكر أنت .. أما أنا سأعود حالاً .
يُمسك خالد بيده بقوة قائلاً :-
• يا سامح لا تقلق .. لا تكُن جبان هكذا .
• جبان ! .. لقد جئت إلى هُنا وأنت واضع المكتب وراء الباب .. أنت خائف من الذي حدث .. ستبول على نفسك .
• اخرس .
• لحظة .. أنت قُلت أن فتاةٍ ما جاءت إليك وطلبت مِنك مُصباح كهربي .
• نعم وبعدها بقليل سمعتُ صوت فتاةٍ ما .. أكيد هذا الصوت له علاقة بإختفاء البيت المهجور .
• وأكيد أيضًا أن هذه الفتاة التي جاءت إليك لها علاقة بهذا البيت ... أنا مُتأكد أن لم يسكن أحد في هذه المنطقة .. يبدو أنها عفريته .
• والعفريته ستأتي إليِّ كي تطلب مني مُصباح كهربي .. يبدو أن نظرها ضعيف للغاية .
• أنا خائف يا خالد وأنت أيضًا خائف .
• يجب علينا أن نُفكر .
يجلسان هُما الإثنان ، وكُل واحدًا منهم يُفكر في لغز إختفاء هذا البيت .. يفكران طوال اليوم .. لا طعام .. لا شراب .. لا نوم .. فقط التفكير لاغير .. والساعة قد تخطت السادسة مساءًا .. يقول سامح :-
• أنا جائع بشدة وأنا خائف بشدة أيضًا . ماذا سنفعل !
• لا أعلم مِثلك تمامًا .
• سأقف في الشُرفة.. يبدو أن هذا اليوم سيكون صيام .
يخرج سامح ، ويقف في الشُرفة .. وخالد يجلس في الغرفة كما هو يُفكر في أمر هذا البيت ، ويتذكر صوت الصراخ الذي قد سمعه الليلة الماضية يتردد في عقله ، وصورة البنت التي جاءت له أمس ، وطلبت منه المُصباح الكهربي .. يفكر في كُل شيء حدث ، وبعد قليل يقطع تفكيره صوت سامح ، وهو يصراخ ، وينادي عليه :-
• خاااااااااااااااااااالد .
يجرى خالد سريعًا نحو الشُرفة ، وظن أن سامح كاد أن يقع من الشُرفة ، فخالد يعرف جنونه ، وأنه يفعل أي شيء لإرضاء جوعه ..
ينظر سامح لخالد ، ويقول له ( وهو يشاور على البيت ) :-
• البيت ظهر .
يجد خالد أن البيت ظهر ، وموجود مكانه ، وكأن شيئًا لم يحدث ، فهو بيت مهجور مثل : جميع البيوت المهجورة ، ولكن ليس مثلهم ، فهو بيت غريب الأطوار .. هكذا قال خالد عن هذا البيت في هذه الجملة .. ودخلا هما الإثنان الغرفة ، وخالد يفكر ماذا سيفعلا الآن ؟!
***
كان خالد خائفًا بشدة من إتخاذه لهذا القرار ، ولكن قالها بدون خوف ، وسامح مُندهش جدًا .
• أنا قررت أن أدخل هذا البيت .
كان سامح يقول على خالد دائمًا أنه مجنون ، ولم يصدقه أبدًا في هذا القرار ، وسامح خائف بشدة من خالد ، وعلى خالد ..
خالد يُحضر أدواته مثل : الكشاف .. الذي سيدخل به البيت المهجور ...
يُبعد خالد المكتب من وراء الباب ...
خالد يفتح الباب ، ويقول لسامح :-
• هيا معي اللآن .
• لا .. إخرج أنت .. أنا سأعود إلى بيتي .. أنت تتمنى أن تكون دراكولا !!
يُمسك خالد يد سامح بقوة ، ويأخذه معه ، وسامح خائف جدًا ، ويرفض بشدة .
ينزلا من على السلم ، ويقف أمام البيت .
ينظر خالد للبيت بخوف ، ويتردد في قراره ، وكاد أن يتراجع عنه .
سامح ينظر لخالد ، ويقول له :_
• أنت ستدخل حقا ؟!
• إن شاء الله .. أنا خائف .. لا أعلم ماذا سأفعل !
• هذا طبيعي جدًا .. أنت كُنت جبان مثلي مُنذ قليل .. لماذا تأخذ قرار هكذا ! ..
• لا أعرف .. أنا عبارة عن إنسان تافه يا سامح .. لا أفعل في حياتي سوى مقابلة الفتيات وممارسة الرذيلة معهم وإرتكاب الذنوب فقط .. أنا أشعر اللآن أنني سأتغير بسبب هذا البيت .. حياتي ستكون لها قيمة .
• أنت ستتغير حقا .. ولكن ستكون في الأخرى بإذن الله .
• خُذ هذا الكشاف وتعالى معي .
يتجهان هما الإثنان نحو البيت .. قلب سامح يدق ، وخائف بشدة .. نبضات قلب خالد تتسارع أيضًا .. يتقدم خطوة للأمام ، ويعود خطوتين .
ظلا هكذا خائفين حتى وصلا أمام باب البيت ، ويمد خالد يده ببطئ خائفًا نحو باب البيت ..
يقفا أمامه أولاً .. ثم ينظر خالد من ثقب الباب ليندهش سامح قائلاً :-
• ماذا تفعل ؟
• أنظر إذا أحد بالداخل أم لا
• أنت هكذا تنظر على إبنة خالتك وهي عارية
• يقف خالد ويمد يده مرةٍ ثانية ..
كان باب البيت مفتوحًا ، ويدخل خالد البيت ، ووراءه سامح .
***
يدخلا البيت المهجور ، وهم خائفين .. ينظر للبيت في كُل إتجاه .. البيت كُل شيء به مكسور ، ومهجور للغاية .. يبدو أنه لم يسكن أحدًا به مٌنذ آلاف السنين غير العفاريت ، والجان .. البيت به أريكة صغير ة ، ولكن لا تصلح للجلوس .. كراسي مكسورة ، ولا تصلح للجلوس أيضًا .. الكثير من الصور لشخصيات تاريخيه شريرة ، وكانت مُلقأة على الأرض مكسورة .. حائط البيت قديم جدًا .. يوجد مكاتب جميعها يغطيها التراب .. كانت هُناك غرفة في صالة البيت مُغلقة .. يتقدما هما الإثنان نحو سلم موجود بداخل البيت .. السلم مكسور .. الكثير من التراب ..نصف السلالم مكسورة ، وبعضها سليم
يصعدان هما الإثنان على السلم بحرصٍ شديد .. كل واحدًا منهم خائف بشدة .. يصلان إلى الطابق الأول ، وكان هُناك تكملة لباقي السلم تؤدي إلى سطح البيت ، ولكن ظلا مكانهما .. كان هُناك ممر طويل على الجانب الأيمن من السلم .. جميع الغرف التي بها مفتوحة ، وبعض الأبواب مكسورة .. هُناك بعض الغرف التي بها نوافذ ، وجميعهم مكسورين ، وهناك غرفة واحدة يوجد بها شُرفة تطل على الشارع ..لا شيء سليم في هذا البيت ما عدا غُرفة واحدة كانت على الجانب الأيسر من السلم ، وكانت مُغلقة .. يشاوران بعضهما ، ويقرران أنهما سيدخلان هذه الغرفة ...
***
خالد يمد يده ، ويفتح الباب ببطئ شديد .. يدخل خالد الغرفة ، ووراءه سامح .. يخاف سامح من ذلك المشهد الذي يراه الآن ..
هياكل عظيمة مُلقأة على الأرض في كُل مكان في الغُرفة .. لا يوجد للغرفة أي أبواب غير الباب الرئيسي فقط .. لا نوافذ .. لا شُرفة .. لاشيء أنها غرفة مُظلمة بين أربع حوائط .. يقول خالد بخوف :-
• يبدو أن هُناك آخرين دخلوا هذا البيت .
• جميعهم توفاهم الله !
• يبدو أن كُل واحدًا منهم مات بطريقة مُحتلفة عن الآخر وهذا واضح من شكل الهياكل العظمية .
• ولكن النهاية واحدة .. حسبي الله ونعم الوكيل فيك .. وكيف عرفت أن كُل واحدًا منهم مات بطريقة مُختلفة عن الآخر ؟
• لأن هُناك هيكل بدون أذرع .. وهُناك هيكل آخر بدون رأس ، وهُناك آخر بدون ا...
يقاطعه سامح :-
• هذا يكفي .. لسنا في كلية الطب .. خالد ... سأخرج تليفوني الآن ونأخذ صورة تذكارية ( سيلفي ) بمناسبة هذه الهياكل العظمية ... هياكل وسنشبع .. ههههههه
• ما هذا الهراء ؟!
• هراء وتاء وثاء .
• لقد تم إنفجارهِم .
يُمسك سامح تليفونه ، ويأخذان صورة تذكارية (سيلفي ) مع هذه الهياكل العظيمة حتى سمعا صوتاً من الخارج ، وظن خالد أنه زلزال أو شيئًا ما يقع على الأرض .. يخرجان من الغرفة ، ويجدان أن جدران البيت تتساقط .. وإنهيار شديد لهذا البيت يتساقط على ادمغتهم ، يخاف سامح ، ويدخل الغرفة مرة أخرى ، ووراءه خالد .
• يبدو أن الهياكل لا تحب الصور كثيرًا ( قالها سامح )
• أو أن تم إنفجارهِم مثلي بسبب هراءك .
صوت إنهيار البيت من الخارج .. بدأ الخوف يتسرب في قلب خالد ، وسامح .. ظلا هكذا بضع دقائق ، ولا شيء يحدث داخل الغرفة حتى سمعا صوتاً خلفهم ، ويقول :-
• أهلاً بِكُما .
يخافون بشدة هما الإثنان ، ويحتضنان بعضهما من شدة خوفهم .. يفتح خالد باب الغرفة سريعًا ، ويخرجا منها .. يحاولان الهرب من الطوب الذي يسقط عليهم .. كُل شيء ينهار .. يتجه خالد ، ووراءه سامح نحو الغرفة التي يوجد بها شُرفة ، ويحاولان الهرب ، والجري سريعًا .. وحش تكون من التراب ، وجدران البيت يلاحقهم .. إنهيار شديد يجري راءهم ، وكاد الموت ان يلاحقهم ...
يقفزان هما الإثنان فجأة من الشُرفة ، وصوت صراخهم العالي خوفًا من الموت .. إرتطمت أجسادهم على الأرض بشدة ، ويتوقف هذا الإنهيار فجأة ، وكأن شيئًا لم يحدث بداخل البيت .