من منا لم ينتظر حكايات أبلة فضيلة وهو صغير على إذاعة الراديو يوميا على أحر من نار الجمر؟!، وحتى كبارنا كانوا يفعلون هكذا تشوقا لسماع قصة اليوم الجديدة، ويأتي الموعد المنتظر مقدما بكلام ما أحلاه من كلام يحمل لنا قصص أطفال أبلة فضيلة.
قصة المرأة العجوز والثلاث شقيقات
المرأة العجوز: “من الطارق؟”.
الأخت الكبرى: “أنا يا سيدتي”.
المرأة العجوز: “نعم يا صغيرتي كيف أستطيع مساعدتكِ؟”.
الأخت الكبرى: “هل بإمكاني العمل لديكِ يا سيدتي؟”.
المرأة العجوز: “وهل ستقدرين على العمل عندي؟!”
الأخت الكبرى: “نعم يا سيدتي، سأقدر إن شاء الله”.
المرأة العجوز: “سنرى”.
الأخت الكبرى: “وما أجري سيكون يا سيدتي”.
المرأة العجوز: “إن استطعتِ الصبر على العمل عندي لمدة عام سأعطيكِ كيسا مليئا بقطع من الذهب الخالص”.
فرحت الأخت الكبرى فرحا شديدا، وقالت في نفسها: “سأفعل أي شئ مقابل أفوز بالاتفاق أمام شقيقتي”.
العمل شاق لدى المرأة العجوز:
أعطت المرأة العجوز قدرا من الفخار للأخت الكبرى لتذهب به إلى النيل لتعبئته، وأوصتها بألا تكسره والقدر ثقيل وهو فارغ، فذهبت الفتاة وعبأته وأخذت تسير به خطوة خطوة لئلا ينكسر، وعندما وصلت إلى دار المرأة العجوز طلبت منها أن تنزل من على رأسها القدر المليء بالماء لثقله الشديد، والمرأة مشغولة بعجن الخبز، فأخذت تتأرجح الفتاة يمينا ويسارا بالقدر حتى أسقطته من فوق رأسها وانكسر فعادت حزينة، وقصت لشقيقتيها ما حدث معها.
دور الأخت الوسطى:
وفي صباح اليوم التالي ذهبت الأخت الوسطى إلى المرأة العجوز، واتفقا على نفس اتفاق الأخت الكبرى، كيس مليء بقطع الذهب الخالص مقابل الصبر على العمل لمدة عام كامل؛ وأعطتها قدرا مماثلا لتملأه بالماء، وانتهجت مع الفتاة نفس ما فعلته مع أختها الكبرى، ولكن الفتاة صبرت حتى فرغت المرأة من عجن الخبز، وثم صبرت الفتاة حتى فرغت المرأة من خبز العيش ووضعه وإخراجه من الفرن، وهي حاملة للقدر الثقيل المليء بالماء، وبعد كل ذلك قامت المرأة بإنزاله من على رأسها.
الاختبار الثاني:
قامت المرأة العجوز بإعطاء الفتاة حبة قمح واحدة، وطلبت منها أن تقوم بطحنها وخبزها رغيفا واحدا تأكل منه وتشبع، فذهلت الفتاة من طلب المرأة العجوز وتركتها ومضت في سبيلها، وعادت إلى شقيقتيها مكسورة الخاطر.
دور الأخت الصغرى:
وفي صباح اليوم التالي ذهبت الأخت الصغرى للمرأة العجوز، وقامت باجتياز الاختبار الأول كحال الأخت الوسطى، وجاء الدور على الاختبار الثاني؛ أعطت المرأة العجوز حبة القمح للفتاة الصغيرة، وطلبت منها رغيفا ساخنا تأكل منه المرأة حتى تشبع، فأخذتها الفتاة وقامت بزرعها بحديقة المنزل وعملت على رعايتها يوميا حتى صارت عود قمح مليء بالسنابل العديدة والمليئة بحبات القمح الوفير، التي أخذتها الفتاة وطحنتها وخبزتها، وصنعت منها رغيف خبز كبير أكلت منه المرأة العجوز حتى شبعت.
الجزاء من جنس العمل:
أعطت المرأة العجوز للأخت الصغرى كيس المليء بقطع الذهب لقاء عملها بإخلاص، وقالت لها: “أن من يعمل ويصبر يصل بالنهاية إلى مبتغاه”.