بالإمكان أن نتجنب الكثير من السكتات الدماغية والنوبات القلبية، اذا أقبل الأصحاء على تناول الستاتين، وهي نوع من الحبوب الخاصة بخفض نسبة الكوليسترول في الدم. هذه أهم النتائج التي توصلت اليها دراسات طبية بريطانية مؤخرا، لكن هل يقبل المعافون والأصحاء بتناول هذا الدواء؟
يقول علماء من جامعة أوكسفورد الإنجليزية إن السلطات الصحية في بريطانيا يمكنها النظر في امكانية حث الاصحاء على تناول بعض حبوب الستاتين لتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية والدماغية.
وتعتبر تلك الحبوب من الأدوية الأكثر شيوعا في بريطانيا، التي تشهد نقاشا عاما حول امكانية جعلها في متناول الجميع سوآءا من المرضى أو المعافين. النقاش يركز ايضا على مدى قبول الأصحاء بتناول ادوية مخصصة اصلا للذين يعانون من أمراض زيادة الكولسترول في الدم.
ومن الثابت علميا- حسب الأطباء- ان تناول تلك الحبوب يساعد أي شخص كان في التقليل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
سلطات مراقبة الادوية والمنتجات الصيدلانية في بريطانيا تسمح بتلك الحبوب للأشخاص الذين تصل نسبة تعرضهم للأمراض القلبية الى عشرين في المائة، لكنها الآن تنظر في امكانية تطبيق نتائج الدراسة المذكورة.
ويعتمد الأطباء تقليديا على قياس ضغط الدم ونسبة الكوليسترول، ونمط الأكل والحياة الذي يتبعه الشخص لوصف حبوب الستاتين، أما الآن فيقول البروفيسور كولين بايغينتن أحد المشاركين في الدراسة للبي بي سي "ما توصلنا اليه الآن هو انه مهما يكن مستوى ضغط الدم ونسبة الكوليسترول فان فوائد تلك الحبوب بالنسبة للأصحاء فاقت التوقعات."
واضاف بأن تخفيض عتبة مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية بسبب حبوب الستاتين الى نحو عشرة في المائة فقط، يمكن أن يرفع عدد المقبلين على هذه الحبوب الى خمسة ملايين شخص على الاقل، وبالتالي سيساهم ذلك في تجنب اصابة ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص، وانقاذ حياة ألفي مريض سنويا.
ويقول البروفيسور بايغينتن "إن نصف من يموتون بسبب تلك النوبات هم من الأشخاص الاصحاء قبل تعرضهم للإصابة".
ومن ناحية أخرى بإمكان اتاحة حبوب الستاتين للجميع، وخاصة للفئة العمرية ما بعد الخمسين أن يوفر مزيدا من الأموال التي يتم انفاقها على العلاج والخدمات الصحية المتعلقة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية في بريطانيا.