لكل أم ومربية .. كيف تردين على أسئلة طفلك المحرجة
_لكل أم ومربية .. كيف تردين لي أسئلة طفلك المحرجة
أولاً لا بد من التمييز بين مرحلة الطفولة المبكرة للأسئلة من (3: 6 سنوات).
ومرحلة الطفولة المتوسطة من (6: 12 سنة).
لا شك أن إجابتك المقنعة والسليمة على أسئلة طفلك عنصر أساسي ومهم جدًّا في تربية وتشكيل فكر وإدراك عقل الطفل.
مرحلة الطفولة المبكرة:
لماذا يسأل الطفل؟
1- رغبة الطفل في الاستطلاع والاستكشاف.
2- حاجة الطفل إلى الفهم.
3- حاجة الطفل إلى المشاركة وتأكيد الذات.
4- الرغبة في تقليد الكبار.
5- نمو القدرة اللغوية.
يجب أن تعلمي - عزيزتي المربّية - أن الطفل مرآة المجتمع، وتعبير صادق عن تطوره، ومقلِّد تقليدًا أعمى لكل ما تقع عليه عيناه، وما بين التقليد والتفكير تظهر آلاف الأسئلة، وفي سنوات الطفولة يتمتع الطفل بخيال واسع يختلط فيه الواقع بالخيال، فتبدو أسئلته ساذجة أحيانًا وذكية جدًّا أحيانًا، وهي في الحقيقة أسئلة مهمة، وعلى أساسها يتكون عقل الطفل.
والإجابة مسؤولية قد تفيد وقد تضر؛ فإجابتك الخاطئة لطفلك قد تعرِّضه للخطر، ومثال على ذلك:
سأل الحفيد والدته عن جدَّتِه، فقالت الأم: صعدت إلى السماء عند ربنا، ودون تفكير قرَّر الطفلُ الصغير الذَّهابَ إلى جدته، فقفز من الشرفة ليصعد إلى السماء دون عودة!
إن ما حدث ببساطة نتيجة متوقَّعة لإجابات خاطئة استهانت الأم فيها بعقل طفلها.
فالطفل الذكي هو طفل كثير الأسئلة وإن اعتبره أهله ثرثارًا، والمسألة تتعلق بفهم الوالدين وطريقة تعاملهما مع أطفالهما.
* وأما تجاهل الأسئلة، فتؤدي بعد مدة - قد تطول أو تقصر - إلى أن يسأل الطفلُ الغرباء، وقد يتحوَّل إلى شخص كتوم لا يعبِّر عن رغبته في المعرفة؛ تحاشيًا للتفاعلات غير المرغوب فيها من الآخرين.
* وعدم الصدق مع الطفل كما ذكرنا، إما يضره أو أنه يفقد الثقة في مصداقية كلامك إن علم عدم صوابه ولو بعد مدة.
* ومن هنا يجب أن تراعي في إجابتك للطفل هذه الأمور:
1- النظر إلى الطفل باحترام عند سؤاله.
2- اسألي نفسك قبل الإجابة: لماذا يسأل هكذا؟
3- الطفل ذكي فيجب أن تكوني صادقةً معه.
4- تبسيط الجواب بطريقة تتناسب مع عمر الطفل.
5- عدم إظهار الضيق من أسئلة طفلك، حتى ولو كانت محرجة جدًّا.
مثلاً في هذه السن: سؤال: أمي، من أين جئتُ؟ إن الاتجاه التربوي السليم هو أن تُظهِر الأم اهتمامًا بسؤال الطفل، ويكفي جدًّا أن تقول لطفلها: إنه جاء إلى الدنيا من بطنها، وأن كل طفل مثلاً يكبر أولاً داخل بطن أمه، حتى يستطيع أن يعيش وحده؛ فيخرج إلى الدنيا ويظل مدة متعلقًا بأمه.
مرحلة الطفولة المتوسطة:
لا يتوقف طفلك - عزيزتي المربِّية - عن الأسئلة في هذه المرحلة، وإن قلَّت أسئلته عن مرحلة الطفولة المبكرة؛ حيث تتزايد الأسئلة في مرحلة الطفولة المبكرة؛ باعتبارها مرحلة استكشاف، فيسأل الطفل عن أي شيء وكل شيء، ويحتاج إجابة ترضيه وتتناسب مع مستوى فكره.
أما طفلك اليوم في مرحلة الطفولة المتوسطة، فإنه يحتاج إلى إجابة مقنعة، وتتناسب مع تفكيره وإدراكه.
كوني دائمًا صديقة مثالية لطفلك؛ حتى لا يخاف أو يحرج أن يسألك أيَّ سؤال يخطر في باله ويقوم بتوجيه أسئلته للآخرين، والذين قد تكون إجابتهم خاطئة.
فمثلاً: عندما يسأل طفلك: كيف خرجت من بطنك يا ماما؟ أو من أين خرجت؟
فالإجابة هنا على هذا السؤال تختلف عنها في مرحلة الطفولة المبكرة، فإنه هنا يمكن أن توضحي الإجابة لطفلك بمثل عالم الحيوان أو النبات، فتقولي له:
الطفل يخرج من بطن أمه مثل خروج البيضة من الفرخة، أو مثل وجود البذرة في باطن الأرض وخروج النبات منها.
وإذا سأل: من أي منطقة يخرج الطفل من أمه؟ فيجب التوضيح على قدر عقل الطفل بأن هناك أمهات يخرج أطفالهن من البطن، أو أنه يكون عن طريق النزول منها.
وختامًا: تذكِّري دائمًا أن تجيبي على قدر سؤال الطفل؛ لأن هذا القدر هو حاجته في المعرفة.
والوصول مع الطفل إلى إجابة ترضيه وتقنعه مهم جدًّا؛ فإنه إن لم تُرضِه الإجابة، فسيبحث عن من يقنعه بالرد غيرك.
وفقك الله لكل خير.
الألولكة
أ. زينب مصطفى بتصرف