توفي مساء السبت المواطن أيمن عبد الكريم سمور من حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة بعد استنشاقه عادم "ماتور" مولد كهربائي كان موضوعاً في مكان مغلق.
وسمور الذي يوافق زفافه اليوم توفي أثناء تواجده في الحمام لتجهيز نفسه للاحتفال بليلة العمر.
ويقول الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة لوكالة "صفا" إن سمور (22 عامًا) توفي نتيجة اختناقه بعادم مولد كهربائي كان موضوع في مكان مغلق، بعد أن انقطع الأكسجين من المكان المتواجد فيه.
وتوفي عشرات الفلسطينيين باختناقات وحرائق بسبب تفاقم أزمة الكهرباء المستمرة منذ ما يقارب الثلاثة أشهر.
أزمة الكهرباء تحصد ضحيتها الجديدة.. العريس سمور
بعد أن كانت رائحة عطر الفرحة والبهجة تملأ حياة عائلة سمور استعدادًا لزفاف أيمن؛ حلت بالأمس رائحة عادم مولد الكهرباء واليوم تحل رائحة الموت بعد أن سقط جثةً هامدة.
وعلى غير العادة، استعدت عائلة سمور لاستقبال المعزين لا المهنئين بحي الشيخ رضوان شمال غزة السبت، إثر وفاة أيمن خنقًا (21 عامًا) بعادم مولد كهربائي أثناء استحمامه وبوجود مولد يضيء له، ليطلق غازه المميت ويخنق العريس حتى الموت.
وكان سمور يستحم ليلبس ملابس العرسان في يوم زفافه قبيل ذهابه لصالة الفرح التي تحولت لخيمة عزاء.
مشهد ثقيل
وبلسانٍ فجعته المأساة عن التحدث، يقول عبد الكريم سمور(40 عامًا) والد أيمن: "أأتحدث عن عرسه أم ليلة موته، حسبنا الله ونعم الوكيل".
ويتابع والد المتوفى: "بعد غداء العرس، اختفى أيمن من بين المدعوين وذهب ليستحم، فيما كان مولد الكهرباء موجود في ذات الحمام بعد أن نقله من شرفة المنزل إلى الحمام".
ومن عادة بعض العائلات في القطاع أن يُبادر أصدقاء العريس بتحميمه استعدادًا لزفافه، لكن استحياء الفقيد جعله يترك المكان ويذهب للاغتسال وحده، فأغلق الباب وكان دخان عادم المولد له بالمرصاد.
لحظات قاسية ومشاهد مؤلمة يستذكرها الوالد بعدما فقد ابنه البكر الذي طالما حلم بإتمام زفافه، قائلاً: "كنت أتمنى فقط إتمام ذلك العرس، وهل من المعقول أن يدخل والد على ابنه في يوم زفافه فيراه طريحًا مُلقىً على الأرض دون أن يكمل فرحته".
ويُلقي سمور باللوم على كل من يُحاصر قطاع غزة ويمنع عنه الوقود، ويتهم في حادثة ابنه كل من يقطع الكهرباء عن القطاع ويتسبب في معاناتها.
وردتين للزفاف
ويقول ذياب–ابن عم الفقيد- إنّ "آخر مشهد مع أيمن قبل موته كان عندما طلب من مزيِن السيارة التي ستقله وعروسه إلى صالة الفرح أن يجلب وردتين إحداهما بيضاء لعروسه وأخرى حمراء له".
ويضيف سمور الذي كان أول من انتشله من الحمام: "أراد أيمن أن يعيش ذلك اليوم حياة العرسان وينعم بعيش رغيد لكن مدبري حصار غزة حرموه من ذلك".
العشرات من النساء يملأن منزل سمور، كلهن لم يستطعن التخفيف من وقع الصدمة على العروس التي لم تكتمل فرحتها ليحل الحزن عليها.
فما زالت الصدمة تسيطر على العروس التي لم نستطع استنطاقها، "فالشهيد شاب وعريس والمصاب جلل" كما قالت إحدى المعزيات.
ولم يكن أيمن الفقيد الوحيد في تلك الحادثة المتكررة من نوعها، فقد سقط العشرات خنقًا أو صعقًا من سوء استخدام المولدات الكهربائية في قطاع غزة منذ بدء الحصار وتزامنها مع أزمتي نقص الوقود والكهرباء.