تجدد المواجهات في مصر والمحتجون مصممون على الاستمرار
تجددت صباح السبت مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في القاهرة، بعد عودة هدوء نسبي إلى شوارع المدن المصرية. وقتل خمسة أشخاص وجرح المئات أمس الجمعة احتجاجاً على مأساة بورسعيد.
استمرت الصدامات بين الشرطة ومتظاهرين السبت (4 شباط/ فبراير 2025) في محيط وزارة الداخلية في القاهرة، مما يعكس حالة الغضب من السلطة العسكرية، بعد مقتل 74 شخصاً عقب مباراة لكرة القدم في مدينة بورسعيد. وواصلت مجموعات من المتظاهرين لليوم الثالث على التوالي رشق قوات مكافحة الشغب بالحجارة، بينما ردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
وكانت الاشتباكات بين محتجين والشرطة في مصر قد هدأت في الساعات الأولى من صباح السبت، مع لجوء الناشطين لدراسة سبل بناء زخم في حملتهم للإطاحة بالمجلس العسكري. وقتل خمسة أشخاص في القاهرة والسويس أثناء اشتباكات بين أفراد من الشرطة وآلاف المحتجين الشبان الغاضبين لوفاة العشرات في مباراة لكرة القدم مساء الأربعاء، في أسوأ كارثة كروية شهدتها مصر. وألقى العديد باللوم في وقوع الوفيات بمدينة بورسعيد الساحلية على الحكومة، وقال البعض إنها محاولة متعمدة من الموالين للرئيس المخلوع حسني مبارك لنشر الفوضى في البلاد.
صراع القوى بين المتظاهرين وأفراد الشرطة
أحداث السويس
وقد أرتفع عدد ضحايا الاشتباكات بين قوات الأمن المصرية ومحتجين في القاهرة والسويس إلى خمسة قتلى ومئات المصابين من الجانبين، بحسب مصادر طبية وأمنية. ووقعت اشتباكات عنيفة في مدينة الإسكندرية الساحلية ومدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية بدلتا النيل. كما نظمت مظاهرات غاضبة في مدن أخرى. وأشارت مصادر طبية وتقارير إخبارية إلى أن اثنين من القتلى، أحدهما ضابط جيش، سقطا في القاهرة، بينما قتل الثلاثة الآخرون في مدينة السويس، التي تقع شرقي العاصمة.
وكانت وكالة الأنباء الألمانية قد نقلت الجمعة عن ضابط شرطة كبير قوله إن المتظاهرين هاجموا مقر مديرية أمن السويس بالحجارة والزجاجات الحارقة، واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وأطلقت طلقات تحذيرية. وأصيب نحو 25 متظاهراً، بحسب مسؤول محلي في الشرطة.
كما تعرض أحد أقسام الشرطة بشرقي القاهرة مساء الجمعة لهجوم على يد مسلحين، ما أدى إلى نشوب حريق بالقسم. وتمكن 27 سجيناً كانوا محتجزين بالداخل من الفرار. وأطلق منفذو الهجوم النار بصورة عشوائية على قسم المرج في محاولة لتهريب السجناء. وتبادل الضباط إطلاق النيران معهم في محاولة لصد الهجوم، إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك، ما أدى إلى هروب السجناء من داخل زنازين الاحتجاز ونشوب حريق في القسم. وقد أصيب نائب مأمور القسم وأحد الضباط خلال تبادل إطلاق النار. يذكر أن مقر القسم الحالي الذي تعرض للهجوم هو مقر بديل بداخل أحد مراكز الشباب بالمنطقة، إذ تم إحراق المقر الأصلي في الثامن والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2025 أثناء ما عرف بجمعة الغضب.