أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي مرض بطانة الرحم المهاجرة،الانتباذ البطاني الرحمي،أسباب بطانة الرحم المهاجر


مرض بطانة الرحم المهاجرة،الانتباذ البطاني الرحمي،أسباب بطانة الرحم المهاجر
مرض بطانة الرحم المهاجرة،الانتباذ البطاني الرحمي،أسباب بطانة الرحم المهاجرة
مرض بطانة الرحم المهاجرة مراحل بطانة الرحم المهاجرة،أعراض بطانة الرحم المهاجرة،

عوامل خطر بطانة الرحم المهاجرة،الحمل وبطانة الرحم المهاجرة ،حل مشاكل الإنجاب
مرض بطانة الرحم المهاجرة،الانتباذ البطاني الرحمي،أسباب بطانة الرحم المهاجر


مرض بطانة الرحم المهاجرة

يُعرف مرض بطانة الرحم المهاجرة طبيّاً بالانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis)، ويمكن تعريفه على أنّه نموّ بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrium) خارجه، وغالباً ما تنتقل هذه البطانة لتصل إلى المبايض، أو الأمعاء، أو النسيج المُبطّن للحوض، وتجدر الإشارة إلى أنّ بطانة الرحم التي انتقلت خارج الرحم تُعرف بطعوم بطانة الرحم (بالإنجليزية: Endometrial Implants)، وعلى الرغم من انتقال هذه البطانة وخروجها من مكانها الأصليّ، إلا أنّ هرمونات الجسم تظل تؤثر في البطانة مُسبّبة التهاب المنطقة وألمها، وذلك لأنّ هذه الهرمونات تتتسبب بنمو البطانة وزيادة سمكها ومن ثم ذرفها أو تحطيمها، وعندما تُذرف لا يوجد مصرف لهذه البطانة فتلتصق بنسيج الحوض مُسبّبة مشاكل صحية خطيرة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المشكلة الصحية غير نادرة، فهي تؤثر فيما يُقارب 10% من النساء.

مراحل بطانة الرحم المهاجرة

في الحقيقة إنّ لمرض بطانة الرحم المهاجرة أربعة مراحل رئيسية، وهناك العديد من العوامل التي تُحدّد المرحلة التي تُعاني منها المرأة، ومنها حجم بطانة الرحم المنغرسة في غير موضعها الأصليّ، والموقع التي هاجرت إليه، وعدد طعوم بطانة الرحم الخاصة بها، بالإضافة إلى عمقها، وفيما يأتي بيان هذه المراحل:
  • المرحلة الدنيا: في هذه المرحلة تُوجد طعوم بطانة الرحم بشكل غير عميق على المبايض، ويُرافقها وجود جروح صغيرة، بالإضافة إلى معاناة المصابة من التهاب خفيف في الحوض أو حوله.
  • المرحلة البسيطة: توجد طعوم بطانة الرحم على المبايض والحوض، ويُرافقها ظهور آفات أو جروح في المنطقة.
  • المرحلة المتوسطة: وتكون طعوم بطانة الرحم في هذه المرحلة عميقة، ولكنها توجد على المبايض والحوض أيضاً، وقد يُرافقها ظهور الآفات أو الجروح.
  • المرحلة الشديدة: وتُعتبر أشد مراحل مرض بطانة الرحم المهاجرة وأكثرها ضرراً، فلا يقتصر الأمر على وجود طعوم عميقة لبطانة الرحم في الحوض والمبايض، وإنّما تظهر الجروح في قنوات فالوب (بالإنجليزية: Fallopian Tube) والأمعاء.

  • مرض بطانة الرحم المهاجرة،الانتباذ البطاني الرحمي،أسباب بطانة الرحم المهاجر
أعراض بطانة الرحم المهاجرة

يكن تقسيم الأعراض التي تظهر على النساء المصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة كما يلي:
  • الأعراض خارج الحمل وسنّ اليأس: ويُقصد بذلك الأعراض التي تظهر في حالات الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة في حال عدم وجود حمل ودون بلوغ سنّ اليأس، وفيما يأتي بيانها:
    • الشعور بالألم: في الحقيقة لا يدل الألم على شدة أو خطورة المرحلة، وإنّما يرتبط بموقع طعوم بطانة الرحم، وغالباً ما تشعر المصابة بهذا الألم أثناء الدورة الشهرية وقبلها، وكذلك خلال الجماع وبعده، وقد تُعاني من الألم عند الإباضة وغالباً ما يظهر في مثل هذه الأوقات في الأفخاذ أو السيقان، وتجدر الإشارة إلى أنّ المرأة المصابة ببطانة الرحم المهاجرة غالباً ما تشكو من آلام في البطن والظهر.
    • النزيف: ويتمثل بمعاناة المصابات من اضطرابات على مستوى الدورة الشهرية، ومن الأمثلة على ذلك غزارة الدورة الشهرية، أو عدم انتظامها، أو زيادة طول مدتها، أو حدوث نزف قبل موعدها.
    • مشاكل على مستوى المثانة والأمعاء: تشعر المصابة بألم عند إخراج البراز أو التبول، وقد تُعاني من النزيف على مستوى الأمعاء أو الجهاز البوليّ، وكذلك تتغير عادات المصابة الإخراجية فقد تُصاب بالإمساك أو الإسهال، وكذلك قد تُعاني من تكرار التبول. إضافة إلى ذلك تشكو بعض النساء من الانتفاخ في البطن والذي قد يكون مؤلماً في بعض الأحيان.
    • الشعور بالتعب: وخاصة في الفترة التي تُحيط بالدورة الشهرية.
    • تقلبات المزاج: وغالباً ما تتمثل بالقلق والاكتئاب نتيجة الشعور بالألم بشكل متكرر.
  • الأعراض أثناء الحمل: وُجد أنّ أعراض مرض بطانة الرحم المهاجرة تقل وربما تختفي أثناء الحمل، وقد عُزي ذلك لتأثير هرمونات الحمل، ولكن لا يزال الأمر بحاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة النتائج بعد الولادة.
  • الأعراض عند بلوغ سنّ اليأس: غالباً يختفي مرض بطانة الرحم المهاجرة ببلوغ المرأة سنّ اليأس، وقد يعود في حالات نادرة كتلك التي تتلقّى فيها المصابة العلاج بالهرمونات البديلة (بالإجليزية: Hormone Replacement Therapy).
  • وتلخيصا لأعراض بطانة الرحم المهاجرة
  • _الشعور بالآلام قبل موعد حدوث الدورة الشهرية وأثنائها.
  • _الإحساس بألم أثناء الجماع.
  • _غزارة الدورة الشهرية أعلى من المعدل الطبيعى.
  • _وجود دم، وألم أثناء التبول بسبب وجود انسجة بطانة الرحم المهاجرة فى المثانة.
  • _اضطرابات في الأمعاء مما يتسبب في حدوث حالات من الإمساك والإسهال.
  • _الشعور بألم أثناء البترز بسبب وجود النسيج المهاجر قريباً من الأمعاء الدقيقة.
  • _الإحساس بالتوتر، والإرهاق، والتعب.
  • _ألم في منطقة الحوض.
  • _الشعور بألم في منطقة الخصر والظهر بسبب وجود النسيج المهاجر في الحالب.الأسباب

    على الرغم من أن السبب الدقيق للإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي غير مؤكد، فإن التفسيرات المحتملة تشمل:
  • الحيض الارتجاعي. في حالة الحيض الارتجاعي، يتدفق دم الحيض الذي يحتوي على خلايا بطانة الرحم عبر أُنبوبَا فالوب إلى جوف الحوض بدلًا من الخروج من الجسم. تلتصق خلايا بطانة الرحم المهاجرة هذه في جدار جوف الحوض وأسطح أعضاء جوف الحوض، حيث تنمو وتستمر في اكتساب السماكة وتنزف على مدار كل دَورة الحيض.
  • تحوُّل الخلايا الصفاقية. في ما يعرف باسم "نظرية الحث"، يقترح الخبراء أن الهرمونات أو العوامل المناعية تعزز تحويل الخلايا البريتونية — الخلايا التي تبطن الجانب الداخلي من البطن — إلى خلايا بطانة الرحم.
  • تحول الخلايا الجنينية. قد تحول هرمونات مثل الإستروجين الخلايا الجنينية — الخلايا في المراحل المبكرة من النمو — إلى غرسات خلايا بطانة الرحم خلال فترة البلوغ.
  • زرع الندبات الجراحية. بعد إجراء عملية جراحية، مثل استئصال الرحم أو الولادة القيصرية، قد تلتصق خلايا بطانة الرحم بالغرز الجراحية.
  • نقل خلايا بطانة الرحم. قد تنقل الأوعية الدموية أو سائل الأنسجة (الليمفاوية) خلايا بطانة الرحم إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  • اضطراب الجهاز المناعي. قد تؤدي مشكلة في الجهاز المناعي إلى جعل الجسم غير قادر على التعرف على نسيج بطانة الرحم الذي ينمو خارج الرحم وتدميره.
عوامل خطر بطانة الرحم المهاجرة
هناك بعض العوامل التي تزيد خطر المعاناة من بطانة الرحم المهاجرة، نذكر منها ما يأتي:
  • _عدم المرور بمرحلة الولادة والمخاض طول الحياة.




  • _بدء الدورة الشهرية في عمر مبكّر.
  • _بلوغ سنّ اليأس في عمر متأخر.
  • _قصر طول الدورة الشهرية، أي أقل من 27 يوماً.
  • _ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين في الجسم.
  • _انخفاض مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body Mass Index).
  • _شرب الكحول.
  • _وجود تاريخ عائليّ للإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة.
  • _المعاناة من أية مشاكل صحية تؤثر في خروج دم الدورة الشهرية خارج الجسم.
  • _اضطرابات ومشاكل الرحم عامة.
  • مضاعفات بطانة الرحم المهاجرة

    قد تُعاني بعض النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة من بعض المضاعفات، نذكر منها ما يأتي:
  • مشاكل تتعلق بالخصوبة: قد يتسبب مرض بطانة الرحم المهاجرة بظهور مشاكل على مستوى قنوات فالوب والمبايض، الأمر الذي يؤثر في خصوبة المرأة وقدرتها على الإنجاب، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ الحالات البسيطة ومتوسط الشدة من مرض بطانة الرحم المهاجرة في الغالب لا تتسبّب بأية مشاكل في الخصوبة، فقد تكون المرأة قادرة على الحمل والإنجاب دون أخذها أي علاج، ومن جهة أخرى فهناك بعض الحالات وخاصة الشديدة منها التي تُعاني فيها النساء من العقم، وعندها قد يكون حمل أطفال الأنابيب خياراً.
  • ظهور الأكياس المبيضية: قد تتكون أكياس مملوءة بالسوائل عى المبايض وقد تُسبب الألم.
  • وجود بطانة الرحم في الأمعاء يؤدي إلى انسدادها.
  • انسداد الحالب بسبب وجود بطانة الرحم في الحالب.
الحمل وبطانة الرحم المهاجرة
مرض بطانة الرحم المهاجرة،الانتباذ البطاني الرحمي،أسباب بطانة الرحم المهاجر
تُعدّ الإصابة بالعقم أو صعوبة الحمل من أكثر المضاعفات شيوعاً لدى النساء اللاتي يعانين من مشكلة بطانة الرحم المهاجرة (بالإنجليزية: Endometriosis) أو ما يُعرَف بالانتباذ البطانيّ الرحميّ، وتجدر الإشارة إلى إمكانيّة حدوث الحمل لدى العديد من النساء على الرغم من الإصابة بهذه المشكلة خصوصاً في الحالات الخفيفة والمتوسطة، كما يُنصح بالحمل في وقت مبكّر في حال اكتشاف الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة بسبب إمكانيّة تطوّر المرض مع الزمن. ويجدر الذكر أنّ السبب الحقيقي لعدم حدوث الحمل غير معروف؛ لكن هناك العديد من الفرضيات التي حاولت تفسير كيفية تأثير بطانة الرحم المهاجرة في إمكانيّة الحمل، وتشمل الآتي:
  • الالتهاب: يصاحب الالتهاب الناجم عن مرض بطانة الرحم المهاجرة إنتاج عناصر كيميائيّة تُعرَف بالسيتوكين (بالإنجليزية: Cytokine)، والتي بدورها تثبط الحيوانات المنويّة والبويضة؛ ممّا يؤدي إلى صعوبة حدوث التلقيح.
  • الانسداد: قد يسدُّ النسيج الندبيّ والالتصاقات الناجمة عن مرض بطانة الرحم المهاجرة قناتي فالوب أو الرحم، ممّا يؤدي إلى صعوبة وصول الحيوانات المنويّة إلى البويضة للتلقيح.
  • توقف الإباضة: قد تتوقف الإباضة لدى المرأة المصابة بهذه المشكلة الصحيّة في حال نمو بطانة الرحم في المبيض، ممّا يؤدي إلى صعوبة الحمل.
تأثير الحمل في بطانة الرحم المهاجرة

قد تتحسن بعض الأعراض المصاحبة لمشكلة بطانة الرحم المهاجرة لدى العديد من النساء خلال مرحلة الحمل؛ إذ يُعتَقد أنّ لارتفاع نسبة هرمون البروجسترون (بالإنجليزية: Progesterone) خلال الحمل تأثيراً في التخفيف منها، بالإضافة إلى تأثيره في تقليص حجم الأنسجة غير الطبيعيّة، ولكن تجدر الإشارة إلى عودة الأعراض بعد الولادة، ومن الجدير بالذكر أيضاً أنّ حالة بعض النساء لا تتحسن بل قد تزداد سوءاً؛ نتيجة تمدّد الرحم أثناء الولادة، والذي يؤدي إلى تمدّد أنسجة بطانة الرحم غير الطبيعيّة أيضاً.

مخاطر الحمل مع بطانة الرحم المهاجرة

يمكن للعديد من النساء الحمل بشكلٍ طبيعيّ دون أيّ مشاكل أو مضاعفات صحيّة
على الرغم من الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، إلّا أنّ فرصة المعاناة من بعض مضاعفات أو مشاكل الحمل
قد ترتفع بشكلٍ بسيط في هذه الحالة، ومن هذه المضاعفات نذكر ما يأتي :
  • _ما قبل تسمّم الحمل أو مقدمات الارتعاج (بالإنجليزية: Pre-eclampsia).
  • _المشيمة المنزاحة (بالإنجليزية: Placenta praevia).
  • _الولادة المبكّرة (بالإنجليزية: Preterm birth).
  • _الولادة القيصريّة (بالإنجليزية: Cesarean delivery).
  • -الإجهاض (بالإنجليزية: Miscarriage).
علاج بطانة الرحم المهاجرة

لا يمكن التأكد من تشخيص الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة بشكل قاطع إلا بعد إجراء جراحة تنظير للبطن (بالإنجليزية: Laproscopy) وتفحص عينة من الأنسجة المهاجرة، ويُمكن من خلال تنظير البطن إزالة الأنسجة المهاجرة أو القضاء عليها، وبذلك يُعدّ التنظير البطني وسيلة تشخيصية وعلاجية في الوقت ذاته، ولكن قد لا تفضل بعض النساء الخضوع لجراحة تنظير البطن منذ البداية، وتفضل استخدام العلاجات الدوائية والتي لها فعالية جيدة في العلاج، وفي هذه الحالة يعالج الطبيب احتمالية الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة بالعلاجات الدوائية، بعد وجود أدلة تشير بقوة لترجيح احتمالية إصابتها ببطانة الرحم المهاجرة؛ والتي تتمثل بظهور أعراض تدل على بطانة الرحم المهاجرة، وإجراء فحوصات تصويرية واختبارات أخرى تعطي دليلاً قوياً لترجيح الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، والتي غالباً ما تكون كافية لمنح المرأة تشخيصاً أولياً ببطانة الرحم المهاجرة.

ويجدر بالذكر أنّ بعض حالات الإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة قد لا تحتاج للعلاج، كحالات مُصاحبة المرض لبعض الأعراض الخفيفة فقط، أو في حال عدم تأثير المرض في قدرة المرأة على الحمل، أو في حال اقتراب دخول المرأة بسنّ انقطاع الطمث (بالإنجليزية: Menopause)، حيثُ إنّ الأعراض المصاحبة للمرض من الممكن أن تتحسن بشكلٍ تلقائي خلال مرحلة انقطاع الطمث، ولكن ينبغي التنبيه إلى أنّ عدم الحصول على العلاج المناسب إن كانت له حاجة قد يؤدي إلى زيادة شدّة أعراض المرض سوءاً، وفي سياق الحديث عن العلاج المناسب لبطانة الرحم المهاجرة لابدّ من توضيح أنّ علاج مشكلة بطانة الرحم المهاجرة يركز على التخفيف من الأعراض؛ إذ لم يتمكّن العلماء من إيجاد علاج يقضي على المرض بشكل نهائي ويمنع عودته مستقبلاً حتى الآن، فعلى الرغم من أنّ بعض الطرق العلاجية قد تمكن من القضاء على أنسجة بطانة الرحم المهاجرة النامية في الوقت الحاضر إلا أنّها يمكن أن تعاود الظهور مرة أخرى في المستقبل، وتعمل العلاجات المستخدمة بشكل عام على إبطاء سرعة نمو بطانة الرحم المهاجرة، وتحفيز ضمورها، والتخفيف من الألم، وزيادة فرصة حدوث الحمل في حال مواجهة المرأة لمشاكل في الإنجاب، وتجدر الإشارة إلى أنّ تحديد الطبيب للعلاج المناسب يعتمد على عدّة عوامل مختلفة مثل: طبيعة الأعراض التي تعاني منها المرأة، وعمرها، ورغبتها في الخضوع للتدخل الجراحي، ورغبتها في الإنجاب في وقت مستعجل أو في المستقبل.

العلاج الموجّه لأعراض بطانة الرحم المهاجرة

وبشكل عام يمكن القول إنّ الطبيب يبدأ بمناقشة الخيارات العلاجية المتاحة مع المصابة ويختار فيما بينها وفقاً لطبيعة الأعراض التي تعاني منها، وقد ذكرنا سابقاً أنّ الأعراض الرئيسية التي يمكن أن تظهر على المصابة ببطانة الرحم المهاجرة تتمثل بالألم ومشاكل الخصوبة في بعض الحالات، وعليه سيتم بيان طرق علاج كل منهما بشيء من التفصيل أدناه:
السيطرة على الألم
تتضمن الخيارات المطروحة لعلاج أعراض الألم المرتبط ببطانة الرحم المهاجرة استخدام مسكنات الألم التي تخفف الألم فقط، دون أن يكون لها قدرة على تقليل حجم رقع بطانة الرحم المهاجرة، والعلاج الهرموني الذي يخفف الألم، ويساعد على تثبيط وتقليل حجم أنسجة بطانة الرحم المهاجرة، ولكنّه يمنع الحمل بشكل مؤقت خلال مدة العلاج، والخيارات الجراحية مثل: التنظير البطني الذي أتينا على ذكره سابقاً لإزالة أو كي أنسجة بطانة الرحم المهاجرة، وقد يعمد الطبيب إلى تجريب أكثر من نوع من هذه العلاجات معاً، وعلى الرغم من فاعلية هذه العلاجات في تخفيف الألم والسيطرة على الحالة إلى حد كبير إلا أنّ عودة أنسجة بطانة الرحم تبقى واردة في المستقبل، ولتحديد العلاج غالباً ما يسأل الطبيب المرأة عن رغبتها في الحمل في الوقت الحالي؛ فإن كانت ترغب بالحمل بشكل مستعجل عادة ما يجري لها الطبيب جراحة تنظير البطن التي تمكّن من تأكيد التشخيص والقضاء على أنسجة بطانة الرحم المهاجرة كما أسلفنا، ولكن إذا لم يكن لديها مانع في الانتظار بعض الوقت قبل أن تحمل فغالباً ما يبدأ الطبيب بتجريب الأدوية المسكنة للألم والعلاجات الهرمونية لتقليص حجم أنسجة بطانة الرحم المهاجرة وتحفيز ضمورها، وبعد ذلك إذا لم يكن العلاج فعالاً يُنصح بالتنظير البطني أو غيره من الإجراءات الجراحية.
مسكنات الألم

مرض بطانة الرحم المهاجرة،الانتباذ البطاني الرحمي،أسباب بطانة الرحم المهاجر
يُعدّ ألم الحوض المصاحب للإصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة من الأعراض الرئيسيّة التي قد تعاني منها المرأة المصابة، ويمكن أن يوصي الطبيب باستخدام مسكنات الألم التي تعمل على تسكين الألم فقط، دون أن يكون له قدرة على إبطاء نمو أنسجة بطانة الرحم المهاجرة، ومنها:
  • مضادّات الالتهاب اللاستيرويديّة: (بالإنجليزية: NSAIDs)؛ مثل: دواء الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ومن الجدير بالذكر أنّه للحصول على مفعول أعلى لهذه الأدوية يُنصح باستخدامها قبل بدء الدورة الشهريّة بيوم أو عدّة أيّام لتخفيف الألم بفاعلية أكبر.
  • المسكنات الأفيونية: والتي يصفها الطبيب في حالات الألم الشديد، والذي لم تكن المسكنات السابقة فعالة في تخفيفه.

  • مرض بطانة الرحم المهاجرة،الانتباذ البطاني الرحمي،أسباب بطانة الرحم المهاجر
العلاجات الهرمونية

قد يتمّ اللجوء إلى العلاج الهرمونيّ (بالإنجليزية: Hormonal Treatment) في بعض الحالات للتخفيف من ألم بطانة الرحم المهاجرة، ويقوم مبدأ هذه العلاجات على تقليل أو منع الحيض من خلال التأثير في إنتاج المبايض للهرمونات، وبالتالي التقليل من الألم المصاحب للبطانة المهاجرة، كما أنّه يقدم فوائد إضافية فهو يساعد على تقليل حجم وتثبيط نمو رقع البطانة المهاجرة، ولكن من ناحية أخرى ينبغي تنبيه المرأة لأنّ تأثير هذه الأدوية في الهرمونات الأنثوية يمنع الحمل بشكل مؤقت في فترة العلاج؛ أي أنّها لن تستطيع الحمل خلال المدة التي تستخدم فيها هذه العلاجات، ولكنّ تأثير هذه الأدوية في منع الحمل يزول بعد التوقف عن استخدامها، ولا يؤثر في خصوبتها أو قدرتها على الإنجاب مستقبلياً،

وفيما يلي بيان لأنواع العلاج الهرموني المتاحة:
  • العلاج بالبروجيستين والإستروجين: وهو العلاج الهرموني الأكثر استخداماً، ويعتمد هذا العلاج على استخدام حبوب منع الحمل الشائعة التي تحتوي على كلا هرموني البروجيستين (بالإنجليزية: Progestin) والإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) والذي بدوره يؤدي إلى التخفيف من الألم، وتنظيم أو إيقاف الطمث حسب طريقة استخدامها، كما يمكن استخدام الحلقات المهبليّة (بالإنجليزية: Vaginal ring) التي تحتوي على البروجيستين والإستروجين؛ وهي عبارة عن حلقات مطاطيّة يتمّ وضعها داخل المهبل لمدّة ثلاثة أسابيع ثمّ تتمّ إزالتها واستبدالها بعد هذه المدّة، كما يمكن استخدام الرقعات الجلديّة التي تحتوي على هذا النوع من العلاج.
  • العلاج بالبروجستيرون: والذي يعتمد على استخدام أدوية منع الحمل التي تحتوي على هرمون البروجستيرون فقط، والتي تمنع الحمل من خلال وقف أو تقليل الطمث، مثل: دواء نوريثيستيرون (بالإنجليزية: Norethisterone) الذي يتوفّر على شكل حبوب، ودواء ميدروكسي بروجسترون (بالإنجليزية: Medroxyprogesterone) الذي يتوفر على شكل حُقن، ويتمّ إعطاؤه مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، واللولب الرحميّ المُطلق للبروجستيرون والذي يستمرّ مفعوله لمدّة خمس سنوات، بالإضافة إلى رقعات البروجستيرون التي تُلصق على الجلد، وتتمّ زراعتها في الجزء العلويّ من الذراع تحت الجلد.
  • مثبطات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسليّة: (بالإنجليزية: Gonadotropin-releasing hormone agonist)، يعمل الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسليّة على تنظيم الدورة الشهريّة في الوضع الطبيعي، وفي حال استخدام هذا الدواء المثبط للهرمون المطلق للغدد التناسلية تتوقف الإباضة والطمث لدى الأنثى خلال فترة استخدام الدواء، ويتوفّر هذا النوع من الأدوية على شكل حُقن شهريّة تُعطى بالعضل لهذه الغاية.
  • الأندروجين: قد يلجأ الطبيب إلى استخدام الأدوية التي تحتوي على الأندروجين (بالإنجليزية: Androgens)؛ وهي هرمونات ذكوريّة تعمل على التخفيف من أعراض بطانة الرحم المهاجرة من خلال التأثير في إنتاج المبايض للهرمونات الأنثوية، بالإضافة إلى تأثيرها المثبّط المباشر على أنسجة بطانة الرحم، مثل دواء ميثيل تسْتوستيرون (بالإنجليزية: Methyltestosterone) ودواء دانازول (بالإنجليزية: Danazol)؛ الذي يتميّز بنشاطه الذكوريّ المنخفض ولذلك أصبح الأكثر استخداماً من هذا النوع من الأدوية.
  • مثبطات الأروماتاز: يتمّ حالياً دراسة استخدام مثبطات الأروماتاز (بالإنجليزية: Aromatase Inhibitors) في علاج بطانة الرحم المهاجرة وقد أظهرت النتائج الأوليّة فاعليتها في علاج بطانة الرحم المهاجرة، حيثُ إنّ الأروماتاز تُمثل بروتينات تدخل في عمليّة إنتاج الإستروجين، وتتوفّر بشكلٍ أساسيّ ضمن المبيضين، كما تتوفّر ضمن بطانة الرحم المهاجرة بنسبة كبيرة أيضاً ممّا يساهم في نموها، ولذلك يمكن أن يصف الطبيب مثبطات الأروماتاز إلى جانب موانع الحمل التي تحتوي على البروجستيرون وحده أو كلا من البروجستيرون والإستروجين.
الجراحة

مرض بطانة الرحم المهاجرة،الانتباذ البطاني الرحمي،أسباب بطانة الرحم المهاجر
تُمثل الجراحة أحد الخيارات العلاجية المطروحة في حالات بطانة الرحم المُهاجرة، فقد يعمد الطبيب إلى إجراء جراحة لقطع أعصاب الحوض بهدف تخفيف الألم الشديد، وإضافة إلى ذلك يمكن التخلص من أنسجة بطانة الرحم المهاجرة جراحياً في بعض الحالات من بطانة الرحم المهاجرة، ومنها: مواجهة صعوبة في الحمل، وفشل العلاجات السابقة في التخفيف من أعراض بطانة الرحم المهاجرة، والحاجة لإزالة التصاقات قد حدثت في منطقة الحوض، كما يُلجأ للعلاج الجراحي إذا كانت أنسجة بطانة الرحم قد نمت في أكياس على المبيض فيما يُعرف بأكياس الشوكلاتة (بالإنجليزية: Chocolate cysts)، أو إذا نمت أنسجة بطانة الرحم المهاجرة في الأمعاء أو الحالب وتسببت بانسدادها، وتوجد عدّة أنواع من العمليّات الجراحيّة التي تعتمد على إزالة أو كي أنسجة بطانة الرحم المهاجرة جراحياً، نبيّن أهمها فيما يأتي:
  • تنظير البطن: (بالإنجليزية: Laparoscopy)، وهي الطريقة الأكثر استخداماً في تشخيص وعلاج الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من بطانة الرحم المهاجرة، حيث يقوم الطبيب بعمل ثقبين صغيرين أو أكثر في البطن، لإدخال أدواته الجراحية الصغيرة ومنظار صغير يتيح له تفحّص الأنسجة الداخلية في الحوض، وعند تحديد موقع أنسجة البطانة المهاجرة والكشف عنها، يمكن للطبيب التخلص منها من خلال الكي الحراري، أو الليزر، أو غيرها، وتهدف هذه الجراحة إلى علاج بطانة الرحم المهاجرة دون الإضرار بالأنسجة السليمة المُحيطة به، بحيث يُحافظ على قدرة المرأة على الحمل.
  • عمليّة شقّ البطن: (بالإنجليزية: Laparotomy)، تُجرى هذه الجراحة كحلّ أخير لعلاج بطانة الرحم المهاجرة، وفي حال عدم فاعلية جراحة تنظير البطن في السيطرة على الحالة، وقد يلجأ الطبيب في بعض الحالات لإزالة المبايض، وقناتي فالوب، والرحم في حال كان الضرر الحاصل فيها شديداً، وبعد أخذ موافقة المصابة.
    طرق علاج بطانة الرحم المهاجرة
    العلاج بطرق طبيعية:
    • وضع قربة من الماء السخن على أسفل البطن يساعد على تخفيف الألم.
    • أخد حمام مائي دافئ عند الإحساس بألم.
    • تناول الأطعمة التي تحتوي علة نسبة عالية من الألياف التي تساعد على الوقاية من الإصابة بالإمساك.
    • الحصول على قسط كافٍ من الراحة عند الشعور بالألم، مع الحرص على تجنب القيام بأي جهد.
حل مشاكل الإنجاب
يظن بعض الأفراد أنّ المعاناة من بطانة الرحم المهاجرة تتسبب بالإصابة بالعقم، ولكنّ هذه الإشاعة ليست صحيحة تماماً؛ والحقيقة هي أنّ بطانة الرحم المهاجرة يمكن أن تؤثر في الخصوبة وتسبب مشاكل في الإنجاب بدرجات متفاوتة لدى بعض المصابات، وليس الغالبية، وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات حقيقية حول نسبة اللاتي يعانين من العقم والأخريات القادرات على الإنجاب من المصابات ببطانة الرحم المهاجرة، إلّا أنّه يُقدر أنّه وبشكل عام 60-70% من المصابات ببطانة الرحم المهاجرة قادرات على الحمل والإنجاب، وأمّا النسبة المتبقة اللاتي يواجهن مشاكل في الخصوبة والإنجاب فغالباً ما تكون مشاكلهنّ قابلة للعلاج، ويعتمد علاج مشاكل الخصوبة المرتبطة بالإصابة ببطانة الرحم المهاجرة -في حال وجودها- على عدّة عوامل مختلفة؛ مثل: عُمُر المرأة المصابة، وشدّة المرض، وتكلفة العلاج، وتفضيل المرأة، بالإضافة إلى احتمال وجود مسبّب آخر لمشاكل الحمل غير الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة، وفي معظم الحالات يكون العلاج بالتنظير البطني كافياً لإزالة نسيج بطانة الرحم المهاجرة، وعلاج مشاكل الخصوبة لدى المرأة إن وُجدت، أمّا العلاج الهرموني الذي أتينا على ذكره سابقاً فهو غير فعال في علاج مشاكل الخصوبة، ويجدر بالذكر أيضاً أنّه وفي حال عدم حدوث حمل بعد إجراء التنظير البطني فيُمكن اللجوء إلى وسائل المساعدة على الإنجاب: التلقيح داخل الرحم (بالإنجليزية: Intrauterine insemination) والتلقيح الصناعي داخل المختبر المعروف بأطفال الأنابيب (بالإنجليزية: In Vitro Fertilization).
مرض بطانة الرحم المهاجرة،الانتباذ البطاني الرحمي،أسباب بطانة الرحم المهاجر
مرض بطانة الرحم المهاجرة،الانتباذ البطاني الرحمي،أسباب بطانة الرحم المهاجر



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
اسباب العقم وتأخر الإنجاب عند المرأة ريموووو مرحلة الحمل والولاده
مواضيع منوعه عن الحمل مهمه شوشو السكرة مرحلة الحمل والولاده
اسباب بطانة الرحم المهاجرة , طرق علاج بطانة الرحم المهاجرة, التعامل مع بطانة الرحم المهاجرة العدولة هدير العيادة النسائية
كيف تحافظى على نفسك من سرطان الرحم dodo modo العيادة الطبية
الرحم المائل ( المقلوب ) الموجودة العيادة الطبية


الساعة الآن 06:19 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل