صور نادرة لمعركة دموية بين فرسي بحر للسيطرة على بركة ماء
هذه معركة شرسة حامية الوطيس بين فرسي بحر عملاقين يتعاركان في منظر مخيف ومرعب ويتصارعان حول بركة ماء في جنوب أفريقيا. وقد تم التقاط هذه المشاهد مؤخراً من منطقة الصيد الخاصة في نجالا بجنوب أفريقيا بكاميرا هندريك فهسنفيلد المرشد السياحي ومصور الحياة البرية المحترف؛ حيث تثبت هذه السلسلة المذهلة من اللقطات الدواعي الموجبة لعدم المرور بتاتاً عبر هذين العملاقين.
وقد تحدث هندريك البالغ من العمر 40عاماً فقال: "إنها المرة الأولى التي أشاهد فيها عن كثب صراعاً محتدماً بين فرسي بحر. لقد كنت في رفقة بعض الضيوف في جولة سياحية على متن عربة لمشاهدة مناظر الصيد وكنا في دهشة لا نكاد نصدق ما نرى أمامنا. لقد اقتربت بحذر شديد لتفادي اعتداء الفرسين وهجومها الذي قد ينصرف نحو السيارة ومن فيها. وعندما أصبح من الواضح أن هذين الفرسين العملاقين لا شأن لهما بنا وقد تغافلا عن حضورنا بالقرب منهما، زحفت لأخذ هذه اللقطات الأخاذة".
وأردف يقول: "من خلال النظر إلى هذه الصور يبدو أن عمري الفرسين مختلفان وهذا ما يمكن التعرف عليه من خلال فحص حالة الأسنان وبصفة خاصة القواطع والأنياب. وبدا أن الأصغر سناً فيهما هو الذي التقط قفاز التحدي".
وقد تحدث هندريك الذي ظل يعمل مرشداً سياحياً منذ سبع سنوات موضحاً أن المواجهة العنيفة كانت نتيجة لمعركة حول الأراضي أثناء موسم الجفاف وشح المياه وندرة الموارد. ومضى يقول: "هنالك عدة عوامل تلعب دوراً في اندلاع مثل هذه الحرب الضروس؛ ولعل أهم عاملين هما حيازة الأراضي وحقوق الزوجية".
واستطرد بقوله: "إن الأفراس المهيمنة تمتلك بالفعل مساحات تذود عنها بالغالي والنفيس وقد اندلعت هذه المعركة عندما وصل الفرس الأصغر سناً إلى بركة الماء التي كانت محتلة من قبل الفرس الأكبر سناً والذي اعتبر الأمر تجاوزاً له وافتئاتاً عليه وتجاهلاً لحقوقه بصفته مالك الأرض وصاحبها. وهذا من قبيل ما يمثل التحدي المباشر سواء بسواء".
ولأجل سلامة المجموعة التي كانت برفقته لم تستمر مشاهدة هندريك للمواجهة سوى لدقائق معدودات ولكنه عاد في اليوم التالي ليرى الفرس الذي استولى على الأراضي. واسترجع شريط ذكرياته متحدثاً عن ذلك بقوله: "في صبيحة اليوم التالي كان الفرس الأكبر سناً هو الذي اضطر للمغادرة مخلفاً وراءه بركة الماء وتاركاً خلفه شريط دم في طريق مغادرته للموقع. وقد اقتفينا أثره، القصاص نورمان وأنا، إلى حيث أصبح الغطاء النباتي كثيفاً. وبطبيعة الحال فإن متابعة حيوان كاسر جريح داخل منطقة ذات غطاء نباتي كيف تعد تصرفاً لا ينم عن حكمة. وعليه ربما استعاد الفرس صحته وربما عثر على بركة أخرى لم يضع عليها أحد يده أو ربما استلقى في ظل وارف يستجمع قواه وربما ولّى إلى غير رجعة".