أقوال وحكم ..كلام نفيس لابن القيم عن النفوس الشريفة والنفس المهينة ،التوبة من الحسنات ،،هل العنوان خطأ؟
الشيخ كشك يلخص مدرسة الحياة في ستة دروس.
كلام نفيس لابن القيم عن النفوس الشريفة والنفس المهينة :
قال : إن النفوس الشريفة لا ترضي من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة
، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات ، وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار ،
فالنفس الشريفة العلية لا ترضى بالظلم ولا بالفواحش ولا بالسرقة والخيانة ؛ لأنها أكبر من ذلك وأجل ؛
والنفس المهينة الحقيرة والخسيسة بالضد من ذلك ، فكل نفس تميل إلى ما يناسبها ويشاكلها ،
وهذا معنى قوله تعالى : قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه [ الإسراء : 84 ]
أي : على ما يشاكله ويناسبه ، فهو يعمل على طريقته التي تناسب أخلاقه وطبيعته ، وكل إنسان يجري على طريقته ومذهبه وعادته التي ألفها وجبل عليها ، فالفاجر يعمل بما يشبه طريقته من مقابلة النعم بالمعاصي ، والإعراض عن النعم ،
والمؤمن يعمل بما يشاكله من شكر المنعم ، ومحبته ، والثناء عليه ، والتودد إليه ، والحياء منه ، والمراقبة له ، وتعظيمه وإجلاله .
( الفوائد ص 178 ) .
التوبة من الحسنات
هل العنوان خطأ؟
كلا فهناك توبة من الحسنات في ثلاثة أحوال :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – : تَوْبَةُ الْإِنْسَانِ مِنْ حَسَنَاتِهِ عَلَى أَوْجُهٍ :
أَحَدُهُمَا أَنْ يَتُوبَ وَيَسْتَغْفِرَ مِنْ تَقْصِيرِهِ فِيهَا .
وَالثَّانِي أَنْ يَتُوبَ مِمَّا كَانَ يَظُنُّهُ حَسَنَاتٍ ، وَلَمْ يَكُنْ كَحَالِ أَهْلِ الْبِدَعِ .
وَالثَّالِثُ يَتُوبُ مِنْ إعْجَابِهِ وَرُؤْيَتِهِ أَنَّهُ فَعَلَهَا ، وَأَنَّهَا حَصَلَتْ بِقُوَّتِهِ ، وَيَنْسَى فَضْلَ اللَّهِ وَإِحْسَانَهُ ، وَأَنَّهُ هُوَ الْمُنْعِمُ بِهَا ؛ وَهَذِهِ تَوْبَةٌ مِنْ فِعْلٍ مَذْمُومٍ وَتَرْكِ مَأْمُورٍ ، وَلِهَذَا قِيلَ : تَخْلِيصُ الْأَعْمَالِ مِمَّا يُفْسِدُهَا أَشَدُّ عَلَى الْعَامِلِينَ مِنْ طُولِ الِاجْتِهَادِ ؛ وَهَذَا مِمَّا يُبَيِّنُ احْتِيَاجَ النَّاسِ إلَى التَّوْبَةِ دَائِمًا ، وَلِهَذَا قِيلَ : هِيَ مَقَامٌ يَسْتَصْحِبُهُ الْعَبْدُ مِنْ أَوَّلِ مَا يَدْخُلُ فِيهِ إلَى آخِرِ عُمُرِهِ ، وَلَا بُدَّ مِنْهُ لِجَمِيعِ الْخَلْقِ ؛ فَجَمِيعُ الْخَلْقِ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتُوبُوا وَأَنْ يَسْتَدِيمُوا التَّوْبَةَ …. ( مجموع الفتاوى : 11 / 687 ، 688 ) . وقال ابن القيم – في ( مدارج السالكين : 1/ 195 ) : ذَنْبٌ تَذِلُّ بِهِ لَدَيْهِ، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ طَاعَةٍ تُدِلُّ بِهَا عَلَيْهِ، وَإِنَّكَ أَنْ تَبِيتَ نَائِمًا وَتُصْبِحَ نَادِمًا، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَبِيتَ قَائِمًا وَتُصْبِحَ مُعْجَبًا، فَإِنَّ الْمُعْجَبَ لَا يَصْعَدُ لَهُ عَمَلٌ، وَإِنَّكَ إِنْ تَضْحَكْ وَأَنْتَ مُعْتَرِفٌ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَبْكِيَ وَأَنْتَ مُدِلٌّ، وَأَنِينُ الْمُذْنِبِينَ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ زَجَلِ الْمُسَبِّحِينَ الْمُدِلِّينَ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَسْقَاهُ بِهَذَا الذَّنْبِ دَوَاءً اسْتَخْرَجَ بِهِ دَاءً قَاتِلًا هُوَ فِيكَ وَلَا تَشْعُرُ.
فَلِلَّهِ فِي أَهْلِ طَاعَتِهِ وَمَعْصِيَتِهِ أَسْرَارٌ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ، وَلَا يُطَالِعُهَا إِلَّا أَهْلُ الْبَصَائِرِ، فَيَعْرِفُونَ مِنْهَا بِقَدْرِ مَا تَنَالُهُ مَعَارِفُ الْبَشَرِ، وَوَرَاءَ ذَلِكَ مَا لَا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ الْكِرَامُ الْكَاتِبُونَ .
الشيخ كشك يلخص مدرسة الحياة في ستة دروس
في آخر لقاء مع الشيخ الخطيب المفوّهِ عبدِ الحميد كشكٍ رحمه الله
سأله الصحفي عن تجربته في الحياة ؟ فقال :
لخصتها في ستِّ حِكم :
1 – ذقت الطيباتِ كلَّها, فلم أجد أطيب من العافية.
2 – وذقت المراراتِ كلها, فلم أجد أمرّ من الحاجة إلى الناس.
3 – وحملت الصخر والحديد, فلم أجد أثقل من الدين.
4 – ولو سئلت عما هو أثقل من السموات والأرض لقلت : تهمة البريء.
5 – الشجاعة ليست هي التهورَ, إنما أن تقول الحق دون أن تسمح للآخرين بأن يتسلقوا على كتفيك.
6 – إياك أن تغتر بالعواطف, فإن العواطفَ تخفي وراءها ما وراءها !!
هذه هي الحكمة التي أخذتها من الحياة.
من كتاب: آخر لقاء مع (20) عالما ومفكرا إسلاميا ,