كانت هناك مملكة بعيدة ولها ملك يمتلك من كنوز الدنيا مالا يحصيه بشر ولكنه كان يعاني من داء خطير وهو حب الطعام فقد كان يتناول منه كميات كبيرة جدًا ولا يستطيع السيطرة على نفسه فهو لا يملك إلا حب الطعام، وكانت عادة العاملين بالقصر صنع مائدة مخصصة كل يوم للملك تحتوي على كل ما لذ وطاب ولا يغادرها الملك حتى يكون قد أنهى عليها تمامًا، ومع مرور الأيام أصبح الملك سمينًا جدًا ولا يستطيع أن يتحرك عن مكانه إلا أنه ظل يأكل ويأكل ولا يتوقف عن الأكل.
طبيب القصر:
كان طبيب القصر كثيرًا ما يحذر الملك من تبعات وعواقب ما يفعله ويرشده إلى الأكل بطريقة صحية ومفيدة، إلا أن الملك لم يكن يلتفت لكلامه بل كان يستمتع بزيادة طعامه أكثر وأكثر حتى يأس الطبيب منه، وكان من عادة الطبيب أن يقوم بزيارة الملك كل يوم في الصباح الباكر ليطمئن على صحته ويقوم بالكشف عليه، وأثناء الكشف على الملك تيقن أن الملك معتل وقلبه لا يعمل كما كان في الساق وكذلك بقية أعضائه فنصح الملك باتباع حمية غذائية تعتمد على الأكل الصحي وأن يترك هذه العادة السيئة، إلا أن الملك لم يعير الطبيب أي اهتمام وكأنه لم يسمع منه شيء وقرر أن يتناول إفطاره كما هو معتاد.
الحيلة الذكية:
جلس الطبيب في حالة من الهم كيف يحافظ على حياة الملك وفي نفس الوقت يمنعه من تناول الطعام بهذه الطريقة الغير مفيدة، وبعد تفكير طويل توصل الطبيب إلى حيلة قد تجعل الملك يتنازل عن هذه العادة السيئة وانتظر الطبيب اليوم التالي وعندما حل الصباح جعل الطبيب يجري مسرعًا إلى الملك ويدق بابه حتى أفاق الملك وهو مزعوج وعندما حضر الطبيب بين يديه رآه الملك يرتعش فاندهش وقال له ما بك يا طبيب؟ قال له الطبيب: إني يا مولاي كنت أقرأ النجوم كعادتي كل يوم حتى أستطيع أن أعرف بها الطالع ولكني وجدت ان النجم الخاص بك يا مولاي نجم مضطرب وعندما نمت رأيت بمنامي أنك سوف تموت في خلال شهر واحد، وهنا انزعج الملك وقال له ماذا تقول؟ قال له يا مولاي كل ما أمامك هو شهر واحد وسوف تموت.
الملك الحزين:
وهنا اعترى الملك الحزن فكيف له أن يموت بعد شهر واحد وهو ما زال في ريعان شباه، وعندما أتى الحراس ليخبروه بأن المائدة محضرة بالطعام كالعادة رفض الملك تناول الأكل لما به من هم ونكد، وظل الملك على هذا الحال كلما أتوا بالطعام يرفضه حتى صار هزيلًا ونحيلًا ولكنه وجد أن صحته تتحسن وأنه أصبح نشيط غير كسلان فكيف به يموت؟ وهنا استدعى الطبيب مرة أخرى وقال له كيف أموت وأنا قد أصبحت أكثر نشاطًا وحيوية عن ذي قبل؟ قال له الطبيب أطلب العفو منك أولًا قبل ان أجيبك.
حيلة ذكية وملك طيب:
قال الطبيب لما رأيت الحالة الصحية التي كنت عليها يا مولاي وعدم اهتمامك بنصائحي الطبية قررت أن أصنع حيلة يكون الهدف منها أن تتمتع بصحة وعافية وتتنازل عن هذه العادة السيئة ولما كان الموت هو أصعب ما قد يطرأ على الإنسان قررت أن تكون حيلتي هي التنبؤ بموتك ولكني في الحقيقة لا أقرأ النجوم ولا يعلم الغي إلا الله وهنا ضحك الملك وقال له إنها حقًا حيلة ذكية، فرد الطبيب عليه لأنك ملك طيب.
الدروس المستفادة:
– ليس كل ما نحب يصبح مناسبًا لنا.
– التنازل عن بعض الرغبات قد يفيد في بعض الأحيان.
– الطعام قد يكون مضر وقد يكون مفيد حسب اختيارك له.
– الصحة نعمة غالية يجب الحفاظ عليها وعدم إهدارها.