جرش
الموقـــع
جرش هي مدينة أردنية، تقع في الجزء الشمالي من المملكة الأردنية الهاشمية. تبعد عن العاصمة عمّان حوالي 48 كم
يمكن الوصول لها من عمّان ومن عجلون ومن اربد
تقع جرش في واد أخضر تجري فيه المياه. وكانت آثارها وما تزال محط انظار السياح والعلماء وطلاب المعرفة من جميع أنحاء العالم.
مرت على المدينة عصور عديدة، منذ عصر اليونان فالرومان ثم عصر الفتوحات الإسلامية
تم اعادة اكتشافها في القرن التاسع عشر،
اول من سكنها في العصور الحديثة هم الشركس والارمن والعرب.
تاريخ
و يعود تاريخ تأسيس المدينة إلى عهد الاسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد أو ما يعرف بالعصر اليوناني
اصل التسمية :- سماها الكنعانيون (جرشو) ومعناه في لغتهم " المكان كثيف الاشجار".ثم دعيت زمن الررومان جراسا
ولقد عاشت المدينة عصرا ذهبيا تحت حكم الرومان لها، حيث كانت تتمتع بتطور مدني مميز فهي تتألف من شوارع معبدة ذات اعمدة ، ومعابد عالية ومسارح أنيقة واسعة وميادين للسباق وقصور فخمة ، وحمامات لا نظير لها ، وبوابات ذات عمارة فخمة متميزة .
ولقد بقيت المدينة مطمورة في التراب لقرون عديدة حتى تم التنقيب والكشف عنها في بدايات القرن الماضي
وقد عثر علماء الآثار في داخل هذه الأسوار على بقايا مستوطنات تعود للعصر البرونزي، والعصر الحديدي، ولعهود الإغريق والرومان والبيزنطيين والأمويين والعباسيين، مما يشير إلى
العهد الروماني
خضعت (جراسا) لحكم الروم الذين احتلوا بلاد الشام طيلة 400 سنة وأسسوا اتحاد المدن العشر المعروف باسم مدن الديكابوليس وهو اتحاد اقتصادي وثقافي فيدرالي ضم عشر مدن رومانية اقامها القائد (بومبي) عام 63 قبل الميلاد في شمال الأردن وفلسطين وجنوبسوريا لمواجهة قوة دولة (الأنباط) العرب في الجنوب.
كانت جرش تقع على ملتقى الطرق التجارية ولقد اقامت علاقات تجارية طيبة مع دولة الانباط ومع دولة تدمر ولقد زارها الامبراطور الروماني هادريان واقيم له فيها قوس النصر والذي يعرف اليوم ببوابة هادريان او باب عمان
ولقد تحولت المدينة الى مركز تجاري مهم للتبادل التجاري والثقافي وكانت تعد افخم واعظم مدن الاتحاد الروماني الى ان حل الدمار بتدمر وتحولت طرق التجارة عنها فتضائل مركزها وحل بها الخراب شيئا فشيئا
عاشت مدينة جرش تحت حكم الروم الذين ادخلوا إليها الديانة المسيحية فانتعشت فيها حركة تشييد الكنائس والاديرة التي دمر معظمها على يد الجيوش الفارسية.
وفى عام 635 ميلادي وصلت جيوش الفتح الإسلامي إلى جرش بقيادة شرحبيل بن حسنة في عهد الخليفة الثاني ليعود الامن والاستقرار إلى المنطقة كلها ولتستعيد المدينة ازدهارها في العصر الأموي.
دمرت المدينة بسبب عدد غير قليل من الزلازل بالاضافة الى الحروب التي مرت بالمنطقة وظلت المدينة دفينة التراب الى ان اكتشفت على يد سائح الماني وبدأ التنقيب عن المدينة واظهار معالمها وعادت الحياة اليها من جديد فبدأت وفود الشراكسة والارمن الذين هاجروا من منطقة القفقاس بسبب الحروب بالاستقرار بها
وفي القرن العشرين، وتحديدا فترة الخمسينات نمت جرش سكانيا وعمرانيا بمعدلات فاقت مثيلاتها في الفترات السابقة بسبب استقرار بعض اللاجئين الفلسطينيين فيها واستمر توافد سكان المناطق المجاورة إليها وتزايد الأهمية السياحية لها بسبب وجود بعض الاثار الرومانية الهامة
التسمية
كان العرب الساميون القدماء قد أطلقو عليها اسم (جراشا) أو (جرشو) ومعناه " مكان كثيف الاشجار". أما الإغريق فقد أسموها (جراسا) وكان ذلك في الفترة الهلنستية، وكذلك كانت عند الرومان، حيث كانت إحدى أهم مدن الديكابولس (المدن العشرة) التي أسسها بومبي واطلق عليها اسم (بومبي الشرق)، نسبة له.
كتب عنها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان قائلاً: "جرش، هذا اسم مدينةٍ عظيمةٍ كانت، وهي الآن خرابًا. حَدّثَني مَن شاهدها، وذكر لي أنّها خرابة وبها آبار عاديّة تدلّ على عظمةٍ. فقال: "في وسطها نهرٌ جارٍ يدير عدّة رُحى عامرةً إلى هذه الغاية. وهي في شرقي جبل السّواد من أرض البلقاء وحوران، ومن عمل دمشق وهي في جبلٍ يشتمل على ضياع وقُرى. ويُقال للجميع جبل جرش، اسم رجلٍ، وهو "جرش بن عبد الله". ويُخالط هذا الجبل جبل عوف. وإليه يُنسب حمى جرش، وهو من فتوح شرحبيل بن حسنة، في أيّام عمر بن الخطاب".
السكان
الغالبية العظمى من السكان هم مسلمون. وبشكل عام يشكل المسيحيون (كاثوليك وأرثوذكس) نسبة تعد من أعلى النسب في المملكة.
مهرجان جرش
يعقد المهرجان في المدينة، في تموز من كل عام، ليحول المدينة الأثرية إلى واحدة من أكثر المدن حيوية وثقافة. ويمتاز المهرجان بالعروض الفولكلورية الراقصة التي تؤديها فرق محلية وعالمية،
أبرز معالمها الاثرية
المدرج الروماني الجنوبي
شارع الأعمدة
تسمى جرش أيضا (مدينة الألف عمود) ومعظمها تلك التي تحف بشارع الاعمدة المبلط من الجانبين وهو الشارع الرئيسي في المدينة الرومانية وطوله نحو كيلومتر ولا يزال 71 من أصل 520 عمودا رخاميا هناك منتصبة في مواقعها محتفظة بقواعدها وتيجانها المزخرفة ببراعة لافتة.
سبيل الحوريات)
وهو بناء يضم نوافير للمياة أقيم لحوريات الماء في أواخر القرن الثاني الميلادي. حيث لايزال السبيل المعروف باسم (نمفيوم) الذي شيد عام 191 للميلاد وهو حوض رخامي فخم من طابقين ويضم نوافير للمياه أقيم لحوريات الماء ويزين الرخام الجزء السفلي من واجهاته البديعة بينما تزين أعلاها زخارف هندسية رائعة التكوين.
المسرح الجنوبي:
بني في أواخر القرن الأول الميلادي ويؤم السياح والزوار المسرح الجنوبي وهو مدرج روماني تقليدي بني أواخر القرن الأول الميلادي ويستوعب 5000 متفرج إضافة إلى المسرح الشمالي الذي يسع 1200 مشاهد وكان مخصصا للمبارزات ومصارعة الحيوانات المفترسة. ويستغل المدرجان حاليا لعرض الفعاليات الفنية والثقافية من مسرحيات وحفلات غنائية
البوابة الجنوبية (قوس هادريان):
بنيت في القرن الثاني الميلادي احتفاء بزيارة الامبراطور هادريان للمندينة عند ذهابه لحرب تدمر .
شارع الأعمدة
و(هو أهم شيء تقريباً): وهو الشارع الرئيسي في مدينة جرش الرومانية وطولة 800م.
معبد أرتميس:
يعتبر معبد الالهة الحارسة للمدينة الذي اقيم في القرن الثاني للميلاد من أفخر معالم جرش التاريخية التي تضم أيضا معابد زيوس وزفس وقاعة البرلمان والمقبرة وحلبة سباق الخيل واقنية الري والحمامات الفاخرة.
الهيبودورم (Hippodrome):
يسمى أيضا ملعب الخيل أو السيرك، يقع إلى اليسار من قوس هادريان ثم يمتد نحو الشمال، وهو على شكل حرف (U)، ومدرجات من ثلاث جهات مرفوعة على أقبية، وهي تستعمل لسباق الخيل والعربات ذات الحصانين أو الأربعة وأخذت عن اليونان. ويتكون من جدارين.
ساحة الندوة (Fourm):
ساحة مفتوحة في وسط المدينة، شكلها بيضاوي محاطة بأعمدة يونانية.
الكاتدرائية
وهي ذات البوابة الحجرية الضخمة الغنية بصور منحوتة تخلب الالباب وهي أجمل البنايات الدينية في (جرش) وكانت في الأصل معبد (ديونيسوس) الرومي الذي اقيم في القرن الميلادي الثاني وقد اعيد بناؤه ككنيسة بيزنطية في القرن الرابع.
بركتا جرش:
مقر احتفالات الرومان بقدوم الربيع واحد المصادر الرئيسية لتزويد مدينة جرش بالمياه والذي يعرف الآن باسم «عين القيروان» تتدفق مياهه داخل اسوار المدينة الأثرية، وبنى الرومان البركتين لنقل المياه إلى قلب المدينة بنظام يشتمل على أنابيب فخارية وقنوات حجرية ويحيط بالبركتين مدرج من الحجر وكان الرومان يستخدمون البركتين مقرا للاحتفالات بقدوم الربيع.
مقام النبي هود:
يقع المقام على قمة جبل مرتفع شرق مدينة جرش الأثرية وفي قرية النبي هود والمعروفة بهذا الاسم نسبة إلى سيدنا هود علية السلام والطريق اليه ضيق ومتعرج ذو ارتفاع حاد. يتكون البناء من غرفة مساحتها 16 مترا مربعا يعلوها قبة وارضيتها مفروشة بالسجاد والحصر ومساحة قطعة الأرض الكلية 160 مترا مربعا تحيط به مقبرة وفي الجهه الشرقية منه كهف قديم مظلم.