أفكر بأشياء تافهة تجعلني أكره الحياة، فكيف أتخلص من ذلك؟
أفكر بأشياء تافهة تجعلني أكره الحياة، فكيف أتخلص من ذلك؟
السلام عليكم
أنا سيدة عمري 30 سنة، أعاني من ضيقة في الصدر، وحزن، وتفكير سلبي، أريد البكاء، وأشعر أن الحياة غير ممتعة، ولا فائدة فيها، أفكر بأشياء مثل السفر خارج البلاد، فأبكي، ولا أرغب بذلك، لأنني لا أريد الابتعاد عن بيتي وأهلي، لأن ذلك سيجعلني حزينة مكتئبة، لأنني أحب الاجتماع معهم.
هذه الأفكار تأتيني في آخر يومين من الدورة الشهرية، وتمتد لأسبوع ونصف تقريبا، وأشعر بالتوتر خوفا أن تتكرر شهريا، وأبقى في قلق، ولا أرغب في التفكير في هذه الأمور التافهة، لأني خلقت للعبادة، والمتعة في هذه الحياة، فكيف أتخلص من تلك الأفكار؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــــــــــــــــة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
من خلال رسالتك -وحسب ما ورد فيها من معلومات- أراها مفيدة، من الناحية التشخيصية أنا أعتقد أنه لديك بعض الأفكار الوسواسية ذات الطابع الاكتئابي، وفي ذات الوقت لديك نوع من القلق التوقعي الاستباقي، لذا يأتيك الشعور بالضجر، والشعور بعدم الارتياح، إذا فكّرتِ في أمرٍ مستقبلي كالسفر مثلاً.
هذه الحالات نعتبرها نوعًا من اضطرابات المزاج البسيط -إن شاء الله تعالى-، وعلاقتها الهرمونية واضحة، فأنت ذكرتِ أن الأمر يأتي في آخر يومين في الدورة الشهرية، فبعض النساء يتأثرن بهذه الفترة لأنها فترة هشاشة لدى المرأة في بعض الأحيان.
أنا أعتقد حالتك بسيطة، وقد تحتاجين لشيء من محسِّنات المزاج، إذا كان بالإمكان أن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًا هذا سوف يُعتبر أمرًا جيدًا، وأنا أعتقد أن عقار مثل البروزاك -الذي يُسمَّى علميًا فلوكستين- بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تجعليها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقفي عنه، أعتقد أن ذلك سيساعدك كثيرًا من حيث العلاج الدوائي، خاصة أن البروزاك دواء سليم وبسيط وغير إدماني، ولا يؤثِّر على الهرمونات النسائية.
وفي ذات الوقت أنت مطالبة بتنظيم وقتك، وأخذ قسط كاف من الراحة عن طريق النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، ولا بد أن تمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة، كما أن التمارين الاسترخائية جيدة ومفيدة في مثل حالتك.
وبصفة عامة: التفكير الإيجابي مطلوب جدًّا في حياتنا، كثيرًا ما تنتاب الإنسان بعض السلبيات، لكن يجب أن نرجِّح كفّة الإيجابيات، وكما ذكرتُ لك: تنظيم الوقت، والترفيه على النفس بما هو طيب وجميل، أيضًا مطلوب في مثل هذه الحالات، وحقِّري هذا الفكر الاستباقي، الفكر التوقعي الذي لا داعي له، عيشي الحياة بقوة في لحظتها، وأما المستقبل فيجب أن تفكري فيه بأملٍ ورجاءٍ.
أنت -الحمد لله تعالى- لديك كثير من عوامل الاستقرار، فأنت زوجة، ولديك -الحمد لله تعالى- الذرية، فهذه النعم كلها يجب أن تكون دافعًا لديك لتحسين المزاج وكذلك الأفكار.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.