عقوبة سارق الخبز !قصة وعبرة
يحكى أن رجلاً كبيراً في السن داهم محلاً لبيع الخبز وسرق بعض أرغفة الخبز ، وعندما أمسك صاحب المحل والعامل عنده هذا الرجل جروه للقاضي ودخلوا على القاضي أثناء جلسة محاكمة أمام الناس وهما يضربان هذا الرجل فضجت القاعة ضرب القاضي على الطاولة ليسكت جميع الناس ويفهم ما هي القضية التي جاؤوا يتحاكموا فيها ولم يضربان هذا الرجل المسن
فقال القاضي لهما :
ما قصتكما مع هذا الرجل ولم تضربانه
قال صاحب المحل :
يا سيدي القاضي ، لقد أمسكنا به وهو يسرق الخبز !
نظر القاضي إلى الرجل المتهم
فهز المتهم رأسه مقراً بما فعل وبدأت عيناه تذرفان الدمع
ثم قال المتهم :
نعم يا سيدي القاضي لقد سرقت الخبز لآكل أنا زوجتي وأولادي
وإلا سنموت جميعاً ...!
ساد الهرج في القاعة وضج الناس
وإذا بالقاضي يقول للرجل :
إذا أنت تعترف أنك سرقت الخبز
وتعرف أن عقوبة من يسرق دفع غرامة 20 دينار
نظر المتهم للقاضي وقال له :
لو كان معي هذا المبلغ لما سرقت يا سيدي
عندها وقف القاضي وأخرج 20 دينار
وأعطاها لصاحب محل الخبز وقال له ها أنا ذا أدفع الغرامة عنك
وهكذا تسقط عنك التهمة
ثم نظر للحضور وقال :
ويجب أن يدفع كل منكم عشرين دينار لهذا الرجل الفقير
عقوبة لوجود من يموت جوعاً في قريتكم ولا يجد من يساعده
صفق الحضور لقرار القاضي وشعروا بالذنب
* همسة : بعض الناس في مجتمعاتنا المسلمة تموت جوعاً ويحسب أنهم أغنياء من التعفف
تسترهم جدران منازلهم ولا يجدون لقمة عيشهم
فلو بادر كل منا بالاقتراب من جيرانه وفهم وضعهم وتركنا الغرور والعجب
لما وجدت مثل هذه النماذج
قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم
" ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به. "
تعقيب
بمناسبة هذا الموضوع نورد لكم هذه الفتوى لنعرف حكم الشرع في مقل هذا السارق
أدعو الله أن يوفقكم ويزيدكم علما وهدى وأرجو أن يتسع وقتكم للإجابة عن الحالة الآتية :
يملك شخص متجرا كبيرا على غرار أسواق بن داود في مكة .فللحريف أن يختار ما يريد شراءه ثم يقوم بدفع قيمة المشتريات عند باب الخروج . وقد قام صاحب المتجر بتركيز كاميرات للمراقبة فهاله ما كشفت هذه الكاميرات من سرقات واختلاسات يومية .
ألقى علي بعض الأسئلة وإليكموها عسى أن تساعدونا في إيجاد حكم شرعي لهذه الظاهرة .
1- يوجد أشخاص ( خاصة من النسوة ) يقومون بسرقة مأكولات ( بسكويت ...) وربما يكونون في حاجة إلى تلك المأكولات لظروف اجتماعية ( مطلقة .. ) فهل يطالبهم بدفع قيمة المنهوبات ؟ حتى وإن تكرر الفعل من نفس الشخص ؟
2- بالمقابل هناك أصناف من الناس يأتون دوريا بل ربما يوميا لسرقة ما ليس بضروري
( مثل العطورات والشامبو أو اللوز...) .
كيف التعامل مع هذا الصنف ؟ هل يطالبهم بقيمة المسروقات المضبوطة فقط ثم يخلي سبيلهم ؟ هل يجوز له أن يرغم السارق على دفع قيمة المسروقات المضبوطة ولكن مضاعفا إلى 2 أو5 مرات مثلا نظرا لتعود هؤلاء على السرقة ؟ إذ ضبط شخص يسرق يوميا اللوز ولما طالبه البائع بدفع ما يقارب 20 مرة قيمة ما وقع ضبطه معه دفع بكل بساطة ولم يبد أي علامة ندم أو إحراج . بل حين طالبه صاحب المتجر بالتوقيع على التزام بعدم زيارة المتجر مستقبلا احتج واستنكر الالتزام .
هل يسلم هؤلاء للسلطة التي لا تحكم بشرع الله ؟ وربما يدخل السارق السجن فيخرج منه أكثر نقمة وأكثر خبرة في فن السرقات ؟
وهل يجوز لصاحب المتجر الرفع في قيمة المعروضات تعويضا عما يخسره جراء ما يقوم به بعض الزائرين من نهب واختلاس ؟ وبذلك يتحمل الجميع ما يرتكبه البعض ؟
أرجو الإفادة – نفع الله بكم وألهمكم الرشد والسداد .
الإجابـــــــــــــــــــــــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن علم من هؤلاء أنه فقير معدم لا يجد ما يشترى به ما يأكل أو يشرب أو يلبس ونحو ذلك من الضرورات له ولمن يعول ولم يجد من يوفر له ذلك، واضطر إلى السرقة ليدفع عن نفسه أو عائلته الجوع والهلاك فإن معاقبته على هذه السرقة لا تجوز لأنه في مثل هذه الحالة يجب بذل الطعام ونحوه له، إلا إذا كان من يملك ذلك مضطرا إليه أيضا فإنه في هذه الحالة أحق به من غيره ففي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أطعموا الجائع.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: المضطر إلى طعام الغير إن كان فقيرا فلا يلزمه عوض إذ إطعام الجائع وكسوة العاري فرض كفاية، ويصيران فرض عين على المعين إذا لم يقم به غيره.
وقال الإمام ابن قدامة في المغني: قال أحمد: لا قطع في المجاعة يعني أن المحتاج إذا سرق ما يأكله فلا قطع عليه لأنه كالمضطر. وهذا محمول على من لا يجد ما يشتريه أو لا يجد ما يشتري به..اهـ
وأما من لم يعلم أنه فقير معدم على حسب ما وصفنا أو كان يسرق الكماليات أو يسرق مع كونه يجد ما يشتري به فالمشروع في هذه الحالة استرداد المسروق منه إذا كان باقيا على حاله، أو تغريمه قيمة ما سرق دون زيادة على ذلك إذا كان المسروق قد تغير، وهذا لعموم قوله تعالى: وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ {النحل:126} مع نصيحته والستر عليه، اللهم إلا أن يتكرر منه ذلك فيرفع أمره إلى من يأخذ على يديه ويكفه عن السرقة.
ولا بأس برفع أسعار المعروضات تعويضا عما يتعرض له المحل من سرقات، وإن كنا لا ننصح بذلك لما في ذلك من تنفير الناس عن هذا المحل.
ولعل من المناسب أن نختم الفتوى بهذا الحديث الذي فيه الحض على إطعام الفقراء والمساكين والرأفة بهم، ففي سنن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أيما مسلم أطعم مسلما على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، أيما مسلم سقى مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم.
تنبيه : هذا الحديث وإن تكلم في سنده فإنه يسوغ الاستئناس به في هذا الباب : (باب فضائل الأعمال).
والله أعلم. اسلام ويب
بحث من عملي
التوقيع لا يظهر للزوار ..
التوقيع لا يظهر للزوار ..
قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
15 قصة تربوية مهمة لأبنائنا | أم أمة الله | العناية بالطفل | 1 | 15-08-2019 12:55 PM |
افضل الطرق لحفظ الخبز | لافالانتينا | استشارات ونصائح مطبخية | 25 | 25-11-2017 04:27 PM |
هل الخبز يزيد الوزن ؟ حقيقة إضافة الخبز إلي النظام الغذائي | العدولة هدير | طرق التخسيس وانقاص الوزن | 14 | 05-02-2017 12:00 PM |
قصة وعبرة قصة رائعة قصة جميلة جدا" وراء كل عظيم امرأة سبحان الله | ريحانة دمشقية | قصص - حكايات - روايات | 5 | 07-02-2013 09:11 PM |
الخبز الاسمر وكنز فوائد صحيه | احمر شفايف | الطب البديل | 3 | 08-04-2011 11:21 PM |
جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع