قتلى بقصف بحمص ومظاهرات بالمزة
جانب من آثار القصف الذي تتعرض له مدينة حمص منذ أكثر من أسبوعين
سقط اليوم عدد من القتلى في سوريا جراء قصف الجيش مدينة حمص لليوم الـ15 على التوالي وذلك بعد المظاهرات العارمة التي خرجت أمس تحت شعار "جمعة المقاومة الشعبية" التي شهدت سقوط 56 قتيلا، كما أصيب أربعة أشخاص برصاص الجيش السوري الذي حاول تفريق متظاهرين بحي المزة بدمشق. وأفاد نشطاء من المعارضة السورية أن القوات الحكومية السورية قصفت اليوم السبت محافظة حمص وسط البلاد مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
وقال الناشط السوري في المحافظة عمر حمصي إن القتلى سقطوا عندما أطلقت القوات قذائف على مبنى سكني في حي بابا عمرو في حمص، وأضاف أن القصف تسبب أيضا في إصابة خمسة أشخاص على الأقل.
كما شهد حي المزة في العاصمة دمشق مظاهرات وذلك خلال تشييع خمسة قتلوا بعد صلاة الجمعة أمس، وقال ناشطون إن اريعة أشخاص على الأقل أصيبوا بعد إطلاق رصاص لتفريق المتظاهرين.
رصد أميركي
وفي التداعيات الدولية للأزمة السورية، نقلت محطة تلفزيونية أميركية عن مسؤولي دفاع أميركيين أن عدداً من الطائرات الأميركية من دون طيار تحلق فوق سوريا لرصد هجمات الجيش السوري.
وأضاف المسؤولون في تقرير لقناة "أن بي سي نيوز" أن عدداً ليس بقليل من الطائرات العسكرية والاستخبارية الأميركية تحلق فوق سوريا لرصد الهجمات التي يشنها الجيش السوري على قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء.
غير أن المسؤولين شددوا على أن عمليات المراقبة ليست تمهيداً لتدخل عسكري أميركي، بل هي جزء من مسعى إدارة الرئيس باراك أوباما لاستخدام أدلة بصرية واعتراض الاتصالات بين الحكومة السورية والجيش لزيادة الدعم لردّ دولي واسع.
يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد كررت عدة مرات أنها لا تعتزم التدخل العسكري حاليا في سوريا على الرغم من حثها الرئيس بشار الأسد على التنحي وفرض عقوبات على النظام السوري.
سوريا تشهد يوميا تشييع قتلى سقطوا برصاص الأمن السوري
عشرات القتلى
وكان يوم أمس داميا في سوريا حيث أفادت لجان التنسيق أن 56 شخصا قتلوا الجمعة برصاص الأمن السوري في عدد من المدن السورية معظمهم في حمص وبينهم 12 جنديا من الجيش الحر أعدموا في درعا. وسبق التصعيد العسكري في حمص مظاهرات في "جمعة المقاومة الشعبية" وسط انتشار أمني كثيف في دمشق وخارجها. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حمص شهدت أمس أعنف قصف في أسبوعين، في حين شنت القوات السورية عمليات متزامنة في مناطق أخرى.
وقال ناشط محلي إن القذائف كانت تسقط بمعدل أربع قذائف في الدقيقة، مشيرا إلى تحليق كثيف للطائرات الحربية بما فيها طائرات الاستطلاع في سماء حمص التي قتل فيها المئات بنيران الجيش السوري منذ الرابع من هذا الشهر.
وأشار الناشط إلى أن آلاف المدنيين باتوا معزولين تماما، ولا تستطيع الأحياء التواصل فيما بينها. وكان ناشط سوري قدر قبل أيام عدد المحاصرين في حي بابا عمرو بنحو مائة ألف.
في الوقت نفسه قال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون إن النظام السوري وزّع كمامات واقية من الغازات السامة على الجيش السوري في حمص. وأضاف غليون في نشرة سابقة للجزيرة أن ذلك دليل على إمكانية إقدام النظام على ارتكاب جريمة كبيرة بحق المدنيين.
مدن سورية عدة شهدت الجمعة مظاهرات عارمة شعارها المقاومة الشعبية
مظاهرات الجمعة
وتحدى عشرات آلاف السوريين أمس الجمعة التضييقات الأمنية ليتظاهروا في "جمعة المقاومة الشعبية.. بداية مرحلة" دعما للجيش الحر والمدن المنكوبة مثل حمص، وللمطالبة مجددا برحيل الرئيس بشار الأسد. وبثت مواقع الثورة السورية صورا لمظاهرات في أحياء بينها القدم والعسالي رغم الانتشار الأمني الكثيف في معظم أنحاء العاصمة السورية. ونظمت مظاهرات وصفت بالحاشدة في محافظة الحسكة، خاصة في القامشلي وعامودا والدرباسية.
كما تظاهر آلاف في بلدات نصيب والمسيفرة والجيزة بدرعا التي شهدت بدورها انتشارا أمنيا كثيفا منذ صباح الجمعة بعد اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومنشقين عنه.
ونظمت كذلك مظاهرات في عدد من مناطق حمص بينها الرستن، ومناطق في إدلب منها بنّش، وفق صور بثها ناشطون. وقالت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة إن مظاهرات سيرت أيضا في حلب وريف دمشق.