قصص الأطفال هي جزء من أدب الطفل، وهي فن راقي ومهم للأطفال، حيث تتحدث كل قصة عن موضوع ما، له حوادث وأحداث مترابطة معا، ممزوج بين الحقيقة والخيال، تعمل على تنمية القيم الأخلاقية عند الأطفال عن طريق هذه القصة البسيطة، وهي من أكثر الوسائل المحببة للأطفال والتي تغرس في نفوسهم القيم والاتجاهات والعادات الإيجابية، كما أنها تعمل على توسيع مداركهم، وإثارة خيالهم، وإشباع ميولهم في المغامرة وحب الاستكشاف .
قصة فأر الريف وفأر المدينة
تحكي قصة فأر الريف وفأر المدينة على أن هناك فأران صديقان حميمان للغاية، كان أحدهما يعيش في المدينة، والآخر يعيش في الريف، وفي يوم من الأيام أراد فأر المدينة أن يزور صديقه فأر الريف، لذا فقد كتب له رسالة وأرسلها مع فأر من فئران المدينة الذاهبة في زيارة للريف، وعندما تلقى فأر القرية خطاب صديقه فرح فرحا كثيرا، وبدأ بالتحضير لاستقبال صديقه العزيز .
زيارة فأر المدينة لصديقه في القرية
ذهب فأر القرية لاستقبال صديقه عند مدخل القرية، وكان يرتدي الملابس الرسمية التقليدية، وجاء صديقه فأر المدينة الأنيق مرتديا بذلة وحذاء أنيق وربطة عنق، فتبادل الصديقان التحية، وعانق كل منهما الآخر، وقال فأر القرية لصديقه : ” هيا استمتع بالهواء فلدينا هنا هواء منعش ونقي، وليس ملوث مثل هواء المدينة “، وذهب الصديقان وهما يتحدثان أحاديث طويلة في مواضيع شتى، حتى وصلا إلى المنزل ليتناولوا الطعام، وكان الطعام عبارة عن فواكه وحبوب قمح مسلوقة .
بعد أن فرغ الصديقان من تناول الطعام، أخذ فأر القرية صديقه فأر المدينة في نزهة في الريف، وما به من حقول خضراء، وتغلغلوا في الغابة وحينها سأل فأر القرية صديقه : ” هل توجد في المدينة مثل هذه المناظر الطبيعية الخلابة ؟ “، ولم يرد فأر المدينة على سؤال صديقه، بل طلب منه أن يزوره في المدينة على الأقل لمرة واحدة فقط، حتى يتسنى له رؤية الحياة المريحة المتطورة فيها، فأبدى فأر القرية رغبته في زيارة المدينة يوم ما .
دعوة فأر المدينة لصديقه لزيارته في المدينة
انتهز فأر المدينة الفرصة وقال لصديقه فأر القرية : ” لماذا إذن لا ترافقني في طريق العودة ؟ “، فقال له صديقه حسنا اعطني بعض الوقت لأفكر في هذا الموضوع، وفي الليل نام كلا الصديقان على العشب حتى الصباح، وقام فأر القرية بتحضير طعام الإفطار له ولصديقه الذي كان يشمل الفواكه وحبوب القمح المسلوقة، فقال له صديقه : ” يا صديقي أهذا هو الطعام هنا دائما ؟ كل يوم فواكه وحبوب قمح مسلوقة، هيا معي إلى المدينة لترى الحياة الحقيقية ” .
رحلة الفأران في المدينة
استعد فأر القرية للسفر مع صديقه، وذهبا في رحلتهما إلى المدينة، وعندما وصلا إلى المنزل وجده فأر القرية منزلا كبيرا وضخما، وفي الليل أثناء تناول العشاء انبهر فأر القرية بأصناف وأشكال الطعام الكثيرة المقدمة له، والتي لم ير مثلها من قبل، وقال له صديقه : ” هيا تفضل وتناول الطعام يا صديقي واستمتع به “، وفي هذه اللحظة سمع الفأران صوت قط عند باب المنزل، فقال فأر القرية لصديقه : ” ما هذا الصوت ؟ ” .
أخبره فأر المدينة أن هذا صوت قط المنزل، وأنه قط ضخم ومتوحش، ما إن يمسك الفريسة حتى يقوم بقتلها ببطئ، وطلب منه الاختباء بسرعة، وعندما غادر القط رجعوا مرة أخرى إلى طاولة الطعام، وكان فأر المدينة طبيعيا ويتناول الطعام، بينما كان فأر القرية يرتعش من الخوف حتى سيطر عليه في النهاية وتناول طعامه .
وعندما انتهيا من الطعام لم يلبثا أن سمعا صوت كلب، فسأل فأر القرية صديقه ما هذا الصوت فأجابه أن هذا صاحب المنزل وابنه مع كلبهم، وطلب منه أن يسرعا ليختبئا حتى لا يروهم، وبعدما غادر الصبي ووالده مع الكلب خرج الفئران من مخبأهم، وقال فأر القرية لصديقه : ” حسنا يا صديقي قد حان وقت عودتي إلى القرية، فتعجب فأر المدينة وقال كيف تعود وأنت لم تلبث أن وصلت حالا، قال له ” إن الأطباق هنا رائعة ولكن الحياة الآمنة في القرية مع الأطباق البسيطة أفضل وأكثر راحة “، وودع الصديقان بعضهم بعضا على أمل لقاء آخر .
نتائج قصة فأر المدينة وفأر الريف
1- نستطيع مما سبق أن نستخلص أن البساطة مع الآمان خيرا من الترف والثراء مع الخوف والقلق .
2- نستنتج من القصة أن الرضا هو ما يجعل الحياة جميلة، فربما من يمتلك الكثير لا يشعر بالرضا فلا يكون سعيد .
3- نرى في القصة حب الصديقان بعضهم لبعض، ورغبتهم في استمرار التواصل بينهم حتى وكل واحد منهم يسكن بعيدا عن الآخر .
4- نرى من خلال القصة أن المدينة متطورة وكبيرة، ولكن القرية رغم بساطتها فإن فيها الكثير من المناظر الطبيعية الجميلة والهواء النقي .
5- نستخلص في نهاية القصة أن كل شيء به مميزات وعيوب فلا شيء كامل، والإنسان يختار الشيء الذي يستطيع أن يتعامل مع عيوبه ويتمتع بمميزاته، وهذا الاختيار يختلف من شخص إلى آخر .