أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي الوداع الأخير

الوداع الأخير
الوداع الأخير
الوداع الأخير

غاب عن الأنظار لفترة وانقطع عن العمل لأيام, كثر السؤال والاستفهام والاستعلام عن سفره المفاجئ وغيابه الذي كان بلا مقدمات.
ترك كل شيء خلفه وتوقف كل ما تحت يده من أعمال أو مواعيد أو مشاريع.
عاد بعد زمن ولكنه ليس صاحبنا الأول, غابت إشراقة وجهه, ولمعان عينيه, وتألق روحه, عاد بوجه شاحب, وجسد منكسر ونفس محاصرة, ليس ذلك الوجه هو من غادرنا, وليست تلك الروح روحه التي كان يسبح بها ومعها هنا وهناك.
لقيته على عجل بعد عودته, فدار بيننا حوار عن حالته, فطأطأ رأسه وقال "الحمد لله على قضائه", مشكلة في القلب تفاجأت بها ولا أعلم أأنجو منها أم لا, ولكن الأمر خطير جدًا.
انطلق بغير طلب مني في سرد تجليات وضعه, وعاتب نفسه كثيرًا أمامي حينما قال: "أجهدت نفسي كثيرًا في الأيام الخوالي, ولم أعرف أن لبدنك عليك حقًا, كنت كتومًا لا أعرف البوح ولا الفضفضة وكنت أعتقد أنَّ ذلك قوة وصلابة, وهو عكس ذلك تمامًا.
غرقت في ضغوط العمل والحياة, ونسيت حياتي وأسرتي وحقوقي الشخصية, وكنت لاهثًا لا أعرف الراحة والمتعة والاسترخاء, كان التوتر والضغوط والقلق السمة الغالبة على حياتي بكل أسف, وهو ما دمرني وأنا في عز شبابي!".
رغم أن اللقاء كان عابرًا, ولكنه حمل معاني كثيرة بالنسبة إلي, كان إحساسي أنه يودعني ويحملني رسالة للآخرين, وفعلًا بعد أسابيع تلقيت خبر وفاته وهو لم يكمل الأربعين ربيعًا.
فور تلقي الخبر, تذكرت قصة صديقي مدير المستشفى عندما أخبرني عن عدد من الحالات التي تأتيهم وهي مصابة بالجلطات وهي في عمر الزهور حيث حار الأطباء بها.
تساءلت بألم: "لماذا ينتقم الإنسان من نفسه هكذا, وهل غابت النهاية المحزنة عن مخيلته؟", فأعداد المصابين بأمراض ناتجة من ضغوط العمل وتوترات الحياة بازدياد كبير, وهم حسب بعض الدراسات في ازدياد مضطرد, ففي الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال من مات في سنة واحدة بسبب ضغوط العمل والقلق والتوتر والمخاوف أكثر من 3 أضعاف ممن قتلوا في الحرب العالمية الثانية.
فلماذا لا نعلن حالة الطوارئ لمقاومة هذا المرض الخطير الذي جعل الناس أشبه بـ"الماكينات" التي لا تعرف طعم الراحة ولا المتعة ولا الاستجمام.. تُمني نفسها بسعادة لاحقة وتؤجل كل شيء جميل إلى موعد هلامي غير منظور.
لماذا كل هذا وهل أعمى بريق المال أو الشهرة أو المنصب أو المنافسة بعض الناس عن مفهوم التوازن في الحياة, بين الروح والعقل, العاطفة والجسد, بين العمل والأسرة, حقوق الخالق والأصدقاء والمجتمع.. بين الترفيه والإنجاز.. إنه التوازن الذي يجلب السعادة التي ينشدها الجميع.
فقيمة العمل الجاد, وهو فضيلة لا تعني الإرهاق الجسدي أو النفسي,

والطموح في الحياة لا يعني ضياع الأسرة أو الصحة أو العلاقات.
سلطان بن عبد الرحمن العثيم





الوداع الأخير



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: الوداع الأخير

موضوع جميل اوي
#3

Post رد: الوداع الأخير

رد: الوداع الأخير

إظهار التوقيع
توقيع : بسمة حياة
#4

افتراضي رد: الوداع الأخير

مشكوره حبيبتي

إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
وقفات إيمانية من خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أم أمة الله المنتدي الاسلامي العام
شرح أخر خطب النبي ﷺحديث خطبة الوداع - شرح وبيان أم أمة الله السنة النبوية الشريفة
الخروج الأخير بحلم بالفرحة المنتدي الاسلامي العام
أصعب لحظات الوداع ربي رضاك والجنة منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
(( أعراض الثلث الأخير من الحمل ، تعرفي على أعراض المرحلة الأخيرة من حملك )) نَقاء الرُّوح مرحلة الحمل والولاده


الساعة الآن 01:50 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل