يُحكى أن امرأةً مرت بمجلسٍ، فقالت :
- من الفقيهُ فيكم؟
فأشاروا إلى أحدهم
فقالت له:
- كيف تأكل؟
فأجابها: أُسمِّي الله، وآكل بيميني، وآكل مما يليني، وأُصغِّر اللقمةَ، وأجيد المضغة.
فقالت:
- وكيف تنام؟
قال:
- أتوضأ، وأنام على جنبي الأيمن، وأقرأ وردي من الأذكار.
فقالت:
- أنت ﻻ تعرف كيف تأكلُ وﻻ كيف تنام!
فنظر لها مستغربًا، فقالت:
- ﻻ يدخل بطنك حرامٌ، وكل كيفما شئت..
وﻻ يكنْ في قلبك غلٌّ على أحد، ونم كيفما شئت.
ما أخبرتني به هو أدب الشيء، وما أخبرتك عنه هو جوهر الشيء وحقيقته.
عندما سُئل النبي ..
أي الناس أفضل؟
قال:
{ كل مخموم القلب صدوق اللسان }
قالوا: صدوق اللسان نعرفه
فما مخموم القلب؟
قال: { هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد } [رواه ابن ماجه]
.........................................
ماذا قال السلف في أكل الحلال الطيب؟
• قال وهيب بن الورد: لو قمت مقام هذه السارية، لن ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل في بطنك حلال هو أم حرام؟!
• وسُئِل بعض الصالحين: بِمَ تلين القلوب؟ فقال: بأكل الحلال.
• وقال عمر بن الخطاب: بالورع عما حرَّم الله يُقبل الدعاء والتسبيحُ.
• وقال سهل بن عبدالله: النجاة في ثلاثة: أكل الحلال، وأداء الفرائض، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
• وقال أبو عبدالله الباجي: خمس خصال بها تَمامُ العمل: الإيمان بالله، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل لله، والعمل على السُّنة، وأكل الحلال، فإذا فُقِدت واحدة، لم يَرتفع العمل، وذلك إذا عرَفت الله ولم تعرف الحق لم تنتفع، وإذا عرَفت الحق ولم تعرف الله لم تنتفع، وإذا عرفت الله وعرفت الحق ولم تخلص لم تنتفع، وإذا عرفت الله وعرفت الحق، وأخلصت العمل، ولم يكن على السُّنة لم تنتفع، وإن تَمَّت الأربع ولم يكن الأكل من حلال، لم تنتفع. منقول