أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129862 جنون الحب و الانتقام " مميزة & مكتملة "

السلام عليكم

الفصل الأول
قبل عامين ….
إنه اليوم المنتظر ، لقد تخيلته آلاف المرات خلال سنوات دراستي للمحاماة ، أخيراً …سوف أبتديء تدريبي على أعمال المحاماة ، سوف أدافع عن المظلومين و أسترد الحقوق المسلوبة ، هذهِ كانت فكرتي الوردية عن عالم يرتدي أصحابه الرداء الاسود .
بهمة و نشاط أرتديتُ الطقم الرسمي الأبيض الذي اشتريته لهذا اليوم ، رفعتُ شعري الأسود كذيل حصان ليلامس طرفه منتصف ظهري سامحةً لبعض الخصل بالإنفلات على وجهي ، رسمت الكحل بعيني الخضراوتين دون أن أضيف شيئاً آخر ، و الأهم كان حملي لروب المحاماة على ذراعي .
توجهت لغرفة الطعام لأجد الجميع قد بدأ بتناول الفطور ، أبي و أمي و أخي الوحيد “مازن “
-صباح الخير جميعاً…
قال “مازن" و هو يغمز بعينه :
-صباح الورد أستاذة “سلمى"




إشتعل و جهي خجلاً لتزحف الحمرة عليه تفضحني، فكلمة أستاذة غريبةٌ على مسمعي و لم أعتدها بعد، ليضحك الجميع و بشرتي البيضاء لا تسمح لي بإخفاء الأمر .
قال “مازن" دون أن يتوقف عن الضحك :
-عليكِ أن تجدي حلاً لاحمرار وجهك كحبة الطماطم ، سوف تفضحيننا أمام القضاة و المحامين بالمحكمة.
قلت بثقة و أنا أرفع رأسي :
-لا تقلق على أختك ، فهي أخت رجال
قاطع أبي حوارنا العابث و هو يسأل أمي :
-بسام سيصل اليوم من أمريكا، صحيح ؟؟
قالت أمي و قد أشرق وجهها فرحاً :
-صحيح سيعود بعد غياب ستة سنوات و قد أصبح طبيباً ، لن تصدق فخر أختي و زوجها به .
قال أبي ساخراً و هو يرمي “مازن” بنظرات محتقرة :
-معهما حق ، فليس الكل فاشلاً و عديم النفع .
تجهم وجه “مازن" و هو يلقي الطعام من يده يعقد كفيه أمامه دون أن ينظر ناحية أبي:
-ليس جميع الأشخاص ناجحون و محترمون بهذا العالم، هناك أوغاد و قتلة و سارقين، هل تعرفهم يا أبي ؟؟
وقف “أبي” و هو يضرب المائدة أمامه يصرخ بغضب :
-أنت عديم التهذيب و قليل الأدب ، لا أعلم لما أبقيك بهذا البيت
أسرعت لمازن أمسك ذراعه أرجوه بعيني أن يتوقف عن الردّ، لقد انقلب حال مازن بالسنتين الأخيرتين ، و أصبح غريباً عما عهدته ، فهو دائم الشجار مع أبي ، تخلف عن عمله الذي كان قد بدأ به بنجاح ، هناك أمرٌ قد وقع ، و لازلت أجهله ، لقد تعودت على ابتعاد أبي عنا و انشغاله بالعمل و عدم معرفته بأمور حياتنا و هو يكتفي برؤس الأقلام من أمي ، و لكن مازن كان سندي و معقل الأمان, لكنه الآن ابتعد .
بلع “مازن” ريقه و هو يزفر بضيق ،يضع كفه على وجهي قائلاً بحنان:
-أتمنى لكِ كل التوفيق حبيبتي ، إهتمي بنفسك ، أعلم بأنكِ ستنجحين
أراد الإنصراف لكن أمي أوقفته و هي تقول :
-“مازن” أرجوك أن تتواجد في بيت خالتك الساعة السادسة مساءً ، سيتواجد الجميع للترحيب ب”بسام”.
أومأ برأسه دون أن يتكلم و خرج و أمي تحوقل بحزن ، و أبي انشغل بسيجارته يحرقها كما اعتاد عند توتره يُقلب الصفحات بهاتفه ، قلت لأمي و قد اختفت الحماسة من صوتي :
ـسأغادر الآن أمي ، لقد تأخرت
-و الفطور ؟؟
-تعلمين أنني لا أستطيع تناول الطعام عندما أتوتر ، ستُألمني معدتي ،فقط إدعي لي أمي .
-ليكن الله معكِ بكل خطوة، و يوفقك، و يرزقك العلم النافع ، و يجمعك بابن الحلال الذي يستحقك عاجلاً ليس أجل .
ضحكتُ بخفوت و أنا أغادر المنزل و أمي تقحم موضوع ابن الحلال بكل شيء ، بالكاد أقنعتها بتأجيل الأمر لحين إنتهاء دراستي ، و لا أجد السبيل الآن حتى أخبرها بأنني أريد الإنتظار حتى نهاية تدريبي و الممتد لسنتين ، ستشتعل الحرب بيني و بينها.
ركبت سيارتي الصغيرة متجةً الى المكتب ، و مقابلتي القصيرة مع الأستاذ عماد تعود لذاكرتي ، هو رجل وقور تجاوز الخمسين ، تلمع عيناه بالدهاء و الذكاء ، سريع البديهة ، يمتلك مكتباً كبيراً يضم العديد من المحامين و المتدربين، كانت موافقته على تواجدي ضمن طاقمه أمراً لا يصدق ، لقد حصلت على فرصة ثمينة يجب أن أستغلها لأكون المحامية التي أتمناها .
ركنت سيارتي أمام المجمع الذي يتواجد به مكتب الأستاذ “عماد” ، دخلت المكتب أقلب نظري بين جدرانه أشعر بالضياع أتمسك بروبي الخاص ، الآن قد وصلت ، ثم ماذا ؟
-هل تحتاجين لأمرٍ ما ؟؟
كانت هذه مديرة المكتب ، إقتربتُ منها و أنا أقول بثقة مزيفة :
-أنا “سلمي أحمد يوسف” يفترض أن أبدأ تدريبي اليوم .
نظرت إلي تقيمني من الأعلى للأسفل ، و هي تقول :
-أهلاً أستاذة “سلمى” سيصل الأستاذ “وليد” بأي لحظة ، إرتاحي قليلاً …أنا “هلا”
قلت لها وقد شعرت بالإرتباك :
-لكن يفترض أن يكون الأستاذ “عماد” المسؤول عن تدريبي.
انفلتت من “هلا” ضحكة ساخرة و هي تقول هازئة:
-يا صغيرة، الأستاذ “عماد” لا يمتلك وقتاً لسخافات المتدربين ، فالعمل يغمره تماماً ، و لولا قوانين نقابة المحامين لما قبل بإداخل أمثالكم لمكتبه .
شعرت بالغضب يتصاعد لرأسي ، وددت أن أقتلع شعر تلك المتعالية، أنا صغيرة !!!
و كيف لها أن تلبس تلك الثياب الفاضحة داخل مكتب محترم ،أبتلعتُ غضبي و أنا أجلس بمقعد استقبال الزبائن أصرِف انتباهي عنها بمراقبة المحامين القادمين و المتدربين و حركتهم السريعة و حديثهم المستعجل و تجميع الملفات و الأوراق ، كان المكتب كخلية نحل ، فبعد دقائق سينطلق الجميع للمحكمة .
دخل المكتب رجلٌ طويل ، عريض الأكتاف ، وسيم بطريق مبالغة ببدلته الرسمية ، يبدو هارباً من صفحة مجلة ،إنه خيالي ، تساءلتإن كان أمثاله موجدين حقيقة بعالمنا العادي .
دخل لمكتبه و بعد دقيقة خرج حاملاً حقيبة ملفاته و روب المحاماة الخاص به، يطلب جدول أعماله من “هلا” التي أسرعت تناوله إياه و توقفه قبل مغادرته قائلة :
-هذه الأستاذة “سلمى” يفترض أن تبدأ التدرب معك
قال دون أن ينظر بإتجاهي :
ـألن نرتاح من قِصص المتدربين هذه ، حقاً لا أملك الوقت و لا الطاقة للتعامل معهم .
خرج و قد تسمرت مكاني ، إذاً هو مجرد شكل خالي من المضمون ، ما هذه الفظاظة و قلة الإحترام ، كيف يجرأ على …
قاطعت “هلا” حربي الداخلية المكبوتة و قائمة الشتائم التي بدأتُ بقذف ذلك المتعجرف بها و هي تُلوح أمام وجهي :
-ماذا تنتظرين إلحقي به ،لا تتركيهِ ينتظر …
أسرعت أقف كما لو أن مساً كهربائياً قد أصابني، خرجتُ دون أن أنظر أمامي ، ليكتمل يومي بالإصطدام بحائط بشري يفوقني طولاً و عرضاً ، و لولا ذراعه التي ثبتتني لصدره لكنت أمسح الأرض بثيابي البيضاء الجديدة ، أسرعت بالإبتعاد منحنيه أجمع ما سقط مني و عيناه التان صعقتاني بنظراتهما تقولان ألف كلمة لم أستطع تفسيرها ، وقفتُ أمامه و أنا متأكدة بأن وجهي قد تحول لحبة طمام كما قال “مازن” .
قال الأستاذ “وليد” متهكماً:
-هل كنتِ تنتظرين بطاقة دعوة خاصة لتتكرمي باللحاقِ بي ، لا أملك وقتاً لكل هذه التفاهة، تحركي.
و دون أن ينتظر رداً مني غادر بخطوات واسعة أحاول اللحاق به بخطواتي الصغيرة و أنا أردد بداخلي:
-فظٌ و وقح ، عديم الشعور ، كيف يمكن أن أتحمله و مديرة المكتب تلك لسنتين ، يبدو أن أمي محقة، يجب أن أجلس بالبيت أنتظر عريس الهنا .
لفصل الثاني
تم وضعي بغرفة معتمة تفوح منها رائحة الرطوبة ، المقعد يقسم ظهري لنصفين و أمامي طاولة خشبية مليئة بالشظايا ، لازال قلبي يهدر بعنف و أنفاسي تقاتل للدخول و الخروج من صدري ، أغلقت عيناي مرةً تلو الأخرى ،عسى أن تنمحي صورة جسده و دمائه من أمامي و لكنها أبت أن تفارقني ، و رائحة دمائه عالقه بي تُأكد أنه رحل .
**************
جلستُ الى جانب الأستاذ “وليد” بسيارته الرياضية و أنا أتمنى بسري لو أنني تبعته بسيارتي ، خاصة بعد اصطدامي المحرج به و سقوطي على صدره كحمقاء لم تتعلم المشي ، أشعر بأن رائحة عطرهِ علقت بي ، و لازلت حائرة بنظراتهِ تلك !!! لِما كان يحدق بي بهذهِ الطريقة ؟؟ لم تكن بنظرات عادية و لا حتى متعجرفة ، لقد كان ينطق بهما بأمرٍ مخيف و غامض ، لا أشعر بالراحة معه ، إنهُ يخيفني حقاً.
نظرت ناحيتهُ بطرف عيني ، يا لها من بداية ليومٍ تخيلته مميزاً.. شجار مازن مع أبي ، و تلك ال “هلا” المتعجرفة و الآن الأستاذ الوسيم الذي يعتقد بأنه ملك العالم ، حتى هو لم يتنازل بتعريفي عن نفسه ، قليل الذوق !!
نظرتُ ناحية النافذة بجانبي أتشاغلُ عنه ، أخذت أفكر بعشاء الليلة المقام على شرف “بسام” ، حاولت أن أستجمع ذكرياتي عنه ، لقد غادر منذ ستة سنوات للولايات المتحدة ، لا أذكر الكثير عنه ، فقد كان دائم الغرق بالدراسة ، أعتقد أنه بلغ ٣٠ عاماً الآن، درس الطب هنا و تخصص بأمريكا و الآن يعود كطبيب لجراحةِ الأعصاب، خالتي قالت أن المشفى بأمريكا و مشافي أخرى قدمت له عروض عمل مغرية ، لكنه طلب بعض الوقت للتفكير و العودة للوطن .
عُلا إبنة خالتي الثانية و منذ الطفولة متيمة به ، كانت تلاحقه كظله ، لن أنسى بكائها الجنائزي يوم سفره ، هي الان تعمل كصحفية ، لقد تغيرت شخصيتها كثيراً ، و لكن حبها ل “بسام” بقي الحقيقة الثابتة المعروفة للجميع ، و موضوع زفافهما يتم طرحه بكل تجمع للعائلة .
فجأة …. شعرتُ بالسيارة تكاد تُقلب رأساً على عقب بعد أن قام “وليد” بضرب المكابح بصورة مجنونة ، تمسكت بمقعدي خوفاً و جزعاً و صرخة الرعب تصدح من حنجرتي .
حدقت بوجهه معقودة اللسان و هو يجمع ملفاته و قد أظهرت إبتسامته الساخرة أنه قد قصد إيقاف السيارة بهذهِ الطريقة ، أخذت أجمع أغراضي بصمتٍ و يداي ترتجفان أتمسك بالرداء الأسود كيومي ، لكن لا ، كيف يمكن أن تمر دقيقة واحدة بسلام مع هذا المجنون .
-أتركِ هذا الرداء الذي تجرينه خلفك ، لن تستعمليهِ قبل ستة أشهر ، و أشك أن الأستاذ “عماد” سيسمح لكِ بالترافع أمام المحكمة ، العذر منكِ ، لكن أنتِ لا تبدين جديرة بالثقة .
حدقت به بذهول ، لا أفهم سبب معاملتهِ الجافة تلك ، أنا لم أتعرض له بكلمة ، هو حتى لم يسمع صوتي حتى الآن ، لم أشعر بالغضب كما الآن ، أرغب بدق عنقهِ ، قلتُ بصوتٍ حاد و أنا أوشك على انتزاعِ إبتسامته الساخرة بيدي :
-توقف … توقف … هل أنت فاقد العقل و الأدب ، كيف تتجرأ على معاملتي بهذهِ الصورة الوقحة ، تتكلم معي بطريقة تليق بزميلة مستقبلية لك ، أو على الأقل كإنسانةٍ يجب عليك احترامها ، أنا لم أطلب منك أن تدربني و لو علمت أن مصيبتي ستكون معك ، لطلبت التسجل بمكتبٍ فاشل بدلاً من هذا العذاب
شعرت بأن صوتي قد جرح من شدة الغضب و التوتر ، لكن هو لم يهتز ، بقي ينظر إلي بذات النظرة الساخرة ، لكن فجأة اقترب بجسده مني و قد أجبرتُ على التراجع حتى التصقت بالباب خلفي ، قال و هو يميل رأسه قليلاً :
-إذاً أنتِ تمتلكين لساناً و لسان طويل حاد كالسيف ، اسمعيني صغيرتي، المحامي الحقيقي يحسن الدفاع عن نفسهِ و عن غيرهِ بكل هدوء و اتزان ، و يقابل استفزاز غيره ببرود و عدم مبالاة ، لا تسكتي عن حقك لكن لا تغضبي .
حدقت به بفمٍ مفتوح ، لا أصدق هذا الرجل !!! هل كان يهدف بتصرفاته هذهِ تلقيني درساً ما ، ما هذا الأسلوب المجنون ؟؟!!!! لو كنت أحمل سلاحاً لقتلته !!
مدّ سبابته ناحية فكي يغلق فمي قائلاً بتهكم :
-لكن أعطيكِ بعض النقاط لعدم بكائك.
خرج من السيارة و أنا أحاول كبت دموعي ، ممنوع علي البكاء أمامه مهما كان السبب ، أردت أن أخرج و لكن تفاجأت به يفتح الباب بجانبي يقبض على ذراعي بقسوة جعلتني أتألم بشدة ، دفعني بعنف ناحية السيارة و هو يصفق الباب دون أن يحرر ذراعي ، أمسكت كفه أحاول إبعاده عني :
-أُترك ذراعي ، كيف تجرأ على لمسي يا ….
قاطع كلماتي و هو يقول بصوتٍ أجوف جعل قلبي يتوقف للحظة :
-صوتك هذا لا ترفعيهِ بوجه أستاذك مرة ثانية ، هل تفهمين ؟؟
حرر ذراعي و هو يخطو ناحية المحكمة و قد تركني خلفهُ أحاول السيطرة على ارتجافي و على دموعي التي حبستها بمعجزة ، حدقت بظهره و هو يبتعد عني ، أسرعت الحق به و أنا لا أفهم ما يحدث !!! لما دخلت المحكمة خلفه كنت أعدو عدواً حتى لا أضيع منه ، و كل حماستي تكسرت على صخور قسوته و تصرفاته التى لا أفهمها .
رحلةُ العودة كانت صامتة ، لم أرفع عيني ناحيته للحظة و أنا أفكر بالإنسحاب من كل هذا ، إنه شخصٌ غير سوي .. مجنون ، هل يفعل كل هذا لإجباري على ترك مكتب الأستاذ عماد !!!
لا ، لا يمكن ، و لكن لما ؟؟ لما ؟؟
وصلنا الى المكتب أخيراً ، و قد توهمت أن رحلة تعذيبي قد انتهت ، دخل هو لمكتبه الخاص و بقيتُ واقفة بوسط مكتب السكرتارية كالبلهاء ، و نظرات “هلا” الساخرة تزيد من مقتي
أطل “وليد” من باب مكتبه ليقول بصوتٍ عالي جعل كل من في المكتب يراقب وقوفي المثير للشفقة:
-أنتِ لا تنتظري مني دعوة خاصة لكل تحركاتك؟!! أدخلي
إنصاعت قدماي لِأمره لأدخل مكتبهُ سريعاً دون تفكير وقفت أمامه و قد عاد ليجلس على مقعده الجلدي خلف مكتبه الفاخر يطالع ملفاً بين يديه ،يتجاهل وجودي تماماً
فكرتُ بأن بقائي هنا ضرب من الجنون ، لما لا أرحل و لينتهي كل شيء بهذه اللحظة ، سأتصل بالأستاذ “عماد” و أخبره بأنني لا أرغب بالتعامل مع هذا الوقح ، إستدرت لأغادر و لكن لا أعلم متى نهض ذلك المتخلف من مكانه و سدّ طريق الباب علي بجسده الضخم يستند عليه داساً يديه بجيبه كما لو كان بجلسة تصوير
-لا أصدق أنك أنتِ “سلمى أحمد يوسف” التي أثارت إعجاب الأستاذ “عماد” ، هل تستسلمين من اليوم الأول لكِ ؟
تمسكتُ بحزام حقيبتي أنشد بعض القوة و أنا أقول بحزمٍ خائب :
-إبتعد من أمامي الآن ، أريد المغادرة .
تقدم ناحيتي و هو يرفع يديه ناحيتي قائلاً بأسلوب مسرحي :
-هل أنتِ سلمي أحمد يوسف ذاتها ؟؟ ، الأولى على دفعتها ، و التي حققت مراكز متقدمة بمسابقات الجامعات بأبحاثها المتميزة !!! هل هي أنتِ حقاً ؟؟
وقف أمامي تماماً و قد أصبحت قدمي كطودٍ مثبت بالأرض غير قادرة على الحركة ، هو يعرفني و قد طالع سيرتي الذاتية التي قدمتها للأستاذ”عماد” ، عدتُ أقول له بضعفٍ و قد أصبحت دموعي أقوى من مقاومتي و أنا أهرب من عينيه أحدق بصدره الذي يسد طريقي :
-دعني أذهب ، أرجوك
-لقد علمت أنك ضعيفة الشخصية ، و هذا المكان لا يناسبك أبداً .
أصبح بكائي ضرورة لا مفر منها بدلاً من أنأتسبب لنفسي بسكتةٍ قلبية أو جلطة بالمخ ، غطيتُ وجهي بكفي و قد انحدرت دموعي بخزيٍ و عجز و حقيبتي سقطت أرضاً و قد تبعثرت محتوياتها ، سمحت لقدمي أخيراً بالإنهيار على الأريكة خلفي .
بكيتُ بصمتٍ و جسدي يهتز مرغمة ، كيف يمكن الآن أن أواجهه من جديد ، تباً له هو السبب بهذا الموقف المخزي ، سأنهض من مكاني و أخرج دون أن ألتفت إليه للحظة
-خذي هذا و امسحي دموعك
شعرت بشيءٍ خفيف يلقى على حضني ، أنزلت كفي عن وجهي أحدق بمنديلٍ قماشي أخضر اللون مثل الذي كان جدي يستعمله ، رفعت عيني بحرص لأجد “وليد” قد انحنى أرضاً يُمسك حقيبتي يجمع ما تناثر من أغراضي على أرض المكتب ، مجنون !! كيف يمكن أن ينقلب من النقيض للنقيض بجزءٍ من الثانية .
رفع عينيه فجأة لأعلق بعينيه العسليتين ..نعم هما عسليتان صافيتان ، كيف توهمت سوادهما عندما اصطدمت به صباحاً و عندما أمسك بذراعي أمام سيارته !!!
حاولت الفكاك من نظراته التي أصبحت أكثر رقة و حناناً ، أكد أقسم بأنه نادم على ما فعله معي ، هو يعتذر مني بعينيه !!!! و شيء ثاني هو … هو … هو ماذا ؟؟ أنا لا أفهم !! ما الذي يريده مني .
إرتفع رنين هاتف مكتبه ليقطع هذه اللحظة التي طالت ، أسرع ينهض عن ركبته واضعاً حقيبتي على طاولة المكتب يجيب الهاتف و أنا أسرعت بمسح وجهي بمنديله القادم من حقبةٍ مختلفة ، من ثم وقف أمام الباب يقول بتوترٍ هارباً من عيني :
-يمكنك استعمال حمامي الخاص لتغسلي وجهك ، سأطلب لكِ فنجاناً من القهوة بعد أن أتحدث للأستاذ”عماد” ، لقد طلبني
غادر سريعاً كما لو أن الهروب أصبح دوره الأن ، وقفت و أنا أشعر بالضياع ، هذا أغرب يوم عشته ، لن أصادف يوماً مثله ، ذلك المتخلف ، دخلت الحمام لأُصدم بمنظري و قد ساح الكحل ملطخاً وجهي كدب الباندا .



#2

افتراضي رد: جنون الحب و الانتقام " مميزة & مكتملة "

مشكورة حبيبتى
إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#3

افتراضي رد: جنون الحب و الانتقام " مميزة & مكتملة "

[mention=83579]العدولة هدير[/mention];تسلمي طنط لمرورك الحلو
إظهار التوقيع
توقيع : أميرة السكون


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
اجمل اقوال الحب فتاة أنيقة رسائل وتوبيكات
حكم و اقوال عن الحب لصمتي ّحكاية حكم واقـوال
عبارات حب باللغه الانجليزيه ، اجمل كلمات عن الحب باللغه الانجليزيه وترجمتها 2025 هبه شلبي اللغة الانجليزية English
انواع الحب التي يجب على المراهقة تجنبها ربي رضاك والجنة فتيات تحت العشرين
اروع كلمات عن الحب جنبك على طول خلينى حكم واقـوال


الساعة الآن 08:27 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل