الزبيب الصديق الحميم للنساء بعد سن اليأس
الزبيب الصديق الحميم للنساء بعد سن اليأس ويفيد المصابين بارتفاع الضغط والانيميا
الزبيب من المصادر الرئيسية لمادة البورون Boron
لما ينضج العنب جيدا ويبدأ في الجفاف في الكرمة، يؤخذ ويجفف في الشمس إلى أن يصبح زبيبا، ويفقد الوزن نظرا لضياع الماء الذي يغادر الثمار أتناء التجفيف، فتتجعد وتأخذ حجما صغيرا. ويمكن أن يقوم كل الناس بتجفيف العنب، لكن يجب أن يختاروا العنب الذي يكون في نهاية النضج، حيت يبدأ في فقدان الشكل وتشتد حلاوته، لأن تركيز السكريات يكون بمستوى علي جدا في هذه المرحلة. ولتفادي وجود كيماويات في الزبيب المجفف المعروض في الأسواق، مثل مواد الكبريت، يستحسن تجفيف العنب في المنزل.
يحتوي طبعا الزبيب على مكونات العنب، لكن بمستوى أقل لأن التجفيف ينقص من مستوى المركبات المضادات للأكسدة ومنها والفلافونويدات والفايتمن س. ولذلك فالزبيب يحتوي على مستوى من البوليفينولات أقل من العنب، ومن بين هذه البوليفينولات نجد حمض الكوتاريك وحمض الكافتاريك والبروسيانيدين والفلافانول، وتكون هذه المركبات في العنب الطري أكثر من الزبيب وتلعب دور الوقاية من أثر التأكسد على الخلايا في الجسم. وأشهر هذه التأكسدات تلك التي تحدث داخل الأوعية الدموي حيث يبدأ تكون الصفائح المسببة للإنسدادات الداخلية.
يمتاز الزبيب بمعدن البورون Boron
رغم أن الوصلات الإشهارية والتحسيسية الرسمية لا تتطرق لأهمية البورون، نظرا لجهلها بالموضوع، فهذا المعدن يعتبر ضروريا لصحة الجسم، ويأخذ أهمية قصوى بالنسبة للنساء لعلاقته مع هشاشة العظام التي تظهر بعد سن اليأس. والبورون من المعادن التي يحتاجها الجسم على شكل أثر فقط، لكنه حيوي جدا لأنه يحول الأوستروجين والفايتمن د إلى الشكل النشط في الجسم وهو البيتا أوستراديول 17) 17-beta- estradiolوالهيدروكسي فايتمن 1,25-(OH)2D3 على التوالي. ومعلوم أن الأوستروجين ينخفض بعد سن اليأس، ويتسبب في تعرض الخلايا العظمية لهرمون التايرويد. وقد بينت الأبحاث أن البورون يقوم بحماية العظام من التسوس. يدخل الزبيب بهذه الخاصية في لائحة العناصر الضرورية للنساء بعد سن اليأس لتفادي هشاشة العظام، وتضم اللائحة عناصر أخرى تأتي من مواد غذائية مختلفة لتكامل الميزات وجعل التوازن يكون عبر الأغذية وليس بمكملات كيماوية.
ويقي الزبيب من ظهور ضعف البصر المرتبط بالشيخوخة، وهو ما يشكو منه كثير من الناس، خصوصا في العصر الحاضر نظرا لقلة استهلاك الكاروتينويدات التي توجد في الفواكه والخضر الملونة وأشهرها المشمش والجزر. ويساعد الزبيب على الوقاية من ظهور ما يسمىAge-Related MacularDegeneration ARMD
والزبيب يحتوي على كل المكونات المغذية الموجودة في العنب ومنها الألياف الخشبية والسكريات والأملاح المعدنية، وسكر الزبيب مضر للمصابين بالسكري لأنه يتكون بنسبة عالية من الكلوكوز أو سكر العنب وهو سكر يحتاج إلى أنسولين، وقد يسبب بعض الضرر لهؤلاء المصابين.
ونشير إلى أن الزبيب كان من المنتوجات المحلية، وكان كذلك حاضرا في الأسواق بكثرة، وبثمن رخيص جدا. وكل المناطق التي كان يوجد بها العنب، كانت مناطق الزبيب كذلك، ومنها منطقة الحوز ودكالة وملوية والسايس. ولم تكن تعرف هذه المناطق أمراض القلب والشرايين، ولا عوز الحديد أو الأنيميا، وكان سكان هذه المناطق يمتازون بالحيوية والنشاط خصوصا النشاط العضلي، لكن مع تلاشي غراسة الأعناب المحلية، واستيراد الأنواع التي تصلح للخمور بدل الاستهلاك، وتلاشي العادات الغذائية التي قتلتها العلوم الوهمية أو المستوردة، ولم يعد استهلاك الزبيب إلا نادرا على شكل تزويق الأطباق كالكعكة، أو بعض الحلويات الأخرى التي تزوق بالزبيب. وما نأسف له حقا هو التراجع عن المنتوجات المحلية الطبيعية التي كانت تغطي حاجيات غذائية هائلة، ومنها الزبيب الذي كان متوفرا في الأسواق، وهو زبيب يظهر بشعا شيئا ما لكنه من أحسن أنواع الزبيب، وما يوجد في السوق حاليا منتوجات مستوردة، لا يعرف ما تنطوي عليه، وليس هناك أسلوب في الصناعات الغذائية، بالنسبة لحفظ الزبيب، إلا المعالجة بالمواد الكبريتية كثنائي أكسايد الكبريت، أو التشعيع، وهذه الأساليب تستعمل للوقاية من الفطريات، وهناك محفظات أخرى منها البنزوات والسوربات وبعض المواد الكابحة للفطريات الأخرى. ولذلك تصعب النصيحة الطبية بتناول الزبيب في حالة عوز بعض العناصر كالحديد.