طرق سهلة لإكتشاف الشخص الكاذب ،العلامات التي حدَّدها المُختصُّون لكشفِ الكاذب ،
التعامل مع الكاذب ،كيف أتعامل مع الكذابين من الناحية الشرعية ؟
معنى الكذب
يُعرَّف الكذب في معاجم اللغة بأنَّه الإخبار بما يُخالِف الواقع ويُجانِبه، وهو عكسُ الصِّدق، وهو إتيانُ النَّبأ بغيرِ تحقُّقٍ وتَثبُّت، أو هو الإخبارُ بالكَذبِ، وهو القول بمخالفة الواقع بعلم، فمن أخبرَ عن شيءٍ أو ادَّعى قولاً يُخالف صِحَّة الواقعِ بعلمهِ ودرايته فقد أتى الكذِب، وفاعِله كاذب،ويُعرَّفُ الكَذب اصطلاحاً بأنَّه الإخبارُ المُتعمَّد عن الشَّيء بما يُخالف الواقع والحقيقة.
كيفيّة معرفة إذا كان الشخص كاذباً
يستطيع الشخص العاديّ معرفة ما إذا كانَ الشّخصُ الذي يتعامل معه كاذباً أم لا بالملاحظة المجرَّدة؛ إذا تنبَّه لبعض أساليب الأشخاص الذين يحاولون تمرير واقعٍ مُزيَّفٍ أو تغيير الحقائق لاستهداف الآخرين، وقد يستدلُّ النَّاس على زيفِ المعلوماتِ وكَذب ناقلها بالإحساس والبديهة والغريزة البشريَّة القادرة في الغالب على التحقُّق من ذلك فطريّاً، غير أنَّ العاملينَ في أنماط علم النَّفس السلوكيَّة وخبراء السُّلوك النَّمطيّ بيَّنوا بعض المُحدِّدات المُهمَّة في كشف الكاذب بسهولةٍ ودون تعقيد.
ومن أبرز العلامات التي حدَّدها المُختصُّون لكشفِ الكاذب والتعرُّف عليه، ما يأتي:
- لُغة العيون: يستطيع النَّاس ملاحظة الكاذب الذي يُخفي ارتباكه؛ خشيةً من اكتشاف النَّاس لزيفه وكذبه، عن طريق ملاحظة سلوكينِ بصريّينِ تُجريهما عيناه على الأغلب؛ فقد يلجأ الكاذب إلى الإشاحة ببصره بعيداً عن عينَي الشَّخصِ المُخاطَب كسلوكٍ غيرَ مُدرَكٍ؛ لمخاوفه من الاكتشافِ والسُّقوط، أمَّا النَّمط الآخر لسلوك الكاذب البصريّ فيتمثَّل بالتَّواصل المستمرّ والمُركَّز للبصر، كنوعٍ من تثبيتِ صدقه، وتدعيم موقفه، وقوَّة حديثه.
- حركة العينين: حسبَ ما يقوله المختصّون فإنّ من يكتب بيده اليُمنى سيكون صادقاً عند سرده للمعلومات في حال وجّه عينيه إلى يساره، بينما سيكون كاذباً لو وجّه بصره ناحية اليمين، والأمر ذاته ينطبق على من يكتب بيده اليُسرى، ولكن بمخالفة الاتّجاهات.
- التكلُّف والتصنُّع بحركات الجسد: يُحاول الكاذب إعطاء انطباع عن مدى صدقه أمام من يُحادِثهم، فيتجنّب التكلُّف الحركيّ؛ تعزيزاً لنفسه وتثبيتاً لموقفه كأحد دوافع درء الاشتباهِ بكذبه، ظنّاً منه أنّ ذلك يجعله أكثر مصداقيّةً.
- فقدان الاتِّزان ولغة الجسد القلقة: تظهر هذه الحالة بصورةٍ معاكسةٍ للحالة السّابقة؛ إذ لا يكون الكاذب قادراً على إخفاء التكلُّف الجسدي فيظهر القلق في لغته الجسديَّة عفويّاً؛ إذ تُصبِح نبراتُه الصَّوتيَّة مُغايرةً لطبيعتها، وتضطرب حركة يدَيه، وتميلُ حركاتُه إلى العشوائيَّة وكأنَّها تحدث بصورةٍ لا إراديَّة.
- الإسهاب والاسترسال: يؤدّي ارتباكُ الكاذب إلى اختلال سيطرته على المحتوى المعلوماتيّ في كلامه، فيتكلَّمُ بانسيابيَّةٍ غير منتظمةٍ تتكرَّر فيها المتلازمات اللفظيَّةُ والتَّفاصيلُ غير المهمَّة على حسابِ المحتوى المفيدِ والمعلوماتِ المهمَّة، ويُعبِّر عن عجزه بإنتاج جُملٍ صادقةٍ بالإسهابِ المُفرط والاسترسال.
- الظهور بحالة الدِّفاع والاستعداد المُندفِع للردّ على المهاجمين أو المُشكِّكين: تُظهِر مثل هذه الحالات مزيجاً من الانتباه اللاشعوريّ لدى الشخص الكاذب للدِّفاع عن نفسه حتَّى دون أن يتَّهمه أحد، ويظلُّ الكاذب محصوراً في دائرة الدِّفاع والتبرير المُستمرَّين؛ لإثبات صحَّةِ كلامه وصدقه المعدوم.
- سرد المعلومات المُضلِّلة: إذ يسوِّقُ الكاذب معلوماته المغلوطة عادةً بخليط مُنتقىً من المعلومات المُشتِّتة للمُستمع؛ بأن يخلط كلامه المكذوب ببعض المعلومات والتفاصيل التي تُعجب المُستمِع، فينخدع بمجمل الحديث وتختلط عليه الرِّواية، وقد تكون التفاصيل المزيدة سخيفةً، فتكشف بوضوحٍ كذب الحديث وزيفه.
- احمرار الخدود: قد تصفُ حالة احمرار الخدودِ العديدَ من مشاعرِ الإنسانِ وتقلُّباتِه المزاجيَّة والنَّفسيَّة؛ إذ تشتركُ حالاتُ المفاجأةِ، والانبهارِ، والغضبِ، والخجلِ، وغيرها في توحُّدِ التعبيرِ المُتمثِّلِ باستجابةِ الخدودِ واحمرارها، غيرَ أنَّ هذه المتغيِّراتِ ليست حصريَّةً على هذه العلامة، فقد تدلُّ الخُدود المحمرَّة أيضاً على وقوعِ الإنسانِ في حالةِ الكذبِ والزّيف التي قد يُرافقها الخجل، أو الخوف من اكتشافِ أمر الكذب.
- تغيُّر الملامح: قد تُظهِر ملامح الكاذب تعمُّدَ كذبه وزيف رواياته؛ حيث يبدو الأشخاص الكاذبون أكثر تفاوتاً وتغيُّراً في ملامحهم بصورةٍ لا شعوريَّة، فتظهر عند البعضِ علاماتٌ مضطربةٌ كحكِّ الأذن أو العينين، والتبسُّمِ السَّاخر بغير مناسبةٍ، أو لمس الأنف بشكل متكرِّر، وغير ذلك من العلاماتِ والتغيُّرات التي تطرأ على معظم ملامح الكاذب.
- العجز عن إعادة الكلام وصياغته بالطريقة ذاتها: يعجز الكاذب عادةً عن إعادة سرد الكلمات التي تحدّث بها أو إعادة صياغتها، فيُعيدها بصورةٍ مختلفةٍ عن المرّة الأولى، وتتداخل التفاصيل مِراراً؛ لتكشف اختلاقهُ للكلام، وتزييفه للواقع، ومجانبته صواب الحديث والنَّقل.
التعامل مع الكاذب
يوجد طريقتين للتعامل مع الشخص الكاذب حسب نوع الكذب وهما:
التعامل مع الشخص الكذّاب بشكل مرضي
- التعامل مع الشخص الذي يقول الكذب غير الضار: يمكن فضح الكذبة مع الحرص على إبقاء الكاذب في حالة من الارتياح، أي عن طريقة محاولة تجنب إحراج الكاذب ووضعه في موقف سيء، ومحاولة إظهار التفهم له بقبوله والغفران له.
- التعامل مع الشخص الذي يقول الكذب الضار: في هذه الحالة يجب أن يفكر الشخص بخدمة العدالة عن طريق مواجهة الشخص بشكل مباشر حتى يتم تجنب التعرض للاستغلال من الكاذبين عن طريق إبعاد النفس عن مثل هؤلاء الأشخاص والحرص على الحذر في المرات القادمة.
- طريقة كشف الكاذب
يوجد عدة خطوات يمكن عن طريقها التعرف على الشخص الكاذب وهي:
- طرح أسئلة حيادية، حول الطقس وأية أمور عامة وملاحظة لغة الجسد وحركة العيون.
- مشاهدة لغة الجسد والعلامات التي تبدو على الأشخاص، مثل محاولة إخفاء أصابعهم دون وعي.
- مراقبة تعبيرات الوجه الصغرى مثل احمرار الوجه أو التعرق وعض الشفاه.
- الانتباه لنبرة الصوت وسرعة وبطء الحديث.
- مراقبة الكاذب عند محاولته إزالة نفسه من القصة وإقحام الآخرين في تفاصيلها
يوجد بعض الخطوات التي يمكن من خلالها التعامل مع الشخص الكذاب وكشف الكذب المرضي وهي
المبحث الثاني
- تعلم كل ما يستطيع الشخص عن الكذب المرضي بهدف فهم سلوك الشخص الكاذب بصورة أفضل.
- تمييز نوع الكذب هل هو كذب مرضي أو كذبة صغيرة بيضاء عادية.
- الاستماع للشخص عن كثب وإيقافه عندما يقول شيئاً غريباً في محاولة لإمساكه عند ظهور مجموعة من التناقضات في حديثه، مع تجنب مواجهته عند ذكره للأمور الكبيرة في هذه المرحلة.
- إظهار التقدير للشخص في محاولة ردعه عن الكذب، وإخباره بأنه لا يحتاج لاختلاق القصص من أجل إثارة إعجاب الآخرين.
- تقرير مدى سمية العلاقة مع الشخص الكاذب وتحديد مدى الأذى الناتج عند التعامل معه.
- التحدث معه في محاولة لإثبات الاهتمام به، ومواجهته بالأدلة على أكاذيبه.
- دعمه للخضوع للعلاج بهدف التغلب على حاجته للكذب.
كيف أتعامل مع الكذابين من الناحية الشرعية ؟
نص الجواب
الحمد لله
الكذب صفة مذمومة ، وهي من صفات المنافقين ، ولا يزال الإنسان يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ، ومن اعتاد الكذب انطبعت به خلاله ، فتجده يغش ويخدع ويماري ويداري ويداهن ويحلف بالباطل ويخلف الوعد ويغدر في العهد ولا يتقن العمل ، إلى غير ذلك من الصفات الذميمة والأفعال السيئة التي تنتج عن اعتياد الكذب ، ولذلك فلا بد من محاربة هذه الآفة ، وإرشاد الناس إلى الصدق وحسن الخلق .
وهناك عدة أمور لا بد من مراعاتها عند الحاجة إلى التعامل مع هؤلاء الذين يتصفون بهذه الصفة ، منها :
- النصح لهم ؛ فالدين النصيحة ، والمسلم أخو المسلم يحب له الخير ، ويكره له الشر ، ويكون ذلك بالترغيب في الصدق وبيان محامده في الدنيا والآخرة ، وبالترهيب من الكذب وبيان مفاسده في الدنيا والآخرة .
- عدم الاعتماد على ما يروونه من أخبار ، وما يذكرونه من أمور ، وخاصة فيما يتعلق بحقوق الناس ، لأن الكذب مسقط للعدالة .
- الاستعانة عليهم في نصحهم وإرشادهم بمن يسمعون لهم ، ويقبلون منهم النصح والإرشاد ، من أهل العقل والدين من أقربائهم ومعارفهم وأصدقائهم وزملائهم .
- إذا كثر كذبهم واستشرى فسادهم وزاد أذاهم للناس فلا حرمة لهم ، والواجب التحذير منهم مكاشفة ، وذكرهم بعيبهم أمام الناس ليحذروهم ؛ لأنهم فساق معلنون .
قال علماء اللجنة :
" دل على أنه لا غيبة لفاسق قد أظهر المعصية ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر عليه بجنازة فأثنى عليها الحاضرون شرا، فقال صلى الله عليه وسلم: (وجبت) ومر عليه بأخرى فأثنوا عليها خيرا، فقال صلى الله عليه وسلم: (وجبت) فسألوه صلى الله عليه وسلم عن معنى قوله وجبت؟ فقال: (هذه أثنيتم عليها شرا فوجبت لها النار، وهذه أثنيتم عليها خيرا فوجبت لها الجنة، أنتم شهداء الله في أرضه) متفق عليه ، ولم ينكر عليهم ثناءهم على الجنازة شرا التي علموا فسق صاحبها، فدل ذلك على أن من أظهر الشر لا غيبة له " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (26/ 21) .
وينظر جواب السؤال رقم 106413 .
- لا تصاحب الكذابين ، واجتنبهم ما استطعت ، فإن خلائق السوء تعدي ، والمرء على دين خليله . قال الشاعر :
ودعِ الكذوبُ فلا يكنْ لكَ صاحباً ... إِن الكذوبَ : لبئسِ خِلاً يُصحبُ
وقال ابن المعتز :
" اجتنِبْ مصاحبة الكذاب ، فإن اضطررت إليه فلا تصدّقه ، ولا تُعلِمه أنك تكذبه ، فينتقل عن وده ، ولا ينتقل عن طبعه ..." .
"زهر الآداب (1 /387).
- لا تأمنهم على شيء ، فإنهم كما يكذبون على الناس يكذبون عليك ، وكما يخونونهم يخونونك .
قال الحسن بن سهل : " الكذاب لِصّ ؛ لأن اللص يسرقُ مالك ، والكذاب يسرقُ عقلك ؛ ولا تأمن مَنْ كذب لك ، أنْ يَكذِب عليك ، ومن اغتاب غيرَك عندك ، فلا تأمَنْ أن يغتابَك عند غيرك " انتهى .
"زهر الآداب (1 /386).
والله تعالى أعلم . الإسلام سؤال وجواب
وفقكم الله لهداه
بحث من عملي
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كشف الكذب ,كيفية كشف الكذب ؟ | جنا حبيبة ماما | العيادة النفسية والتنمية البشرية | 4 | 02-02-2017 12:19 PM |
التاهيل المهني لذوى الاحتياجات الخاصه ، طرق التاهيل الشامل | حياه الروح 5 | ذوي الاحتياجات الخاصة | 3 | 25-11-2016 11:07 AM |
كيف تتعامل مع الشخص المعاق جسديا؟؟ | yasmen ali | ذوي الاحتياجات الخاصة | 11 | 16-08-2013 03:31 AM |
لا تحتر وتفضل مفتاح شخصية الشخص المستحيل | اماني 2011 | العيادة النفسية والتنمية البشرية | 9 | 27-11-2012 10:31 PM |
كيف تدرب الشخص على الاعتناء بنفسه | حسناء | ذوي الاحتياجات الخاصة | 6 | 02-03-2012 06:06 PM |
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع