أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه

التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه

التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه،
الغرض منه
التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه


- التشبيه -

(التشبيه): إلحاق أمر بأمر في وصف بأداة لغرض (1)، والأمر الأول يسمى المشبَّه، والثاني المشبَّه به، والوصف وجه الشبه، والأداة الكاف، أو نحوها.
نحو: العلم كالنور في الهداية؛ فالعلم مشبَّه، والنور مشبَّه به، والهداية وجه الشبه، والكاف أداة التشبيه (2).
(١) قوله: إلحاق أمر بأمر، فيه ملحق وملحق به.
وقوله: في وصف، فلا بد أن يكون هناك وصف جامع.
وقوله: بأداة، وهي أداة التشبيه؛ كـ "الكاف، وكأن"، وما أشبه ذلك.
وقوله: لغرض؛ أي: لغرض من أغراض التشبيه، كما إذا قلت: فلان كالبحر، أردت كثرة الكرم وسعته.
فلا بد من غرض، وستأتي - إن شاء الله - أغراض التشبيه.
(٢) إذن: للتشبيه أربعة أركان: مشبَّه، ومشبَّه به، وأداة تشبيه، ووجه الشبه.
وهذا إذا ذكرت الأركان الأربعة، وهو أضعف أنواع التشبيه.

التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه

ويتعلق بالتشبيه ثلاثة مباحث: الأول في أركانه، والثاني في أقسامه، والثالث في الغرض منه.
المبحث الأول: في أركان التشبيه:
(أركان التشبيه أربعة): المشبَّه، والمشبَّه به، (ويسميان: طرفي التشبيه)، ووجه الشبه، والأداة.
ووجه الشبه هو الوصف الخاص الذي قصد اشتراك الطرفين فيه؛ كالهداية في العلم والنور.
وأداة التشبيه هي اللفظ الذي يدل على معنى المشابهة؛ كالكاف، وكأن، وما في معناهما، والكاف يليها المشبه به،

بخلاف كأن، فيليها المشبه، نحو:
كأن الثريا راحة تشبر الدجى لتنظر طال الليل أم قد تعرَّضا (1)
"وكأن" تفيد التشبيه إذا كان خبرها جامدًا، والشك إذا كان خبرها مشتقًّا، نحو: كأنك فاهم (2).
(١) إذن: أركان التشبيه أربعة: المشبه، والمشبه به - ويسميان طرفي التشبيه - وأداة التشبيه، ووجه الشبه، وهو الوصف الخاص الذي قصد اشتراك الطرفين - المشبه والمشبه به - فيه؛ كالهداية في العلم والنور في قوله: العلم كالنور في الهداية.
(2) وهذه فائدة: وهي أنه:
إذا كان خبر "كأن" جامدًا، فهي للتشبيه؛ تقول: كأنك أسد.
و"أسد" جامد.
وتقول: كأنك بحر، و"بحر" جامد، فتكون "كأن" في هذين المثالين للتشبيه.
وإذا كان مشتقًّا - سواء كان فعلًا، أو اسم فاعل - فإنه يكون للظن.
ملحوظة: قال المؤلف: الشك، والمراد الظن.
ومثاله: أن تقول: كأنك تفهم، يعني: أظنك فاهمًا.
وتقول: كأنك قد عملت هذا الشيء، فهذا أيضًا للظن[1].
وقد يذكر فعل ينبئ عن التشبيه، نحو قوله تعالى: ﴿ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ﴾ [الإنسان: 19] (1).
(١) قوله: ﴿ حَسِبْتَهُمْ ﴾، يعني: ظننتهم.
وقوله: ﴿ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ﴾، لأنهم يشابهون اللؤلؤ المنثور.
وقوله: ﴿ إِذَا رَأَيْتَهُمْ ﴾، الضمير في "هم"[2] يعود على الولدان؛ لقوله تعالى قبل ذلك: ﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ﴾ [الإنسان: 19].
وقوله: ﴿ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ﴾ [الإنسان: 19]، يعني: في كثرتهم وحُسنِهم وبهائهم.
والمهم الآن: أنه إذا اجتمعت أركان التشبيه الأربع "المشبَّه، والمشبَّه به، وأداة التشبيه، ووجه الشبه"، فالذي يليه المشبَّه هو "كأن"، والذي يليه المشبَّه به هو الكاف.
و"كأن" تتعين أن تكون للتشبيه إذا كان خبرها جامدًا، وتكون للظن إذا كان خبرها مشتقًّا، سواء كان اسم فاعل، أو اسم مفعول، أو فعلًا مضارعًا، أو فعلًا ماضيًا [3]، المهم أن يكون مشتقًّا.

وإذا حذفت أداة التشبيه ووجهه، سمي تشبيهًا بليغًا، نحو: ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ﴾ [النبأ: 10]؛ أي: كاللباس في الستر (1).

(١) إذن التشبيه البليغ هو الذي حذفت فيه أداة التشبيه ووجه الشبه، تقول: محمد كالبحر في الكرم، فتجعله بليغًا، فتقول: محمد بحر، فهذا بليغ؛ لأنك بالغت في التشبيه، حتى جعلت الشبه نفس المشبَّه به.
وسيأتينا - إن شاء الله تعالى - أقسام أخرى، لكن المؤلف أراد أن يشير إشارة.

التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه

المبحث الثاني: في أقسام التشبيه:
ينقسم التشبيه باعتبار وجه الشبه إلى تمثيل وغير تمثيل.
فـالتمثيل ما كان وجهه منتزعًا من متعدد؛ كتشبيه الثريا بعنقود العنب المنور (1).
(١) التشبيه ينقسم باعتبار وجه الشبه إلى تمثيل وغير تمثيل، فإن كان مفردًا بمفرد فهو غير تمثيل، وإذا كان جمعًا بمفرد فهو غير تمثيل، وإذا كان مفردًا بجمع فتمثيل، أو جمعًا بجمع فتمثيل.
يقول المؤلف: فالتمثيل ما كان وجهه منتزعًا من متعدد؛ كتشبيه الثريا بعنقود العنب المنور.
الثريا: اسم نجم كعنقود العنب، وعنقود العنب معروف أنه عبارة عن حبات، متراص بعضها إلى بعض، فـالثريا كذلك.
فهذا تمثيل؛ لأنه مركب من الهيئة، ومن الحبات التي في الهيئة، والهيئة جرم هكذا، فيضم بعضه إلى بعض، والحبات متعددة، فيسمى هذا التشبيه تمثيلًا.
وغير التمثيل ما ليس كذلك؛ كتشبيه النجم بالدرهم (1).
(وينقسم) بهذا الاعتبار أيضًا إلى مفصل ومجمل:
(فالأول): ما ذكر فيه وجه الشبه، نحو:

وثغره في صفاء وأدمعي كاللآلي (2)
(والثاني): ما ليس كذلك، نحو: النحو في الكلام كالمِلح في الطعام (3).
(١) مثال غير التمثيل: تشبيه النجم بالدرهم، وتشبيه حصى الجمار بحب الباقلاء "نبت يشبه الفول".
(٢) قوله: في صفاء: هذا وجه الشبه.
وقوله: كاللآلي، هذا المشبه به[4].
(٣) فوجه الشبه في هذا المثال محذوف، وتقديره: النحو في الكلام كالملح في الطعام، في تقويمه وتهذيبه وطعمه[5].
ومثال ذلك أيضًا: أن تقول: فلان كالبحر، هذا تشبيه مجمل؛ لأنه حذف فيه وجه الشبه.
فإذا قلت: فلان كالبحر في الكرم، فهو مفصل؛ لأنه ذكر فيه وجه الشبه.
(وينقسم) باعتبار أداته إلى مؤكد، وهو ما حذفت أداته، نحو:
هو بحر في الجود.
ومرسل، وهو ما ليس كذلك، نحو: هو كالبحر كرمًا (1).
ومن المؤكد ما أضيف فيه المشبه به إلى المشبه، نحو:

والريح تعبث بالغصون وقد جرى ذهَبُ الأصيل على لُجَين الماء (2).
(١) إذن: الآن عرفنا أنه إذا وجد الطرفان (المشبه والمشبه به)، وحذفت الأداة ووجه الشبه، فهو بليغ، وإذا حذف وجه الشبه وبقيت الأداة فهو مجمل ومرسل، وإذا حذفت الأداة وبقي وجه الشبه فهو مؤكد مفصل، وإن وجد الجميع فهو ضعيف، يقال: إنه مرسل ومفصل.
(٢) الشاهد: قوله: ذهب الأصيل؛ لأن الأصيل - الذي هو آخر النهار - يكون أصفر كالذهب.
وفيه شاهد آخر، وهو قوله: على لجين الماء.
والمعنى: على ماء كاللجين، وعلى أصيل كالذهب.
فـالتشبيه هنا مؤكد؛ لأنه أضيف فيه المشبه به إلى المشبه.
المشبه به في (ذهب الأصيل): الذهب.
والمشبه: الأصيل؛ لأن الأصيل تصفر به الشمس، فتكون كالذهب.
والمشبه به في (على لجين الماء): اللجين، واللُّجَين الفضة.
والمشبه: الماء.
والمعنى: على ماء كاللجين.

التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه

المبحث الثالث: في أغراض التشبيه:
الغرض من التشبيه:
إما بيان إمكان المشبه، نحو:

فإن تفُقِ الأنام وأنت منهم فإن المِسكَ بعض دم الغزال
فإنه لما ادعى أن الممدوح مباينٌ لأصله؛ لخصائص جعلته حقيقة منفردة - احتج على إمكان دعواه بتشبيهه بالمسك، الذي أصله دم الغزال (1).
(١) أولًا: لا بد أن نسأل: هل هذا تشبيه؟ وما الذي به من التشبيه؟ وهو خالٍ من أداة تشبيه، ومن وجه شبه؟
الجواب: أنه تشبيه، ويسمى هذا النوع من التشبيه: التشبيه الضمني؛ لأنه خلا من أدوات التشبيه.
قوله: فإن تفُقِ الأنام وأنت منهم، يخاطب الممدوح، يقول: إن كنت أعلى من الأنام، وأنت منهم - من مادتهم، من تراب، ثم من نطفة - فإن ذلك ممكن.
ودليل الإمكان: أن المسك بعض دم الغزال، ومعلوم الفرق بين الدم وبين المسك، مع أنه أصله.
يقال: إن هناك غزلان معينة، تسمى غزال المسك، يمرِّنونها على رياضات معينة، ثم ينفتح في بطنها سرة، ويحكمون عزل هذه السرة عن بقية البدن بخيط، يربطونها به جيدًا؛ حتى لا يصل إليها الدم، وبعد مدة تيبس وتنفصل.
وهذا الدم الذي يكون فيها هو المسك، وهو من أنواع الطيب، مع أن أصل هذا المسك هو الدم، ومع ذلك صار طيبًا، لا نظير له.
وهنا يقول: أنت أيضًا أيها المخاطب من الأنام؛ من تراب، ثم من نطفة، ولكنك تفوقهم كما يفوق المسك دم الغزال.
وإما بيان حاله؛ كما في قوله:

كأنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبدُ منهن كوكب (1)
(١) هذا بيان حاله مع الملوك؛ يعني: إنك تفوق الملوك، وحالك معهم كحال الشمس مع الكواكب؛ فالشمس إذا طلعت تختفي النجوم.
فهذا الملك بالنسبة للملوك الآخرين كالشمس مع الكواكب.
تختفي معه الملوك في كل شيء: في الشجاعة، في الكرم، وفي السماحة، في الحذق، في كل شيء.

وإما بيان مقدار حاله، نحو:

فيها اثنتان وأربعون حلوبة سُودًا كخافية الغراب الأسحم
شبه النوق السود بخافية الغراب؛ بيانًا لمقدار سوادها (1).

وإما تقرير حاله، نحو:

إن القلوبَ إذا تنافر ودُّها مِثلُ الزجاجة كسرُها لا يُجبَرُ
شبَّه تنافر القلوب بكسر الزجاجة؛ تثبيتًا لتعذُّر عودتها إلى ما كانت عليه من المودة (2).
(١) هذا أيضًا كثيرًا ما يأتي، وهو التشبيه لبيان مقدار الشبه، والسواد معلوم أنه قد يكون فاتحًا، وقد يكون شديد السواد، وهنا عرفنا أن هذه النوق الأربعين شديدة السواد[6].
(2) هذا البيت ليس بصحيح؛ لأن القلوب قد يتنافر ودها، ثم يرجع الود، وهذا كثيرًا ما يقع، ودليله: قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].
وقيل: أحبب حبيبك هونًا ما، فعسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما، فعسى أن يكون حبيبك يومًا ما.
وهذا يروى حديثًا، ولكنه ضعيف[7].
فالشاهد من هذا البيت غير صحيح، لكن على ما يريد الشاعر به نقول: هذا المقصود به تقرير الحال.

وإما تزيينه، نحو:

سوداء واضحة الجبيـ ـن كمقلة الظبي الغرير
شبه سوادها بسواد مقلة الظبي؛ تحسينًا لها (1).
وإما تقبيحه، نحو:

وإذا أشار محدثًا فكأنه قرد يقهقه أو عجوز تلطم (2)
(١) هذا الشاعر يخاف أن يهجوه الناس باختيار السوداء، فبين أن سوادها كمقلة الظبي الغرير، وهذا لا شك أنه تحسين.
(٢) من المعلوم أن القرد لا يقهقه، لكن على كلام الشاعر يقهقه، والمراد أنه إذا كان يتحدث صار مثل القرد الذي يضحك، وإذا قام يشير بحديثه صار كأنه عجوز تلطم على رأسها[8].
وعندما يسمع الإنسان عن هذا الخطيب أنه بهذه الحال لا يرغب في سماعه؛ لأنه قبحه عنده.

ويقول الشاعر في العسل:
تقول: هذا مُجاجُ النحل تمدحه التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه
وإن تشأ قلت: ذا قيء الزنابير التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه
مدحًا وذمًّا وما جاوزت وصفهما التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه
والحق قد يعتريه سوء تعبير التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه
وهذا صحيح؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من البيان لسحرًا))[9]؛ يعني: يتكلم الإنسان، وعنده فصاحة، فإذا به ينزله إلى أسفل من القدمين، أو بالعكس.
وقد يعود الغرض إلى المشبه به إذا عكس طرفا التشبيه، نحو:

وبدا الصباح كأن غرته وجه الخليفة حين يمتدح
ومثل هذا يسمى بالتشبيه المقلوب (1).
(١) قوله: وبدا الصباح، والصباح إذا بدا يبدو مسفرًا.
وقوله: كأنه غرته، يعني بياضه.
وقوله: وجه الخليفة حين يمتدح، كان الأولى أن يقول: كان وجه الخليفة حين يمتدح غرة الصباح، لكنه عكس، فيكون هنا الغرض تحسين المشبه به.



التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه





أسئلة على التشبيه

السؤال الأول: ينقسم التشبيه باعتبار ذكر وجه الشبه وعدمه إلى مجمل ومفصل، فما هو المفصل؟ وما هو المجمل؟ مع التمثيل.
الجواب:
المفصل: هو ما ذكر فيه وجه الشبه، نحو: زيد كالأسد في الشجاعة.
والمجمل: هو ما حذف منه وجه الشبه، نحو: زيد كالأسد.
السؤال الثاني: ينقسم التشبيه باعتبار أداته إلى مؤكد ومرسل، فما هو المؤكد؟ وما هو المرسل؟ مع التمثيل.
الجواب:
المؤكد: هو ما حذفت منه أداة التشبيه، نحو: محمد بحر في الجود.
والمرسل هو: ما ذكرت فيه الأداة، نحو: محمد كالبحر في الجود.
السؤال الثالث: إن حذفت أداة التشبيه ووجه الشبه، فماذا يسمى؟ مع التمثيل.
وماذا تقول إذا أردت أن تأتي بجميع أركان التشبيه فيما مثلت به؟
الجواب:
يسمى بليغًا، وذلك نحو: العلم نور، وزيد أسد.
وإذا أردت أن تأتي بجميع أركان التشبيه في هذين المثالين، فإنك تقول: العلم كالنور في الهداية به، وزيد كالأسد في الشجاعة.
السؤال: بيِّن نوع التشبيه في الجمل الآتية:
فلان كالبحر كرمًا.
فلان كالبحر.
فلان بحر في الكرم.
فلان بحر.
هو كالبحر كرمًا.
الجواب:
فلان كالبحر كرمًا، مفصل؛ لأنه ذكر فيه وجه الشبه، وهو مرسل، لأنه ذكر فيه أداة التشبيه.
فلان كالبحر، مرسل؛ لأنه ذكر فيه أداة التشبيه.
وهو مجمل؛ لأنه حذف منه وجه الشبه.
فلان بحر في الكرم، مؤكد مفصل:
مؤكد؛ لأنه حذف منه أداة التشبيه.
ومفصل؛ لأنه ذكر فيه وجه الشبه.
فلان بحر، تشبيه بليغ؛ لأنه حذف منه وجه الشبه وأداة التشبيه.
هو كالبحر كرمًا، كالأول مفصل ومرسل:
مفصل؛ لأنه ذكر فيه وجه الشبه، وهو قوله: "كرمًا".
ومرسل؛ لأنه ذكر فيه أداة التشبيه، وهي "الكاف".
السؤال الخامس: متى يكون التشبيه محمودًا؟ ومتى يكون غير محمود؟
الجواب:
يكون التشبيه محمودًا إذا كان له غرض صحيح، ويكون مذمومًا إذا لم يكن له غرض، وفي هذه الحالة يسمى تطويلًا، أو حشوًا.
السؤال السادس: ما هو أقوى أنواع التشبيه، وما هو أردؤها؟
الجواب:
أقوى أنواع التشبيه هو التشبيه البليغ، وأردؤها هو المرسل المفصل؛ لأن فيه كل الأركان.
السؤال السابع: إذا حذفت الأداة، وذكر وجه الشبه، أو ذكرت الأداة، وحذف وجه الشبه، فأيهما أبلغ؟
يعني: أيهما أبلغ: أن تقول: زيد بحر في الكرم، أم أن تقول: زيد كالبحر؟
الجواب:
الواقع أن كل واحد منهما أقوى من الآخر من وجهه:
فباعتبار ضعف التشبيه: إذا قيل: زيد كالبحر، هذا واضح أنه أضعف من قولك: زيد بحر في الكرم.
فقولك: زيد بحر في الكرم، أبلغ في كونك ادعيت أن المشبه به هو نفس المشبه، فهو أقوى في التشبيه.
ومن جهة العموم: فإن "زيد كالبحر" بحذف وجه الشبه، أعمُّ من كل النواحي.
فقولك: زيد بحر في الكرم، خصصته في كونه كالبحر في شيء معين.
فصار كل واحد منهما أقوى من الآخر من وجه.


التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه
[1] اعلم - رحمك الله - أن الاسم ينقسم من حيث الجمود والاشتقاق إلى قسمين:
القسم الأول: جامد، وهو ما لم يؤخذ من غيره، ودل على ذات، أو معنى، من غير ملاحظة صفة؛ كأسماء الأجناس المحسوسة؛ مثل: رجل، شجرة، وبقر.
وأسماء الأجناس المعنوية؛ كـ: "نصر، وفهم، وقيام، وقعود، ووضوء، ونور، وزمان".
القسم الثاني: مشتق، وهو ما أخذ من غيره، ودل على ذات، مع ملاحظة صفه؛ كـ: "عالم، وظريف".
وأصل المشتقات عند البصريين: المصدر؛ لكونه بسيطًا؛ أي: يدل على الحدث فقط، بخلاف الفعل؛ فإنه يدل على الحدث والزمن.
وعند الكوفيين: الأصل الفعل؛ لأن المصدر يجيء بعده في التصريف، والذي عليه جميع الصرفيين الأول.
ويشتق من المصدر عشرة أشياء: الماضي، والمضارع، والأمر، واسم الفاعل، واسم المفعول، والصفه المُشبَّهة، واسم التفضيل، وأسماء الزمان والمكان، واسم الآلة.
وهذه العشرة إذا كان خبر "كأن" واحدًا منها، فإنه يكون للظن،وانظر: شذا العرف ص٥٤، ٥٥.
[2] إنما قال الشيخ الشارح رحمه الله: الضمير في "هم"، ولم يقل: الضمير "هم"؛ تمشيًا مع مذهب البصريين، الذين يجعلون الضمير في مثل هذا التركيب هو الهاء فقط، بينما تكون الميم حرفًا دالًّا على جماعة الذكور.
وأما الكوفيون فيجعلون الضمير هو "هم" كلها،وانظر النحو الوافي 1/ 223، ٢٢٤، حاشية (٣).
[3] أو غير ذلك من أنواع المشتقات التي ذكرناها قبلُ ص ١٣٧، حاشية (١).
[4] فالمعنى: أن ثغره وأدمعي كليهما في صفاء كاللآلئ؛ أي: كـالجواهر الصافية.
فهذا مثال للتشبيه المفصل؛ لكون التصريح بوجه الشبه فيه.
[5] قال إسحاق بن خلف:

والنحوُ مِثل المِلح إن ألقيته في كل صنف من طعام يحسن
[6] يعني: أنه لما كان حال سواد النوق معلومًا، ولكن جهل مقدار تلك الحال، من شدة أو ضعف، شبه النوق السود بخافية الغراب في شدة سوادها؛ بيانًا لمقدار سوادها؛ أي: سواد النوق السود.
[7] رواه الترمذي (١٩٩٧)، والطبراني في "المعجم الأوسط" ٣ / ٣٥٧، ٦ / ٢٠١ (٣٣٩٥، ٦١٨٥)، وابن عدي في "الكامل" ٢ / ١٧١ عن أبي هريرة.
قال الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقه على جامع الترمذي: صحيح.
ورواه أيضًا الطبراني في "الأوسط" ٥ / ٢١٣ (٥١١٩)، ومحمد بن سلامة القضاعي في "مسند الشهاب" ١ / ٤٣٠ (٧٣٩)، عن عبدالله بن عمر.
ورواه أيضًا الطبراني في الأوسط ٥ - ٢١٤ (٥١٢٠)، عن عبدالله بن عمرو.
ورواه أيضًا البخاري في "الأدب المفرد" (١٣٢١)، وابن أبي شيبة في (مصنفه) ٧ / ٢٦٠، والدارقطني في "العلل" ٤ / ٣٣، ٨ / ١١٠، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٥ / ٢٦٠ (٦٥٩٣)، وعبدالله بن أحمد في "السنة" ٢ / ٥٨٩ (١٣٩٤) موقوفًا على عليٍّ رضي الله عنه.
قال عبدالله بن أحمد: إسناده ضعيف.
[8] (فشبه المهجوَّ) حالة تحديثه بقرد حاله القهقهة، أو بعجوز حالة لطم وجهها، تقبيحًا له، وتنفيرًا عنه.
[9] رواه أحمد في (مسنده) ٢/ ١٦ (٤٦٥١)، والبخاري في "صحيحه" (٥٧٦٧) في الطب، باب إن من البيان لسحرًا، وأبو داود (٥٠٠٧) في الأدب، باب ما جاء في المتشدق في الكلام، ومالك في "الموطأ" ٢ / ٩٨٦، والربيع في "مسنده" ١ / ٣٥، عن عبدالله بن عمر.
رواه الدارمي في "سننه" ١ / ٤٤٠ عن عمار بن ياسر.
ورواه الحاكم في "المستدرك" ٢ / ٧١٠ عن ابن عباس.
ورواه محمد بن سلامة القضاعي في "مسند الشهاب" ٢ / ٩٨ عن علي.
ورواه الطبراني في "الأوسط" ٧ / ٣٤١ عن أبي بكرة.
شرح دروس البلاغة للشيخ محمد بن صالح العثيمين
تحقيق الأستاذ أشرف بن يوسف (16)



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه

رد: التشبيه: تعريفه، أركانه، أقسامه، الغرض منه

إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تنمية المهارات الحسية لدى الأطفال المعاقين بصرياً للجنة اسعى❤ ذوي الاحتياجات الخاصة
الاعشاب وفوائدها بالصور امة الله الطب البديل
ديكورات بيت احلام منه الله احمد , تصوراتى لبيت منه الله احمد المستقبلى ريموووو ديكورات ومفروشات
احذرن منه انه خطيــر الى أبعد الحدود .. !! انوثه شرقيه المنتدي الاسلامي العام


الساعة الآن 10:03 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل