إجابة الأطفال عن الله،إذا سألك طفل عن الله، فبما تجيب؟ ثلاث إجابات عن كيفي
إجابة الأطفال عن الله،إذا سألك طفل عن الله، فبما تجيب؟ ثلاث إجابات عن كيفية تعريف ابنك بالله.
كثيراُ ما نتعرض لأسئلة الأطفال عن الله فكيف تكون الإجابــــــــــــــة المنايبة لعقله؟ لمعرفة الاجابة على هذا السؤال تابعوا هذا المقال الذى يجمع ثلاث مباحث من منتداكم عدلات بســــــــــــــــــــــــم الله
(1) أنا أعمل محفِّظًا في مركز لتعليم القرآن الكريم، أتاني طالبٌ في المرحلة الابتدائية، لم يكنْ قد صلَّى، فقلتُ له: أصلَّيتَ؟ فقال لي: نعم صليتُ، فقلت له: إنَّ الله يراكَ، فقال لي: أنت تقول لي: إنَّ الله يراك، ولكني لا أراه، فأين هو؟! فلم أعرفْ ماذا أقول له، ليس لجهلٍ؛ فأنا أعرف الإجابة؛ لأنني درستُ التوحيد، ولكنه صغير، ولن يفهم ما سأقوله له. المهم أني قلتُ له: في المرة القادمة سوف أقول لك.ساعدوني؛ كي أجاوبه بطريقةٍ يفهمها، وشكرًا. الإجابـــــــــــــــــــة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومَن والاه، أما بعد:
فأولًا -أخي الكريم- عليك أن تُخبِر الولد، وتعرِّفه بأن الله موجود، وأنه خالق كلِّ شيءٍ، وبيِّن له دلائل وجوده، مِن خلال تحديثه عن الآيات الكونية، بطريقةٍ سهلةٍ تُناسب عقله، _وقل له: إن الله هو الذي خلقَنا، وأعطانا السمع والبصر، وخلق السماء، والشمس، والأرض، والجبال، وأنبتَ الثِّمار، وذكِّره بما عنده هو مِن النِّعم، واجلسْ معه جلسات تأمُّل في هذا الكون الفسيح، وبيِّن له أنه من المستحيل أن توجد هذه المخلوقات بغير مُوجِد، ولا يستطيع إيجادَها إلا الله تعالى، فالله إذًا موجود. فإذا أصرَّ على سؤالِه أنه لا يرى الله، فأَخبِره أن الله لا يُرَى في الدنيا، وإنما يُرَى في الجنة، واصرِفْ ذهنه عن التفكير في ذاتِ الله، وحضَّه على التفكُّر في آياته الكونية، وفي نعمه التي أَسبَغها علينا ظاهرةً وباطنةً؛ ففي الحديث: " تفكَّروا في آلاءِ الله، ولا تفكَّروا في الله" 1 وقل له: إن الله في السماءِ، ورؤيةُ اللهِ نعمةٌ عظيمة، وجائزة لا يستحقها إلا المؤمنون الصالحون، وهم مَن سيمكِّنهم الله تعالى من رؤيته عندما يدخلون الجنة. كما يجب أن تعرِّف الطفل أن الله خالقُ كلِّ شيءٍ؛ فهو خالق الأرض، والسماء، والناس، والحيوانات، والأشجار، والأنهار, ويُمكِن أن تستغلَّ بعض المواقف فتسأل الطفل في نزهة عن خالق الماء، والأنهار، وما حوله من مظاهر الطبيعة؛ لتَلفِت نظره إلى عظمة الخالق - سبحانه وتعالى - وأنه يُرَاقِب أعمالنا في كل اللحظات، فيُثِيبنا على الحسنات، ويُعَاقِبنا على السيئات. قُصَّ عليه حديثَ عمر بن الخطاب قال: "بينما نحن عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ يومٍ، إذ طلع علينا رجلٌ شديدُ بياضِ الثياب، شديدُ سوادِ الشعر، لا يُرَى عليه أثر السفر، ولا يَعرِفه منا أحدٌ، حتى جلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتُقِيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلًا "، قال: صدقتَ، قال: فعَجِبنا له؛ يسأله، ويصدِّقه، قال: فأخبِرْني عن الإيمان، قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"، قال: صدقتَ، قال: فأخبِرْني عن الإحسان، قال: "أن تَعبُد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، قال: فأخبِرْني عن الساعة، قال: "ما المسؤول عنها بأعلمَ من السائل"، قال: فأخبرني عن أمارتها، قال: "أن تَلِدَ الأمَّة ربَّتها، وأن تَرَى الحفاة العُرَاة العَالَة رعاء الشَّاءِ يتطاوَلون في البنيان"، قال: ثم انطلق، فلبثتُ مليًّا، ثم قال لي: "يا عمرُ، أتدري مَن السائل؟"، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه جبريل؛ أتاكم يعلِّمكم دينكم" (صحيح النسائي). وكلِّمه عن منزلةِ الإحسان التي ورد ذكرُها في الحديث الشريف، وكيف ينالها العبد. ويمكنك الاستفادة من مجموعة أشرطة: "أسئلة طفلك الحرجة"؛لحسن علوان، مع مجموعة مِن الأطفال. 1 أخرجه أبو الشيخ، والطبراني، وحسَّنه الألباني، وفي رواية لأبي نُعَيم - حسنها الألباني -: "تفكَّروا في خلْقِ الله، ولا تفكَّروا في الله". الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي --------------------------------------------------------------------------
(2) السؤال فاجأني أحدُ الأطفال الصّغار بسؤال غريب وهو: "مَنْ خَلَقَ الله؟" وألحَّ عليَّ في الإجابة.. فبم أجيب؟ وكيف أتعامل مع هذا النوع من الأسئلة؟ الجواب الأخ الكريم، تكثر لدى الطِّفْلِ الأسئلةُ المختلفةُ مع بداية النطق والكلام، فَتَجِدُهُ يسأل عن كل شيء حوله، وقد تكون الأسئلة غريبة أحيانًا؛ نظرًا لأنَّ الطفل محدود التفكير، وفي نفس الوقت واسع الخيال، ولذا يمكن أن تجيب على سؤاله بالحكمة والتدرج، مع اتباع الآتي: - ترك المجال له للتعبير عمَّا يدور في نفسه بِحُرِّيَّة تامَّةٍ دون مُقاطَعَةٍ أَوْ زَجْرٍ. - الاهتمام بأسئلته والإصغاء إليه، وعدم إهمال الإجابة عليها. • ينبغي أن تكون الإجابة: (أ) علمية ودقيقة وصادقة وواضحة. (ب) سهلة ومناسبة لمستوى تفكيره، دون تعقيد. (ج) محاولة ربط الإجابة بالأشياء الملموسة. (د) أن تكون الإجابة مقنعة وغير متناقضة. • ومن هنا فإنَّ الإجابة على سؤاله تكون كالتالي: 1- أن تَلْفِتَ انتِبَاهَهُ إلى عظمة الله تعالى، من خلال التأمُّل والتفكر في مخلوقاته مثل خلق الإنسانِ والجبال والبحار والأنهار والشمس والقمر وغيرها من المخلوقات الكونية، قال تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: 101]. وقال تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} [الغاشية: 17]. وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف:185]، وقال تعالى {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} [عبس: 24]. 2- أن تعلّمه أن الله - عز وجل - يَخلُق ولم يخلقه أحد، لأن من صفات الله أنه "الخالق" قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: 24]، ومن صفات الله الخالق: أنه الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، والظاهر فليس فوقه شيء، والباطن فليس دونه شيء، والقادر على كل شيء، وهو البارئ المصور، عالم الغيب، ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى. قال تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد: 3].
ومن صفات المخلوق: أنه ليس له قدرةٌ على الخلق ولا يعلم الغيب، ومن صفاته كذلك: العجز والضعف والمرض والموت.
3- أن تشرح له سورة الإخلاص من أحد الكتب المعتمدة في التفسير مثل "تفسير ابن كثير"، قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1-4]؛ لأن فيها دليلاً جليًا على أن الله لم يخلقه أحد ولم يلد ولم يولد.
4- أن تبيّن له أن هذا السؤال قد نهى عنه النبي – صلى الله عليه وسلم - وأن الإجابة عليه قد وضحها النبي – صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئًا فليقل: آمنت بالله))؛ أخرجه مسلم.
5- أن توضح له أن السؤال الصحيح هو "من خلقك أنت؟" حتى يجيبك بأن الذي خلقه هو الله سبحانه، فيعلم أن الخالق لا يخلقه أحد، والمخلوق يخلقه الله تبارك وتعالى؛ قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ} [الطور: 35، 36]. 6- أن تحاول أن ترشده إلى تعلُّم التوحيد والعقيدة الصحيحة من خلال الكتب الميسرة التي تناسب مرحلته العمرية حتى يثبت الإيمان في قلبه، مثل رسالة بعنوان: "القواعد الأربع"، وكتاب: "الأصول الثلاثة"، للشيخ محمد بن عبد الوهاب مع شروحها. وفقك الله وإياه لكل خير، وثبَّتنا وإياكم على الحق.أ. محمد الحازمي