شاع الارتباط بين التبويض والرغبة
في الإنجاب
وهذا صحيح ولكن هل نحتاج للتبويض في
حالة عدم الرغبة في الحمل؟ بمعنى آخر هل
للتبويض وظائف أخرى غير الإنجاب؟ للإجابة عن هذا
السؤال لابد أن نأخذ فكرة عن الدورة الشهرية
والتغيرات الهرمونية التي تحدث فيها .
د هشام على فهمي استشاري أمراض النساء
والتوليد والعقم وزميل الكلية الملكية لأمراض
النساء بلندن يحدثنا في هذا الموضوع.
مراحل الدورة الشهرية
تنقسم الدورة الشهرية عند السيدات إلى ثلاث
مراحل ، المرحلة الأولى وفيها يبدأ تكوين الأنسجة
المبطنة للرحم تحت تأثير هرمون الإستروجين
من المبيض وتتميز بسرعة تكاثر الخلايا ، وتستمر
هذه المرحلة ما يقرب من عشرة أيام . وتبدأ
المرحلة الثانية عندما يحدث التبويض
ويبدأ المبيض في إفراز هرمون البروجيسترون
إلى جانب هرمون الإستروجين، يبدأ عندها شحن
خلايا بطانة الرحم بالإفرازات التي تغذى العلقة
في أول الحمل . وإذا لم يحدث حمل
تبدأ المرحلة الثالثة بانخفاض حاد في إفرازات
المبيض من الهرمونات فينهار البناء ويتخلص الجسم من الطبقة السطحية للتجويف الرحمي ويبدأ الطمث وسرعان ما يستعيد المبيض نشاطه ليبدأ دورة جديدة من البناء.
حالة عدم حدوث تبوبيض
أما في حالة عدم حدوث التبويض تواصل خلايا
بطانة الرحم النمو تحت تأثير هرمون الإستروجين
وحده حتى يصل نمو الخلايا إلى درجة لا تكفى
معها التغذية الهرمونية فتبدأ الخلايا في التساقط وتخرج مع دم الحيض .
وتتميز هذه الدورات غير الخصبة بعدم
انتظام الدورة وغزارتها وأحيانا بتقطعها . أما على المدى
البعيد فان تأثير هرمون الإستروجين غير
المتوازن بهرمون البروجيسترون يؤدى إلى
تشجيع نمو الأورام الليفية وهى حميدة
ونمو غير طبيعي لخلايا بطانة الرحم .
الدورات غير الخصبة
هذه الدورات غير الخصبة تحدث طبيعيا في
أوائل فترة البلوغ وقبيل انقطاع الحيض ، وهى
فترة عادة ما لا نهتم فيها بحدوث التبويض من عدمه ، إلا أنه لابد من الانتباه للتأثيرات الإكلينيكية لهذه الظاهرة ، فهي
قد تؤدى إلى حدوث الأنيميا والغياب عن المدرسة
والاضطراب النفسي وخاصة في أوقات الامتحانات .
أما عند الأكبر سنا فظهور الأورام الليفية يجعل الصورة
أكثر تعقيدا ، إلى جانب خطورة التحول غير الحميد لخلايا بطانة الرحم.
ولذا لابد من الانتباه لهذه الظاهرة والتخفيف
من تأثيرها حتى لو لم تكن هناك رغبة في الإنجاب .
فالأنيميا يمكن علاجها بالتغذية السليمة إلى
جانب أقراص الحديد والفيتامينات خاصة
حامض الفوليك . أما حالة انعدام التبويض
فيمكن علاجها بمنشطات المبيض أو الهرمونات
التعويضية حسب حالة المريضة وسنها. وهكذا
يستطيع الجسم استعادة توازنه الهرموني .
أسباب اضطرابات التبويض الغير معروفة
التعرض المتكرر للأشعة السينية يلعب
دورا كبيرا في ضعف الحيوانات المنوية وكذلك
البويضات ويلاحظ هذه المشكلة في العاملين
في أقسام الأشعة أو المرضى الذين
يتعرضون
للأشعة باستمرار ولذلك ينصح باستخدام واق
من الرصاص لمنع وصول الإشعاع للأعضاء التناسلية
ممارسة الرياضة العنيفة والحمية الغذائية الشديد
تعتبر من العوامل المعروفة في اضطرابات
التبويض وبالتالي ضعف إمكانية الإخصاب.